مقالات

اذاا ارادنا أن ننهض بمصر لتعود عظيمة كما كانت بجب ان نعيد تدريس تاريخنا و نعرف أولادنا و احفادنا بعظمة جدودنا قدماء المصريين

كتبت / عزة عبد العزيز

ان اهمال تاربخ مصر القديمة خطأ فادح ندفع ثمنه كل يوم في نقص الولاء للوطن و احتقار الاصل و الجدود و وصمهم بصفات كاذبة و التبري من الجدود و احتقار هويتنا المصرية و انكارها و البحث عن هويات بديلة بالعافية ليست هويتنا و لا تنتمي لنا و لا حتي لدمائنا ..
و من الاكاذيب الشاىعة جدا ان ملوك مصر الاقدمين كانوا طغاة ..
و اسموهم فراعنة و هذه تسمية خطأ اطلقها اليهود عبر التاريخ علي المصريين بآلة دعايتهم الجبارة و صدقها العالم كله ..
حتي نحن …
جدودنا مصريون و نحن مصريون و نسل مصريون و لسنا فراعنة … ملوك مصر القديمة لم يكونوا طغاة و لم يدعوا أنهم آلهة و لم يعبدون …
مثلآ في قصة الفلاح الفصيح ..
لم يرضي الفلاح المصري الفقير بالظلم و الجور و النهب من موظف الحكومة في بلده قريته و قرر رفع مظلمته إلي ملك مصر مباشرة … و فعلا سمحوا له أن يدخل قصر الملك ليشكو له ويقابل رئيس البلاط زي رئيس الوزراء دلوقتي و يخبره مباشرة انه يريد العدل و يريد تنفيذ القانون و معاقبة موظف الملك الذي سرقه في قريته البعيدة …
و عندما أعجبتهم فصاحته و بلاغته تركوه دون الاستجابة لمظلمته و شكواه لبعض الوقت ليستزيدوا من قدرته الأدبية و تمكنه من لغته المصرية القديمة و مفرداتها و سرده الرائع و حبكة أقواله و جمال كلامه و وطريقة تعبيره و سجلوا كل مظلومة تفوته بها و كل كلمة قالها و إضافوه إلي الأدب المصري القديم و إلي حضارتهم … و الملك نفسه كان يقرأ شكاويه ليتعلم منه البلاغة و القدرة علي التعبير و السرد ..
ثم استجاب الملك لشكواه و رفع الظلم عنه و عاقب شيخ البلد الذي ظلمه …
منذ خمسة آلاف سنة كان جدودنا مهما كانوا فقراء و فلاحون قادرين علي رفع شكواهم علي ملك مصر شخصيآ .. و عندما طلب مقابلة الملك لم يقبضوا عليه باعتباره مجنون و مجرم اثيم بل فتحوا له باب القصر الملكي ..
و ملك مصر أعظم ملك في العالم وقتها بابه مفتوح و يستمع إلي أصغر و أفقر رعاياه و يحل مشكلتهم و يرفع الظلم عنهم ….
الفلاح المصري الفقير من اهناسيا قرية في الفيوم ( الآن تبع بني سويف) يقول بكل شجاعة للملك ..
أن مهمتك و وظيفتك التي سمح بها الله لك أن تقيم العدل بين شعبك و ان تنفذ القانون .. ده منذ حوالي خمسة آلاف السنة حضراتكم …
هل هذا كلام يوجهه فلاح لمعبود مقدس أم يوجهه لبشر مثله ….
و تظل هذا القصة يدرسها كل أطفال مصر في مدارسهم أول مدارس في التاريخ البشري لمده تزيد عن ٣٠٠٠ عام ليتعلموا ان ان لا يسكتوا عن الظلم و ان يطالبوا دائما بالعدل و ان باب ملك البلاد ملك مصر كلها مفتوح لجميع شعبه و ان مهمة الملك هي أقامت العدل و الحق في ارض اجدادنا … هؤلاء هم جدودنا شعب و مواطنون لا يرضون بالظلم و الجور و النهب و الفساد مهما كانوا فقراء و فلاحين.. و ملوك يحققون العدل لشعبهم و أبواب قصورهم مفتوحة لأصغر مواطن في مصر …
هل هؤلاء الملوك اجدادنا كانوا طغاة أو يدعون الآلوهية و في مقدرة أصغر مواطن مصري وقتها أن يقابلهم و يشكو إليهم بل ينقرزهم باللوم و يعاملهم كبشر مثله و يطلب منهم العدل و الإنصاف و يقول لملك مصر بملء فمه أن وظيفتك أن تحكم بالعدل ..
هل هذا الفلاح يتكلم لآله يقدسه أم يتكلم الأنسان مثله ؟..
و هل المصريون القدماء جدودنا مثل هذا الفلاح البسيط كانوا عبيدآ لملوك مصر أم كانوا مواطنون احرارآ لهم حق النقد و الشكاوي و طلب العدل من الحاكم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى