مقالات

عبدالرحيم أبو المكارم يكتب: الإرهاب لا دين له والإسلام برئ مما يدعون

أمس بمدينة نيس الفرنسية لقى 3 أشخاص خلال هجوم إرهابي قام به المهاجم قرب كنيسة نوتردام ، منهم امرأة تبلغ من العمر 70 عاما كانت معتادة على زيارة الكنيسة، وقد تم قطع رأسها، ورجل يبلغ من العمر حوالي 45 عاما، و امرأة تبلغ من العمر حوالي 30 عاما، توفيت متأثرة بجراحها في حانة قريبة من موقع الهجوم.

تشهد فرنسا في الآونة الأخيرة سلسلة من الهجمات التي وقعت آخرها أمس، وسبقها حادث طعن خارج مبنى القنصلية الفرنسية في السعودية ومحاولة هجوم من رجل مسلح بسكين على رجال الشرطة في مدينة أفيغنون الفرنسية.

خرج علينا الرئيس الفرنسي وقال إن فرنسا “تخوض حرباً وجودية ضد العقائد الإسلامية المتطرفة والنزعة الانفصالية”

فهل تشهد فرنسا موجات عنيفة من التطرف والعنف والإرهاب مرة أخرى ؟

الأمر الذي أضطر ضع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مضاعفة عدد الجنود لحماية المعابد والمدارس مع دعوة الفرنسيين للإتحاد في وجه الإرهاب مؤكدا أن دولته ستحافظ على قيمها الخاصة بالحرية ، وعدم الرضوخ
بينما وجه وزير خارجية فرنسا السيد جون ايف لودريان ما وصفها رسالة سلام للعالم الإسلامي مع التركيز على أن فرنسا بلد التعايش

مما سبق نؤكد على حرمة الدماء البشرية، وعدم جواز التعرض لها بلا أي وجه حق من الأوجه التي أقرتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية، مصداقا لقوله تعالى
{واللَّ غالب على أمره ولكن أَكثر الناس لا يعلمون} ولذلك :

أننا نندد وبشدة بالجريمة الإرهابية التي وقعت في مدينة نيس الفرنسية

* نؤكد للعالم بأسره بأن الإرهاب لادين له، وان خطابات الكراهية والعنصرية تدمران العالم
* نطالب الجميع في فرنسا بالحفاظ على النسيج الاجتماعي والتعاون والتعايش السلمى والعلاقات الإنسانية.
* نؤكد إن كل ما يمس أمن وأمان المجتمع فهو من العمليات الآثمة والإجرامية والإرهابية أياً كان مرتكبوها. وهذه الأعمال محظورة محرمة شرعاً، ومن الكبائر الموبقات قال تعالى (أَنه من قتل نفسا بغير نفس أَو فساد في الأَرض فكأَنما قتل الناس جميعا ومن أحْياها فكأَنما أَحيا الناس جميعا) (المائد : 32) ولهذا كله فإن استهداف الأبرياء الآمنين وترويع الآمنين محرم.

نستطيع القول بأن الرسالة الإسلامية عندما بزغت على العالم وجدته يسير وفق قانون الغاب ، المسلح يسلب المسالم ، والقوي يقتل الضعيف ، والقبيلة ذات الشوكة تسيطر على القبائل المجاورة الضعيفة وتسلب رجالها ونساءها وأطفالها وما تملكه من قوت يومها أو سنتها ،

فلم يقبل الإسلام بهذه الشرعة الظالمة التي تردت فيها الإنسانية إلى مستوى الحيوانية والعدوانية ، بل أعلن في آيات تتلى إلى قيام الساعة ، أن الأصل في العلاقات بين الأمم والشعوب والقبائل والأجناس البشرية المختلفة التعارف والتعاون والتكامل ، بقوله سبحانه وتعالى : “ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم..” سورة الحجرات .

وعلى هذه القاعدة سار نبي الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم- فلم يضق ذرعا بالأفكار والمعتقدات والمذاهب الوضعية آنذاك ، ولا الديانات السماوية التي تستقي من منبع واحد مصداقا لقوله تعالى : “شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ..” سورة الشورى . فلم يرفع – صلى الله عليه وسلم- سيفا في وجه أحد أو مخالف ، ولم يفجر قنبلة في سوق شعبي يذهب ضحيتها أنفس بريئة ، ولم يفاجئ أي جماعة أو طائفة تخالفه في الرأي بالغدر والعدوان .

إن الإسلام دين أمن وسلام ومحبة وتضامن وتعاون على البر والتقوى ، لا على الإثم والعدوان ، يجرم الحروب لمجرد الغزو ونهب الأموال وإذلال الشعوب واستعمار أراضيها ..ولا تجد آية واحدة في القرآن الكريم تقر الإرهاب الذي هو عدوان وترويع للآمنين ، بل إن آيات القرآن الكريم تدينه بوضوح وتدعوا إلى إنزال أشد العقاب بالإرهابيين وتصفهم بأنهم محاربون لله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) يقول تعالى : ” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض.

” لكن للأسف الشديد بعض دعاة التكفير وتجار الدم حملوا الآية الكريمة : ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ، ترهبون به عدو الله وعدوكم ” سورة الأنفال ” . حملوها ما ليس فيها من معان راقية ، لاتهام الإسلام بالتحريض على الإرهاب ، فإن دعاوى هؤلاء مردودة ومرفوضة ذلك أن المقصود من قوله “ترهبون ” هو الردع لمنع العدوان على المسلمين ، وليس تحريض المسلمين على العدوان على الآخرين ، والإسلام بهذا يكون قد سبق القوانين الوضعية إلى إرساء نظرية “الردع” لمنع العدوان وضمان الإستقرار والأمن والسلام في المجتمع .

والإسلام عندما حرم الظلم والطغيان والإرهاب بأشكاله وألوانه لايعتبر هذا مجرد شعارات ومزايدات سياسية، أو جمل بلاغية كتبت وسطرت وكفى ، لا بل هي مبادئ راسخة قام عليها بنيان الدين الإسلامي ، وعليه نجده قد منح حرية الاختيار حتى في أمور الاعتقاد : ” فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..
” كما أن الدعوة إلى الإسلام تقوم على الإقناع بالحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالحسنى لا بالإكراه والعنف ، أو تحت القنابل والتفجيرات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى