غير مصنف

اكتشف معدن جديد لأول مرة.. «اليوم» تحاور أستاذ الجيولوجيا بجامعة المنيا

أجرت الحوار: دعاء علي

الدكتور حسن حلمي، عالم مصري وأستاذ الجيولوجيا، بجامعة المنيا، وله العديد من الاكتشافات العلمية، منها على سبيل المثال لا الحصر، اكتشافه لتكوين العناصر النفيسة عام 2013، والحائز علي العديد من الجوائز ومنها جائزة (Georg Forster Research Award)، ومكتشف حجر جديد من نوعة على مستوى البشرية، ليس له مثيل من حيث اللون والخصائص ويسمى بـ”حجر بحريات”.

محررة “اليوم” تقابلت مع الدكتور حسن حلمي أستاذ الجيولوجيا بجامعة المنيا، وأجرت حوارًا للحديث عن اكتشافه الجديد، وجاء كالآتي:

_ كيف بدأت فكرة اكتشاف حجر بحرييات؟

بدأت الفكرة في رحلة علمية لطلبة كلية العلوم، بمحض الصدفة في الواحات البحرية، فهي بيئة خصبة للاكتشافات الجيولوجية، ولذلك نصطحب الطلباب في رحلات جيولوجية تعليمية إليها سنويا، حيث يوجد بها أهم الخامات المعدنية كالحديد الخام الذي يستخدم في صناعة الحديد والصلب، وصخور رسوبية وبقايا حيوانات فقارية، كعظام الديناصورات والتي يرجع عمرها الي ملايين السنين .

فهي عبارة عن منخفض مثلث الشكل به سقوط بالقشرة الارضية، يحفه فوالق عميقة تصل الي أعماق سحيقة كانت تخرج منها المياه الجوفية بدون اي معدات بفضل تلك الفوالق، وكانت هذه هي البداية، اما الفكرة بحسب شخصية وطبيعة الانسان، فهناك شخص يري شئ جديد وكأنه لم يراه فهو شخص تقليدي يتخذ الطريق السهل، بينما شخص اخر يري نفس الشئ ويبحث عنه ويهتم بأن يتعرف علي ذلك الشئ، ولا يبالي بأن يكون طريق البحث شاق عليه، بل يهتم بأن يكتشف كل جديد لم نراه من قبل،

يقول حلمي: منذ بدايتي في طريق البحث العلمي، بدأت ابحث عن ذرات الذهب والأشياء النفيسة، ودائما أبحث عن كل ماهو مخفي وغير مرئي لنا، فمنذ عام  2005 بدأت العمل التجريبي بألمانيا، في محاولات لإنتاج تلك المعادن حيث نُهيأ لها نفس الظروف التي وُجدت بها بقدر الامكان، لتوافر الامكانيات المادية  والتحليلية التي ساعدتني أن اكتشف بعض المعادن، وحصلت علي جائزة الدولة التشجيعية في ذك الوقت، عندما حصلت علي دعم  شخصي من المانيا  كهدية منهم لي، في العام الماضي بقيمة 25000 يورو، فضلت ان اشتري ميكروسكوب جديد للكلية.

_ ما الأهداف والدوافع التي أدت لاستكمال الفكرة؟

عملت بعلم المعادن منذ 32 عامًا، ورأيت معادن لايزيد عددها عن 100 معدن شائع ومعتاد، ومن كثرة رؤيتي  للمعادن، رأيت أن معدن (بحرييات) غريب عن باقي المعادن السابقة، والتي اكتُشفت منذ مئات السنين، ونُسب اسمها لمكتشفيها، او لأشخاص لهم بعض الاسهامات في مجال اكتشاف المعادن، ففي التسجيل يتم التصويت علي اسم المعدن، وهذه المرة لن تكون الاولي لي في اكتشاف المعادن ، ففي عام 1999اكتشفت معدن (رمليت) واطلقت عليه اسم استاذي الدكتور الرملي، ولكنه لم يأخذ نسبة التصويت المطلوبة في التسجيل، لان بياناته لم تكن مكتملة وكافية، لان كل معدن له بصمة مثل الانسان تماما، ففي حالة معدن(بحرييات) كانت خاماته متوفرة وبياناته مكتملة،

_ هل واجهتك صعوبات وعقبات أثناء اكتشافك لمعدن(بحرييات)؟

الامكانيات المادية من اهم الامعوقات والصعوبات التي واجهتني، اثناء كتشافي للمعدن الجديد، فأهم ما يجعل الانسان يتغلب علي هذا المعوق هو معرفته باللغات الأجنبية، لانه بذلك تكون لديه المقدرة علي التواصل مع اقرانه في الدول الاخري، ويكون قارئ جيد لأحدث الابحاث، ومطلع عل كل  جديد في مجاله ايا كان، فعليك ان تقنع الاخر انك ستبدأ من حيث انتهي هو، ولن تبدأ من اول السلم، فالاجانب دائما يرحبون بمن عنده افكار جديدة، ويشجعوه علي تنفيذ افكاره ويوفرون له جميع الامكانيات المادية والمعملية.

ويضيف قائلاً: خلال تعاوني مع زملائي بالمانيا، عملت علي حوالي 15 بحث علمي عام 2004 بعدة جامعات هناك، وحضوري للمؤتمرات ساعدني علي التعرف علي زملاء اكثر والاستفادة منهم، وتبادل المعلومات بيننا، فحضور المؤتمرات مهم لخلق الفرص والتعرف علي الاخرين، ومن المهم معرفة اهمية ما بيدك فالأفكار تأتي متتابعة الفكرة تلو الاخري،

ونحن في مصر لدينا ثروات معدنية لا تتوفر لدي معظم الدول الاخري، ولزاما علينا استغلالها بالشكل الانسب والصحيح لها، ومن خلال فهمي لذلك سوف احصل علي دعم الاخرين لي، ففي كل مجال مواهب مدفونة تحتاج الاي من يدعمها ويمد لها يد العون، ولدينا طلبة ودارسين لديهم أبحاث واكتشافات هامة تحتاج الي الدعم، ولكن اساس التميز هي الشخصية المتميزة والمثابرة والباحثة عن كل جديد، والاستاذ المبتكر النشيط الذي لديه أبحاث حديثة دائما هو الداعم لافكار طلابه المبدعين، فهو اولا واخيرا التميز عامل شخصي بمساعدة منظومة صحيحة، وهذا دور الجامعات في كيفية تعليم الطلبة خطوات البحث العلمي والاطلاع وما يتم تدريسه.

_ كيف يتم تسجيل الفكرة؟ وما هي خطوات تسجيلها؟ 

تُستكمل بيانات المعدن، وهي عبارة عن جهاز تحليل كيميائي، يقيس خصائص بصرية وضوئية وبصمة المعدن، ومسودة بها بيانات المعدن مدعمة بصور توضيحية، وكانت البداية اغسطس 2019، والتسجيل في فبراير الماضي2020، وكان التواصل مع رئيس اللجنة ويرسلها لاعضاء اللجنة بعد استكمال البيانات عن المعدن، والتصويت كان في مايو 2020، وكان الفريق الذي يعمل معي مكون من 4 باحثين من ألمانيا، كل باحث مزود في تخصصه بأحدث وادق الادوات ولذلك كنت مطمئن.

وكانت المشكلة الوحيدة في ذلك، هي ظروف تكوين المعدن التي جعلت لجنة التحكيم لديها شك ان المعدن طبيعي، لانه يحتاج الي ظروف اكسدة عالية للغاية كي يكتمل وتلك الظروف لن توجد الا داخل البيئة المتواجد بها المعدن، ولكن اغلب اللجنة وافقت علي التسجيل عندما شرحت لهم ظروف تكوينه في الارض، فالجبال والأرض مليئة بالصخور والمعادن التي ستُكتشف فيما بعد، ونتمني ان نكون في مصر اول من نكتشف تلك الجيولوجيا.

_ ماذا عن الأشخاص الداعمين لك في هذا الشأن؟

الأسرة لها دور اساسي، والاصدقاء وبعض الزملاء بالجامعة، هم من قدموا لي الدعم في هذا الشأن، وزملائي في العمل من الخارج ايضا، ساهموا معي في ذلك ، كما ذكرت سابقا ، زملائي المساعدين الاربعة من المانيا، ويجب علينا ان نفكر خارج الصندوق كي نبدع ونُظهر المتميزين في المجال العلمي وجميع المجالات بوجه عام، فالدعم تحكمه قواعد واسس يجب العمل بها.

وكي نرتقي بمصر يجب ان نصنف العلماء بها، فمنهم المتميز  ومنهم المتوسط ومنهم الضعيف، فعضو هيئة التدريس هو الاساس في العملية التعليمية، فنحن كباحثين لدينا مواقع اليكترونية بالجامعات الاوروبية والامريكية مثل جامعة ميتشجن وجامعة بون، حيث يظهر لك تصنيف كل عالم من حيث درجته واستشهاداته ومعامل التأثير، فنري ان العلماء بالخارج يسبقوننا في ذلك بامكانياتهم.

_ حدثنا عن اكتشافك للعناصر النفيسة

هو البحث الوحيد الذي نُشر لي بمجلة ناتشر، وتعتبر فكرة جديدة واكتشاف كبير لأول مرة انذاك فهو اضافة للعلم، ففي عام 2013 اثبتنا بالبحث العلمي والتجارب، ان المعادن النفيسة كالذهب والفضة والبلاتين، تنمو من الصهير بتجميع جزيئات بحجم النانو ، وتم الاستشهاد به كثيرا في ابحاث عديدة، فأساس التقييم في العلم هو الاستشهادات بما سبق اكتشافه.

_ ماذا عن جائز Georg Forster Research Award؟

هذه الجائزة تعطي لـ 7 علماء علي مستوي العالم ، في تخصصات ومجالات عديدة، سواء في الادب اوالعلوم السياسية اوالعلوم، وجامعة بون الالمانية هي من رشحتني لتلك الجائزة، والعلاقات الانسانية لها دور في حصولي علي تلك الجائزة، وهم يفتخرون بي لترشيحي لها، وكانوا يرون انني الشخص المناسب لنيل الجائزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى