تقارير و تحقيقات

الدروس الخصوصية.. سرطان ينهش جيوب أولياء الأمور

خبراء التربية: أصبحت مهنة من لا مهنة له والسوشيال ميديا روجت لهم

أستاذ تربية: تحسين المناخ التعليمي يساعد على الحد منها

كتب- مصطفى كمال – عماد نصير:

يعاني أولياء الأمور من كابوس الدروس الخصوصية الذي تستعد له الأسرة المصرية كعبء يستنزف ميزانتيها كل عام، ومع عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار أصبحت الدروس الخصوصية سرطان ينهش جيوب أولياء الأمور ويحتاج لميزانية كبيرة، في كافة المراحل وخاصة مرحلة الثانوية العامة.

بخلاف ما سبق لا يرحم المدرسون أولياء الأمور وتم رفع أسعار الدروس الخصوصية بطريقة مبالغ فيها على الطلاب، وأصبح التعليم مؤرق لأولياء الأمور بسببها، “اليـوم” يرصد في هذا التقرير مع خبراء التربية، سبب اتجاه الطلاب للدروس الخصوصة مع وجود مدرسين بالمدرسة؟ وعلى من تقع مسؤولية وجود الدروس الخصوصية؟ وكيف نواجهها ونعالج تلك الأزمة التي يعاني منها أولياء الأمور؟.

الدروس الخصوصية حولت التعليم الى “سوق”

في البداية يقول الدكتور محمد عبدالعزيز، الخبير التربوي وأستاذ التربية بجامعة عين شمس، أن تفشي الدروس الخصوصية بالشكل الموجود في المجتمع حوَّل التعليم الى “سوق”، وأصبح التدريس مهنة من لا مهنة له، فنجد الأن الكثير من الخريجين وحتى الطلاب والحاصلين على المعاهد والدبلومات يعلنون عن أنفسهم بأنهم مدرسين عبر وسائل السوشيال ميديا، فهناك نسبة كبيرة جداً من العاملين بالسناتر ليسو مدرسين، وللأسف بعض وسائل الاعلام تروج لهم، ولا بد أن ينتبه المسؤولين عن المنظومة التعليمية لهذه الظاهرة الخطيرة.

تحسين المناخ التعليمي يساعد على الحد منها:

وأكد الخبير الربوي، في تصريح خـاص لـ “اليـــوم”، أنه من الصعب القضاء على الدروس الخصوصية، بسبب لجوء الطلاب لها بسبب تعثرهم دراسياً وبحاجة لمن يقويهم بجانب المدرسة، كالمريض إذا ذهب للمستشفى الحكومي ولم يجد تشخيص جيد يذهب لطبيب خاص، جانب أخر وهو عدم قيام المدرسة بدورها الأساسي في التربية والتعليم، وتحسين المناخ التعليمي، وأيضاً عدم تأدية بعض المدرسين واجبهم بشرح الكتاب المدرسي للطلاب كما يجب أن يكون.

تقليص دور المدرسة والاعتماد على الدروس الخصوصية:

وفي السياق ذاته تقول الدكتورة منى أبو بكر، أستاذ التربية بجامعة الفيوم، وعضو المجلس القومي للمرآة، أنه لا يمكن الغاء دور المدرسة ويصبح الاعتماد على الدروس الخصوصية، أو إلغاء الدروس الخصوصية بشكل كامل بسبب اختلاف القدرات العقلية والذهنية، فتختلف من طالب لطالب في نسبة استيعاب المواد الدراسية، فهناك طالب متميز مثلاً في مادة الرياضيات ولكن يحتاج من يساعده في المواد العربية أو العكس.

دور الأسرة والأم بصفة خاصة:

ولفتت أستاذ التربية، في تصريح خـاص لـ “اليـــوم”‘، إلى أن هناك دور كبير على ولي الأمر لتخفيف اعتماد الأبناء على الدروس الخصوصية خاصة مع ارتفاع الأسعار، وهو المتابعة الجيدة للأبناء سواء في المدرسة أو المنزل، وهذا دوره الأساسي ورسالته في الحياة، فالتربية هي توجيه ومتابعة وملاحظة الأباء والأمهات لأبنائهم وخاصة الأم فهي عليها دور كبير في التربية والملاحظة، وبدون المتابعة يذهب مجهودهم دون جدوى.

عادة عند الطلاب وأولياء الأمور:

بدوره يقول الدكتور حسام الدين أمين، الخبير التربوي، الدروس الخصوصية أصبحت عادة عند الطلاب وأولياء الأمور، فالأسرة استسهلت الدروس الخصوصية للهروب من المسؤولية أو لانشغال الأب والأم في العمل، اعتقاداً منهم بأن الطالب بدونها لن يفهم بشكل جيد، وأصبح المجتمع حالياً يدار بالعادات وليس التفكير السليم.

دور الأسرة فى إيجاد حلول جزرية:

في السياق ذاته أضاف الخبير التربوي، أن حل مشكلة الدروس الخصوصية يقع على عاتق الاسرة والمدرسة، فدور الأسرة هو الاهتمام بالطالب وتوجيهه، لأنه في مرحلة استكشاف وخوف من المستقبل وبحاجة لمن يزرع الثقة فيه والاعتماد على النفس وليس وضعه تحت ضغط وترهيب من المستقبل والدرارسة، فأسباب نجاح أو فشل الأبناء يقع على الأب والام في المقام الأول.

 مشيراً الى أهمية دورالدولة المتمثل في الرقابة على المدارس والمدرسين ومتابعتهم لأداء دورهم الواجب عليهم وبالتالي يتضائل حجم الاعتماد على الدروس الخصوصية، ويعود حجم دور المدرسة لسابق عهده قبل عقود قليلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى