مقالات

عبدالرحيم أبو المكارم يكتب: الإرهاب ورم سرطاني أصاب العالم

جاءت واقعة مصرع ٣ فرنسيين وإصابة آخرين في مدينة نيس الفرنسية التي ارتكبت منذ أيام قليلة على يد مهاجر تونسي ، لتكشف عن الورم السرطاني الذي أصاب العالم من ذلك الوجه القبيح للارهاب و فكرهم من وقوع الضحايا الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، إضافة الى زعزعة الإستقرار والأمن .

ذلك الإرهاب من صناعة الشياطين ومرتزقة إبليس الذين يرفعون السلاح على الأبرياء ، ويروعون الآمنين ،لاينتمون للإسلام بأي صلة وهذا مااكده رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قائلا إن هؤلاء الإرهابيين لا يمثلون الإسلام ولا المسلمين ، والذي جاء تصريحه بالتزامن مع الحادث الإرهابي في مدينة نيس الفرنسية وادانته الهجوم بالسكاكين الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص ، والذي وصفه بالإرهابي .

إن الإرهاب هو القيام بأي عمل أو فعل أو تصرف يلحق العنف بالأبرياء ، ويسلب نعمة الأمن والأمان والاستقرار من الحياة المجتمعية في بلد ما، وخلق أجواء من التوتر والفزع والخوف، ويكون هدفه سياسياً والإساءة لطائفة دينية معينة، أو يكون الهدف أيديولوجيّاً، ويلحق الضرر بحياة الأفراد، ومنشآتهم ، فهل مازلنا للآن غير قادرين على استيعاب حجم البلاء الذي حل على البشرية من وراء هذه الظاهرة الإجرامية الخبيثة ، إذ أن الإرهاب لا دين له ولا ملة ولا عقيدة، ولا قومية، ولا هوية ، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً أن نتنبه إلى مداخل الإرهابيين وأساليبهم ووسائلهم ، ذلك من أجل حماية شبابنا ، ومجتمعنا ، والبشرية من هذه الآفة الخطيرة، وحماية أجيالنا من بشاعة هذا الورم السرطاني من الإرهاب بجميع أشكاله ، الإرهاب المادي والفكري والعقائدي .

كما يجب أن نعول كثيراً على دور رجال الدين في زرع قيم الوسطية والاعتدال في فكر شبابنا، وتحصينهم ضد الفكر المتشدد الإجرامي، ولا تطهير المقررات الدراسية والمواد الإعلامية من أي إشارات عدائيةو دموية ومحفزات العنف والتطرف و الكراهية والعنصرية .علينا جميعا الحذر كل الحذر من المخطط الشيطاني الذي من الممكن أن يغرق الوطن والعالم في حروب وفوضى ودمار لا يعلم نهايتها إلا الله، لأن هناك من يحاولون إضرام نار الفتنة بين الدول والشعوب ويعملون على زعزعة الإستقرار

نحن كعرب ومسلمين نحتاج الآن إلى صحوة إسلامية راشدة
عاقلة ومتنورة ، تؤكد للبشرية جمعاء “أن الإرهاب المرجو له ضدنا ،والذي تقف وتدعمه حكومات وتنظيمات غربية ، لن ينال من توجهنا الذي لا رجعة فيه ، أننا حريصين على تجفيف منابعه ، إذ نقوم على تعزيز الأمن الوطني ، الذي أمرنا بمده بالوسائل المادية والبشرية اللازمة ، في تكامل للعمل التنموي ، مع الإبداع الثقافي والفكري ، كفاعل قوي في محاربة التطرف و الظلاميين ، مؤكدين ضرورة نهوض العلماء ، والمثقفين و هيآتهم بمسؤولياتهم في التوجيه والتنوير . وإذا كان من طبيعة الفكر أن يمر بفترات مد وجزر، فإنه من غير المقبول جعل أزمة الفكر تترك المجال فارغا للترويج لفكر الأزمة . فعالمنا العربي والإسلامي في أمس الحاجة ، لبعث صحوة دينية متنورة ، ونهضة فكرية عصرية ..” .

هذه المرحلة الراهنة ، نحن في امس الحاجة إلى تجمع الشمل وتوحد الصف للوقوف امام كل من يقوم بالتهجم على الإسلام والتطاول علية بغرض النيل منه والحط من قدره.

نحن في امس الحاجة إلى العديد من الطروحات المنهجية والنقاشات المعمقة والتأكيد على دور رجال الدين في محاربةالإرهاب والتطرف وحماية المجتمع بالأخلاق والقيم ومؤازرة مؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث.

علينا أن نستنبط مما سبق ، أنه لم يبق للعلماء والمشايخ والدعاة وخطباء المساجد والمثقفين أي مبرر للسكوت عن هؤلاء ، الذين يحاولون ما استطاعوا جر بلادنا وديننا إلى مستنقعات الطائفية والتخلف والفتنة والتطرف، بعدها أن عقارب الإرهاب التي تختبئ تحت الأرض سيأتيها اليوم و تدعس تحت أقدام الأبطال ليتخلص العالم بأسره من شرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى