مقالات

كفى لفًّا ودورانًا.. الحل الوحيد هو قيام الدولة الفلسطينية والبدء مع مطلع العام الجديد

كتب- رامي الشاعر

“جولة جديدة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تشمل إسرائيل والأردن وفلسطين والإمارات والسعودية وقطر لمناقشة الحرب في فلسطين”.
هكذا يجب أن تكون صيغة الخبر من الآن فصاعدا، وليس كما ورد في الخبر الرسمي “جولة جديدة تشمل إسرائيل والأردن والضفة الغربية.. لمناقشة الحرب في غزة”. وأتوجه إلى جميع زملائي المحللين السياسيين والشخصيات السياسية الرسمية والصحفيين بدءا من العام القادم التركيز على ذكر جميع الأحداث بوصفها تجري في فلسطين، وبعدها نحدد أي مدينة ثم أي حي، وما يخص أي أحداث في القدس فلنسميها “عاصمة فلسطين”.

ورسالتي بشأن “اللف والدوران” إنما موجهة وبالدرجة الأولى إلى الإدارة الأمريكية، التي تمارس ذلك “اللف والدوران” والمناورة والألاعيب لعرقلة كل الجهود المؤدية إلى إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأولوية الخطوات التي يجب أن تتخذ لا بد وأن تبدأ من الإنعاش الفوري للجنة الرباعية الدولية المعتمدة من الأمم المتحدة، والتي تشمل روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تعد الأداة الأساسية التي أنشأتها هيئة الأمم المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واتخاذ قرار بتكليف الأمين العام أنطونيو غوتيريش للجنة بإعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وتشكيل لجنة خاصة مكونة من مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات والجزائر والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأمم المتحدة تتلخص مهامها خلال شهر إنهاء كل الإجراءات الخاصة بعقد مؤتمر دولي، يتم من خلاله تحديد الجدول الزمني، الذي لا يتجاوز نهاية العام القادم، لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة، والشروع في ممارسة مهامها وفقا للدستور، الذي تكلّف لجنة، يشارك فيها ممثلين عن جميع القوى الفلسطينية بما في ذلك المستقلين، لوضعه.

وخلال هذه الإجراءات وحتى إتمامها، تبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي من يمثل الشعب الفلسطيني، إلى أن يتم الاعتراف الدولي بالحكومة الفلسطينية، ومؤسسات دولة فلسطين، وهو ما يحتاج فوراً، ومنذ الأيام الأولى من بداية العام القادم، أن تشكل منظمة التحرير الفلسطينية لجنة تشارك فيها جميع القوى الفلسطينية دون استثناء، وليس هناك أي ضرورة لتضييع الوقت بعقد مؤتمر وطني، فكل شيء واضح والظروف تتطلب اتخاذ إجراءات وترتيبات ميدانية خاصة بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

كما أرجو من وزراء الخارجية العرب، الذين سيلتقون بلينكن أن يكون تركيزهم أيضاً على الإنعاش الفوري للجنة الرباعية، وحينما يبدأ الوزير الأمريكي في “اللف والدوران” ويحاول التهرب من ذلك متحججاً بأن مسعاه في الجولة الجديدة هو حل الوضع الراهن في فلسطين، فيجب إيقافه عند حده، ومواجهته بعدم الجدية والمناورة لكسب الوقت لصالح نتنياهو وإسرائيل ولصالح الانتخابات الأمريكية وإعطاء مزيد من الفرص للاستمرار في الإبادة الجماعية وتصفية شعبنا الفلسطيني.

كما يتعين على الرئيس الأمريكي التوقف عن المراهنة على إبعاد روسيا عن دورها في حل أزمة الشرق الأوسط (لمعرفته التامة أن روسيا لن تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني كاملة)، والمراهنة على الخلافات الفلسطينية والتناقضات العربية والإسلامية التي انتهت بالكامل مع الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني من أطفاله ونسائه وشيوخه في نهاية هذا العام. وموقف شعبنا الفلسطيني الباسل معروف وواضح ومثبت ومتحقق بأنه شعب لا يخشى الشهادة، ينضم إلى ذلك شعوب عربية وإسلامية كثر، نسمع كل يوم الآن عن ارتقاء أحد شهدائها الأبرار، كان آخرهم علي أحمد بزي “قاسم” من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، مرتقيا على طريق القدس. وبعده مباشرة ارتقى أخ له في مسيرة الشهادة من أجل فلسطين الشهيد ابن إيران البار العميد رضا الموسوي، الذي استشهد نتيجة استهداف لمحل إقامته في دمشق من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
ولن يتوقف العالم العربي والإسلامي عن تقديم الشهداء حتى تعود فلسطين، وتعود القدس عاصمة لها.

وإذا كان العام الحالي الذي تبقى على نهايته بضعة أيام هو عام فلسطين، فإن العام المقبل سيكون عام إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بسواعد العالم العربي والإسلامي وبدعم الأحرار في جميع أنحاء العالم.

ونأمل أن يبادر زعماء الدول العربية من بداية عام 2024 بعقد قمة عربية للإعلان خلالها الإصرار على الخروج الكامل للقوات الإسرائيلية المتواجدة بشكل غير شرعي على أراضي دولة فلسطين، وتشكيل لجنة متابعة عربية دائمة للمشاركة والمساعدة في الترتيبات الخاصة ببناء المؤسسات الحكومية الفلسطينية، وإعادة بناء البنى التحتية ليتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حياته اليومية الاعتيادية في دولته المستقلة فلسطين.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى