تقارير و تحقيقات

صور| مقبرة هدى شعراوى مزار سياحي يحوى أسرار تاريخ مصر

في يوم 16 مارس من كل عام تحتفل المرأة المصرية بعيدها، تعود بنا الذاكرة إلى هدى شعراوى رائدة الحركة النسائية فى مصر والتى قادت  إلى ثورة عام 1919 فى ذلك اليوم تحتفل  فيه مصر بيوم المرأة نسبة الى من أرخت لذلك اليوم  هى هدى شعراوى

 ولكى  نعرف من هى هدى شعراوى  كان لموقع  اليوم زيارة إلى مقبرة هدى شعراوى لنعرف تاريخ تلك السيدة وكيف كانت تعيش وأين دفنت.

فى هذا التقرير التفصيلى نتعرض لتاريخ مقبرة هدى شعراوى وكيف ولدت فى محافظة المنيا مسقط رأسها فبين شاطىء النيل الشرقى فى محافظة المنيا وحضن جبل زاوية الأموات كما يطلقون عليها فى كتب التاريخ تقع مقبرة هدى شعراوى أول امرأة قادت أول ثورة نسائية فى مصر وطالبت بتحرير المرأة أوائل القرن الماضى شاهقة وشاهدة على أكثر من قرن ونصف من الحكايات التى تروى أسرار الأسرة المالكة منذ قائد النهضة المصرية الحديثة محمد على وحتى اليوم.

 مقابر العائلة

تلك المقبرة التى  تضم عائلة محمد سلطان وهم  أشقائه عمر باشا سلطان  وزوجته نائلة هانم ووالده الفنان المصرى جميل راتب  إلى جانب مقبرة نظار سلطان باشا فى القرن التاسع عشر  بالإضافة إلى  مقبرة هدى شعراوى وهى ابنة أول رئيس مجلس نيابى  فى مصر فى عهد الخديوى إسماعيل حاكم مصر فى القرن التاسع عشر بعد وفاه الخديوى إسماعيل واسمها الحقيقى نور الهدى محمد سلطان التى ولدت فى 23 من شهر يوليو 1879  وتوفت فى 12 من شهر ديسمبر من عام   1947  بعد إصدار تقسيم دوله فلسطين المحتلة.

المقبرة  بنيت من الطراز الرفيع  القاصى والدانى يراها على أنها متحف أو قصر يشبه قصر محمد على باشا أو قصر عابدين  ذلك  البناء الشاهق الذى يقع فى أحضان جبل زاوية سلطان أو كما يسمونه زاوية الأموات والتى تعد من اكبر المدافن فى مصر والتى يحيطها مدافن الأقباط والمسلمين.

المقبرة مقامة على مساحة 1750 مترا ونحتت فى الصخور والجبال المحيطة بالمقبرة من اتجاهين يتوسطه فناء واسع محاط بساتر خشبى من الخشب التركى ليكون متنفسا يتوسط بين مقبرة هدى شعراوى ومقابر نظار محمد باشا سلطان  والسلامليك والحرامليك.

هنا ترقد هدى شعراوى

مقبرة هدى شعراوى والتى تقع فى الجانب الشرقى من مدافن أسرة محمد سلطان باشا  مكونة من طابقين الأول بدروم يجمع مقتنيات هدى شعراوى من الجوائز والأوسمة ومؤلفاتها طيلة حياتها السياسية والاجتماعية على مدى أكثر من نصف قرن أما الطابق الثانى تصعد له من خارج المبنى على سلم منحوت فى الصخر والقبر مبني من الطوب الأحمر المكوى والرملة  والحمرة  والفحم الأسود والجير والحجر الصخرى تعلوها قبه سماوية مزركشة بالألوان مكتوب عليها من الداخل  بعض الكلمات التركية والعربية  والمقبرة مطلاة  بماء الذهب والألوان والرسوم ذات الطابع الإسلامى  ومحاطة بالرخام والجرانيت الايطالي الذى أتى به محمد سلطان باشا حين كان رئيس مجلس الأعيان عن صعيد مصر فى منتصف القرن ال 19.

أبواب المقبرة عامة من الأخشاب التى تم جلبها من تركيا من الخشب الأرابيسك ومزركشة ومطلاة باللون البنى تعلوها الرسوم والأشكال الإسلامية مصحوبة بالطابع التركى والمصرى فى تلك الفتره من القرن ال 19  إلى جانب أن المقبرة مكتوب عليها اسم محمد سلطان باشا وتاريخ وفاته بالتاريخ الهجرى والميلادى والذى كان متبعا فى ذلك الوقت.

محمد سلطان  باشا  أول رئيس مجلس نيابى

 مقبرة محمد سلطان باشا عبارة عن 3 مبان ملتصقة ومبنى منفرد.

فى واجهة المبنى ميدان فسيح  مدخل بوابه مقبرة العائلة مشيد من الطوب الأحمر الخالص على أيدى مهندسين فرنسيين جلبهم محمد سلطان باشا  بمساعدة عمال مصريين واستمر بناؤه لأكثر من عامين  يتوسط باب المقبرة الفسيح مبنى على الجانب الأيمن يسمى السلاميلك وهذا المبنى كان مخصصا لأسرة محمد سلطان باشا من الرجال حين كانوا يأتون فى الأعياد والمناسبات يجلسون يومين أو ثلاثة أيام عند مقابر الأسرة  وهو مكون من طابق واحد وبدروم أيضا له سلم خارجي به عدة شبابيك من الخشب التركى والايطالي مصنوع على الطراز الإسلامى والتركى  ومزركش باللون البنى القاتم حتى اليوم كما يوجد به أكثر من 4 أبواب  يشبه استراحة للعائلة.

 وعلى الجانب الأيسر يوجد الحرامليك وهى استراحة ومقر لنساء العائلة من أبناء وأحفاد محمد سلطان باشا كانت هدى شعراوى تأتى فى المناسبات القليلة إلى المقبرة بعد أن تنزل فى قصرها الكائن حاليا على كورنيش النيل بمدينه المنيا والذى تم نهبه إبان عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

زيارة هدى شعراوى لقبر أسرتها

كانت هدى شعراوى تجلس فى مقبرة العائلة لعدة ساعات وأحيانا كانت تأتى بصحبة أعضاء الاتحاد النسائي المصرى الذى كونته بعد ثورة 1919 وكانت رئيسة له قبل أن تشارك فى مؤتمر اسطنبول عام 1935 بحضور كمال الدين أتاتورك يومها ألقت كلمة باللغة التركية وذهل بها أتاتورك لأول مرة أمرآة شرقية ومسلمة تتحدث اللغة التركية بطلاقة حيث أن جذور هدى شعراوى تمتد إلى الجذور التركية من ناحية الأم.

بين السلاميلك والحرامليك فناء فسيح يطل عليه مقبرة هدى شعراوى التى تقع فى حضن الصخور والجبال لتطل على مقابر نظار أبيها واستراحات الرجال والنساء من عائلتها به أكثر من مشربيه  ونوافذ من الخشب التركى وعلى طراز إسلامى رفيع لأنها كانت وأبيها يعشقان الفن التشكيلى والرسم.

حين تدخل إلى مقبرة هدى شعراوى لا تختلف كثيرا عن مقبرة والدها محمد سلطان باشا أو مقبرة  أخيها  مر باشا محمد سلطان، فشكل المقبرة من الخارج عبارة عن بناء يرتفع فوق الأرض بمقدار 5 أمتار عن ارتفاع بدروم المقبرة تجد صورة هدى شعراوى معلقه أعلى المقبرة وتاريخ وفاتها منقوش بماء الذهب الخالص يحيطه مجموعه من ألواح الرخام والجرانيت الملون بالألوان البيضاء والصفراء تعلو كل مقبرة قبة أشبه بقبة الصخرة وعلى هذا المنهج تجد مدافن زاوية سلطان نسبه إلى اسم محمد سلطان باشا عبارة عن قباب عاليه تتوسط جسد الموتى فى باطن الأرض اغلبها محفور فى الصخور ولكنه ليس على طريقه مقابر محمد سلطان باشا باستثناء مقبرة على باشا شعراوى زوج رائده الحركة النسائية فى مصر اول امراه نادت بتحرر  المرأة المصرية من القيود المفروضة عليها خاصة بعد ان حرمت هدى شعراوى من الخروج وتزوجت من ابن عمتها على باشا شعراوى وهى ابنه 13  فى سن مبكره  بعد ان اجبروها على الزواج  منه  وكان يكبرها باكثر من 40 عاما وهو عضو الوفد المصرى فى فرنسا لاستقلال مصر عن الاحتلال البريطاني عام 1919 .

تجد مقبرة على باشا شعراوى تبعد عن مدافن محمد سلطان باشا حوال 50 مترا ولكنه لم يقدر له ان يدفن فيها ودفن فى مدافن القاهرة لكنها على نفس الطراز.

مقابر عمد ومشايخ بنى محمد سلطان

حين تخرج من مقبرة هدى شعراوى تجد مقابر محمد سلطان باشا وعمر باشا سلطان الذى يسمى حى كامل بمدينه المنيا باسمه وقريه كاملة تسمى زاوية سلطان وهى معقل مدافن الأسرة إلى جانب المقابر تجد مقابر كبار العمد والمشايخ المعاونين لمحمد سلطان باشا حين عين رئيسا لمجلس النواب المصرى عام 1881 حتى عام 1884  خلف تلك المقابر كان محمود راشد  شركس باشا احد القادة الأتراك المقربين من محمد سلطان باشا  فى تلك الفترة وكان الذراع  الأيمن  لمحمد سلطان باشا إبان  ترأسه لمجلس النواب.

مقابر النظار

أمام مقابر النظار والعمد من كبار مساعدى محمد باشا سطان كما يحكى كمال عبد الغنى حارس المقبرة أبا عن جد الذى تحدث لموقع “اليوم “قائلا:إن المهندسين الفرنسيين كان نهر النيل بعيد عنهم وكانت المنطقة صخريه  اضطر العمال المصريون إلى حفر بئر فى تلك المنطقة الذى يصل عمقه إلى 27 مترا لاستخراج المياه تساعدهم على أعمال الإنشاء ومازال البئر قائما حتى الآن يمتلى ويخلو أحيانا مع زيادة منسوب النيل سنويا.

 وأشار كمال إلى أن البعثات الأجنبية وكثير من السياح والأجانب يأتون إلى تلك المقبرة ليشاهدوا عظمة البناء والتعرف على تاريخ حقبة تاريخية من تاريخ مصر على مدار أكثر من قرن ونصف من الزمان.

 وقال الحارس إن أحفاد العائلة طالبت بضم المقبرة كأمله وتحويلها إلى مزار سياحى أو متحف  خشيه تعرضها للنهب والسرقة والإهمال  لما تحتويه من مقتنيات من الذهب والكتب ومقتنيات خاصة لعائله محمد سلطان باشا وخاصة السيدة هدى شعراوى تلك السيدة التى ماتت اثر تعرضها لازمه قلبيه فى 12 من شهر ديسمبر عام 1947 عقب قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين  والتى ظلت تحارب من اجل استقلال فلسطين ومصر ومنحهما الحرية والاستقلال ودفنت بتلك المقبرة التى تحوى لكثير من أسرار تاريخ مصر الذي لم يكتشف بعد.

 وبالفعل منذ 5 سنوات فقط  تحولت مقبرة عائلة سلطان باشا إلى مزار ومتحف تاريخى تابع لوزارة السياحة والآثار.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى