غير مصنف

أشتري أضحية أم أتصدق بثمنها؟.. البحوث الإسلامية تجيب

 محمد الطوخى 

نشر مجمع البحوث الإسلامية على صفحته الرسمية أن للأضحية فضل عظيم يدل عليه ما روته عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال: {مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا ، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا }.

وأضاف مجمع البحوث وقد أجمع الفقهاء على مشروعية الأضحية ، لقوله- تعالى -: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} وقوله تعالى  {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}  ولما رواه أنس – رضي الله عنه – {أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ ، أَقْرَنَيْنِ ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا ، وَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ، وَسَمَّى، وَكَبَّرَ.}

الأضحية سنة مؤكدة

والراجح فقها كونها سنة مؤكدة ، ولا تجب إلا بالنذر ، كما هو مذهب الجمهور استنادا لما رواه ابن عباس – رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال {ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ : الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلاةُ الضُّحَى }

التصدق بثمنها أولى فى ظل أزمة كورونا 

وعن أولوية الترتيب بين الأضحية وبين الصدقة بقيمتها على المحتاجين في الظرف العادية ، كشف مجمع البحوث أن الأضحية أفضل وفق قول الفقهاء ،  لأن جعل الأولوية للصدقة في الظروف العادية يميت سنة الأضحية ، وهي من شعائر الإسلام ، غير أنه في ظل الظروف غير العادية كحاجة الناس للوقاية والعلاج من فيروس كورونا ، فإن التصدق بقيمتها لهذا الغرض يقدم على الأضحية عند التزاحم إعمالا لفقه الأولويات الذي يعرفه العز بن عبد السلام بأنه: {المواظبة على أفضل الأعمال فأفضلها بحيث لا يضيع بذلك ما هو أولى بالتقديم منه}.  

وفى ظل الظروف الحالية  ، فإن الأضحية مصلحة ، لكن التصدق بثمنها على المحتاجين والفقراء من أبناء الوطن الواحد مسلمين كانوا أو غير مسلمين  للوقاية والعلاج من الفيروس مصلحة أعظم لما فيه من حفظ البلاد والعباد.

واختتم مجمع البحوث قائلا  فإن الصدقة لمواجهة الفيروس تقدم على الأضحية إعمالا لمعيار الأولوية للعبادة متعدية النفع . وأصل هذا الضابط قاعدة: {المتعدي أفضل من القاصر}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى