غير مصنف

ندوة “أون لاين” عن دور التعليم عن بُعد في التنمية الريفية والزراعة المستدامة في مصر

نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة عبر الإنترنت عن دور التعليم عن بُعد في التنمية الريفية والزراعة المستدامة في مصر. ناقشت الندوة كيف يمكن للتعليم عن بُعد أن يساهم في التنمية الريفية المستدامة والزراعة المستدامة في مصر، كذلك استعرضت تجربة مشروع DeVilag في هذا الصدد.

عقدت الندوة في إطار مشروع توجيه الهجرة من خلال التنمية المستدامة: البرنامج الأوروبي المصري للزراعة والتنمية الريفية، الممول من الاتحاد الأوروبي تحت مظلة +ERASMUS. يمثل هذا المشروع تعاونًا دوليًا مشتركًا بين مكتبة الإسكندرية متمثلة في مركز الدراسات والبرامج الخاصة بمكتبة الإسكندرية وعدد من الجامعات المصرية والأوروبية على رأسها جامعة أخن بألمانيا.
افتتح الندوة الأستاذ الدكتور هاني سويلم، المدير العام لقسم الهيدرولوجيا الهندسية ومجلس اليونسكو للتغيرات الهيدرولوجية وإدارة الموارد المائية في جامعة آخن بألمانيا، حيث تحدث عن أهمية دراسة الإدارة المستدامة لموارد المياه والتي لا تلقى رواجًا كبيرًا بين الدارسين. وأكد أن مصر تواجه العديد من التحديات مثل نقص المياه الذي سيؤثر على المنطقة كلها، وتحدي استصلاح الأراضي وتوفير تكنولوجيات حديثة مثل نظام الاستزراع المائي.

وأشار الدكتور هاني سويلم إلى عدد من التحديات التي تواجه المتخصصين في تدريس هذه التكنولوجيات الحديثة للطلاب، ولهذا قام بتسليط الضوء على أهمية إتاحة الدورات الإلكترونية المفتوحة Massive Open Online Course (MOOC) والتي يعتمد عليها أيضا مشروع DeVilag. كما قدم بعض الأساليب المستخدمة حديثًا في التدريس عبر الإنترنت مثل “Gamification” أو ما يعرف ب”التلعيب” و “Virtual Learning” أو “التعليم الافتراضي”، إذ عرض أهمية التلعيب في التعليم لزيادة التحفيز والدعم في مجال التعلم. وأخيرًا تطرق إلى شرح تقنية التعلم في بيئة افتراضية عن طريق الأفاتار Avatar والذي يتيح للطلاب والمدرسين التواجد بصورة افتراضية في مكان واحد متجسدين في شكل الأفاتار.

وفي كلمته، تطرق الأستاذ الدكتور حسين العاطفي وزير الري الأسبق والأمين العام للمجلس العربي للمياه، إلى بعض التحديات والفرص التي تواجه القطاع الزراعي في مصر والطرق المختلفة المستخدمة في التنمية الريفية المستدامة والزراعة، وأشار إلى بعض التوصيات التي يمكن اتباعها في المستقبل. وتناول بالشرح أهمية التعلم عبر الإنترنت، موضحًا أهمية تطبيق الطرق غير التقليدية للتنمية الريفية والزراعية. كما تحدث عن أبرز التحديات التي تواجه تطبيق هذه الطرق غير التقليدية مثل عدم التواصل الفعال واعتماده بنسبة كبيرة على البُعد النظري.

وأوصى الدكتور حسين العاطفي بأهمية بناء القدرات وبناء شراكات وتعاون بين مختلف القطاعات الوطنية والدولية، وأيضًا أهمية تشجيع استخدام الموارد المائية غير التقليدية ورقمنه البنية التحتية الذكية للمياه والزراعة.

من جانبه، عرض الأستاذ الدكتور محمد عبد ربه المدير التنفيذي لمركز بحوث التأقلم مع التغيرات المناخية بجامعة الإسكندرية، تأثير التغيرات المناخية على الوضع الحالي للزراعة والتنمية الريفية في مصر والتحديات التي تواجه التعليم عن بعد، وكيفية تحسين نتائج التعليم عن طريق التعليم المدمج. وتطرق إلى شرح أهمية الزراعة غير التقليدية والتنمية الريفية المستدامة والتي تتطلب نهجًا تعليميًا غير تقليديًا في تدريسها ومنها التعلم الهجين Hybrid Education الذي يتيح للطلاب مرونة كبيرة في العملية التعليمية، لافتًا إلى عدد من التحديات في هذا الإطار منها التحديات التكنولوجية مثل عدم توافر إنترنت سريع عند كل الشرائح، وتحديات منظوميه وفكرية مثل التغلب على فكرة عدم كفاءة التعلم عن بعد بالمقارنة بالتعليم التقليدي، وتحديات تعليمية مثل خلق بيئة تعليمية تسمح بالمشاركة والتفاعل. كما أوضح أهمية الاهتمام بتصميم الكورس التعليمي وأهمية كفاءة صياغة الأهداف التعليمية الخاصة بكل كورس وليس فقط التكنولوجيا المستخدمة في التدريس.

وفي ختام الندوة، قدم ممثلون عن الجامعات المصرية المشاركة في مشروع DeVilag عروضا تقديمية عن البرامج التعليمية المطورة في إطار المشروع والأهداف الخاصة بكل برنامج، وشروط القبول الخاصة بكل برنامج والدرجة الأكاديمية الممنوحة للطلاب، والدورات الإلكترونية المفتوحة MOOCs التي سيتم تطويرها في إطار كل برنامج دراسي.

جدير بالذكر أن مشروع DeVilag يمثل تعاونًا دوليًا مشتركًا بين مكتبة الإسكندرية وعدد من الجامعات المصرية والأوروبية؛ وهي: جامعة آخن بألمانيا، والجامعة السويدية للعلوم الزراعية بالسويد، وجامعة نيقوسيا بقبرص، وجامعة القاهرة، وجامعة الفيوم، وجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، والجامعة الأمريكية في القاهرة، ومركز البحوث الزراعية بالقاهرة. ويهدف مشروع DeVilag إلى تطوير المناطق الريفية في مصر، وتحسين مستوى الحياة، وتقليل الهجرة من الريف إلى الحضر، وخاصة هجرة الشباب؛ وذلك من خلال فهم القوى الدافعة والأسباب الجذرية لهذا النوع من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى