فن ومنوعات

غادة جبارة فى حوارها مع “اليوم”: 30 يونيو كانت طوق نجاة للفن ولن تفقد مصر دورها الريادي

منارة الفن وقبلة الموهوبين لأكثر من ستة عقود كانت التربة الخصبة التى أعطت ثمارها ليخرج منها كبار مبدعى مصر بل هى الوحيدة فى الوطن العربى التى ينهل من علمها الموهوبين فى مختلف الفنون أنها “أكاديمية الفنون” قد لا يعرفها البعض ولكنها صاحبة تاريخ كبير تجدد شبابها كالنسر.. وكان لنا حديث من القلب مع رئيس الأكاديمية “غادة جبارة” لنعرف كل التطورات التى شهدها هذا الصرح صاحب التاريخ الطويل.

نبدأ حديثنا عن التطورات التى شهدتها أكاديمية الفنون من حيث التوسع فى الإنشاءات بما يخدم عدد أكبر من أبنائها الموهبين، نود أن نسلط الضوء على هذه الإنجازات؟

البعض قد لا يعرف أن أكاديمية الفنون أصبحت تسعة معاهد وهم المعهد العالى للفنون المسرحية، المعهد العالى للموسيقى العربية، المعهد العالى للكونسرفتوا، المعهد العالى للباليه، المعهد العالى للسينما، المعهد العالى للفنون الشعبية، المعهد العالى لفنون الطفل، المعهد العالى لترجمات الفنون والوسائط المتعددة أيضا أكاديمية الفنون مقسمة لثلاث أجزاء الجزء الأول هو المعهد العالى للسينما واستديوهات الأكاديمية والجزء الثانى معهد فنون مسرحية وموسيقى عربية والمبنى المركزي والباليه والكونسرفتوار وقاعة سيد درويش والجزء الثالث باقى المعاهد وقاعة المؤتمرات الكبرى ومدارس الفنون والتكنولوجيا التطبيقية والمدرسة الثقافية على مساحة اجمالية 26 فدان.

فوزي فهمي البنًاء الأعظم

يعود الفضل الأول فى هذة الإنشاءات إلى الدكتور فوزى فهمى وأنا أطلق عليه اسم “البنًاء الأعظم” هو من قام بتشييد كافة الابنية الموجودة داخل حرم أكاديمية الفنون بالأخص الأرض الجديدة التى تبلغ مساحتها 19 فدان والتى بنى عليها كل الإنشاءات الجديدة.

بدأها فى التسعينيات والحقيقة بذل فوزى فهمى مجهود كبير فى الحصول عليها للأكاديمية وبذل مجهود أكبر كثيرًا للاحتفاظ بها، وصل الأمر لتدخل الأمن لحماية الأرض من بعض الذين أرادوا اغتصابها، وسارع بالبناء وصل الأمر أنه كان يبيت فى المكان مع قوات الأمن فهو صاحب الفضل الأول فيما وصلت له الأكاديمية وكان هناك موقف مشرف من وزير الثقافة فى ذلك الوقت فاروق حسنى والذى ساند الفكرة فى بناء كل هذة الابنية.

وتشمل معهد الفنون الشعبية بملحقاته ومركز دراسات الفنون الشعبية ومتحف الفنون الشعبية وقاعة المؤتمرات الكبرى والتى اطلقنا عليها “ثروت عكاشة” وكذلك المعهد العالى للنقد الفنى بالقاعات المحيطة به ومدرسة الفنون فلدينا ثلاث مدارس الكونسرفتوار يقبل الطلاب من الصف الثالث الابتدائى والباليه من الصف الرابع والموسيقى العربية من الصف الأول الثانوى.

أيضا لدينا مبنى كامل بعد أن ينتهى الطلاب من دراسة المواد الثقافية أى المواد الدراسية العادية بعد انتهاء اليوم الدراسى يبدأ الطلاب الذهاب إلى صالات الباليه أو قاعات العزف أو الغناء كلآ حسب تخصصه.

لعل معهد الفنون المسرحية والسينما هما الأكثر معرفة بين أوساط المجتمع العادية، هل يمكن أن توضحى لنا المدارس المستحدثة التى تم انشائها؟

لدينا مدرسة التكنولوجيا التطبيقية وهى مدرسة تم انشائها حديثًا فى غضون أيام سوف يتم تخريج أول دفعة منها وهى ثلاث سنوات تعادل الدبلومات الفنية تسمى دبلوم التكنولوجيا التطبيقية تم انشائها فى فترة رئاسة أشرف زكى للأكاديمية جاءت فكرة انشائها بعد أن وجدنا اندثار بعض المهن التى تساهم فى عملية الإنتاج الفنى فى البداية كان هناك مايطلق عليهم اسطواط المهنة مثل اسطى الكاميرا واسطى خشبة مسرح لأنها كانت تورث فى البداية من الجد إلى الأبناء والاحفاد ولكن بدأ يزبل هذا التوارث فكانت من هنا فكرة انشاء هذة المدرسة فيخرج منها فنيين للمهن الأساسية فيوجد بها أقسام للإضاءة والمكياج والديكور وهذا بشراكة مع وزارة التربية والتعليم لأنها كانت صاحبة هذة المبادرة لتطوير التعليم الفنى وكان لنا الحظ أن نوقع معها بروتوكول منذ ثلاث سنوات.

هل تم الانتهاء من كل الانشاءات؟

انتهينا من أعادة الحياة إلى مبنى نهاد صليحة وهو كان مسرح مكشوف تم تطويره بعد أن كان أطلال فبدأت تدب الحياة فيه من جديد.

كذلك معهد فنون الطفل ومركز اللغات والترجمة وكذلك المكتبة المركزية وهو كان من أحلامى التى استطعت تحقيقه، فهى مصممه على أعلى مستوى وبشكل مختلف وغير تقليدى وفى نفس المبنى توجد المدرسة الثقافية التى يتلقى فيها الطلاب المناهج الدراسية العادية.

ومن ضمن الإنشاءات التى تم الانتهاء منها أيضا مبنى الخدمات الطلابية الذى يعمل بأحدث التقنيات يضمن للطالب الحصول على الخدمات بشكل أدمى فى يسر وسهولة فالمبنى يجمع كل الإدارات بموظفيها، أيضا نستعد لافتتاح مسرح جديد لم نستقر على الاسم الذى سوف نطلقه عليه.

والأهم على الإطلاق المبنى الذى نعمل على الانتهاء منه خلال الفترة القادمة وهو مستشفى “أكاديمية الفنون” ونعمل على قدم وساق للانتهاء منه وتسليمه لوزارة الصحة لتكون شريك معنا، المستشفى يخدم أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب وكل النقابات الفنية وكذلك يخدم أهل المنطقة فالمستشفى كبير جدًا يوجد به غرف عمليات ومعامل تحاليل ومراكز للأشعة وقسم للمبتسرين وتعظم أهميته لأن أقرب مستشفى كبير هى أم المصريين والباقى مراكز صغيرة.

هناك أيضا بعض المبانى التى مازلنا نعمل على الإنتهاء منها امتداد مسرح نهاد صليحة.

أما حلمى الأكبر هو الانتهاء من أكاديمية الفنون فرع الإسكندرية، لأن البداية كانت بمبنى يطلق عليه “وحدة” ثم أطلق عليه فرع وكان يوجد به معهد فنون مسرحية فقط ومعاهد أخرى غير نظامية مثل الباليه والموسيقى العربية والكونسرفتوار ثم تم استحداث معاهد السينما والنقد الفنى والعام الماضى تم تخرج الدفعة الأولى منه وهذا العام سوف نحتفل بتخرج أول دفعة من معهد السينما، هذة التوسعات تحتاج إلى قاعات تصلح لاستيعاب الأعداد فذهبت إلى المحافظ واستجاب لنا بإنشاء عشرة أدوار لسد العجز فى الأماكن.

لعل البعض لا يعرف أكاديمية الفنون هل تحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء للتعريف بها وهل التقصير من الأكاديمية أم الأعلام؟

هذا صحيح فالبعض أيضا لا يعرف أقسام معهد السينما فهناك الآف يتقدمون لكلية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية ولا يعلمون أن معهد السينما يوجد به قسم ديكور وقسم رسوم متحركة وأيضا فى معهد الفنون المسرحية، نحن مقصرين والإعلام أيضا يجب أن يساعدنا فى ذلك، أنا احاول قبل امتحانات القبول أن أذهب إلى البرامج الرئيسية فى القنوات الفضائية حتى يتسنى للجميع أن يعرفوا معاهد الأكاديمية والمدارس المستحدثة بها أيضا نزور المدارس وندعو الأطفال لزيارة الأكاديمية وبعض المعاهد مثل الباليه والكونسرفتوار لديها متقدمين باعداد كبيرة لانستطيع استيعابها.

غادة جبارة هى من أبناء أكاديمية الفنون درست وشغلت العديد من المناصب المختلفة بها، هل عانت الأكاديمية من مخاطر قبل ثورة 30 يونيو؟

لا يخفى عن الجميع أن البلد كلها كانت فى خطر قبل 30 يونيو، وسوف أبدا حديثى عن هذا الأمر من كلماتك أنا ابنة أكاديمية الفنون لم أعرف غيرها يومًا لم أذهب إلى إعارة للخارج مثلًا أو انتدبت إلى أى جهة فحياتى كلها كانت للأكاديمية منذ تخرجى من معهد سينما وعملى كرئيس قسم المونتاج ثم وكيل وعميد لمعهد السينما ونائب لرئيس الأكاديمية والآن رئيسًا لها.

البداية من 25 يناير كان التأثير كبير على كل قطاعات الدولة ومن ضمنها الأكاديمية والله وحده يعلم أين كانت ستذهب الأمور بمصر لولا ثورة 30 يونيو وأنا أعتز بأنى شاركت فيها فأنا مثلى مثل كثير من المصريين ليس لدى اتجاهات سياسية ولكن استشعار الخطر الكبير الذى كان يهددنا وشعورى إنى لن أستطيع أن أعيش فى مصر فى ظل هذا الحكم وصل أنى فكرت فى السفر بالرغم من معاناتى فوبيا من السفر وأنا لم أفكر يوم قبل ذلك أن اترك مصر.

فكنت أنزل كل يوم إلى الشارع من الصباح وحتى التاسعة مساءً وفى ذلك اليوم سجدت لله شكرآ ساعة سماع البيان وقد كانت لحظة الخلاص وأذكر إنى كنت فى النادى الأهلى ذاهبة للصلاة ثم العودة للميدان، بالفعل كان الفن مهدد فهو الحياة لكل العاملين به فى مختلف مجالاته وهم كانوا أعداء الحياة فأى بلد بلا فن أو رياضة هى ميتة فالفن هو الحياة وشعب بلا فن هو شعب ميت.

كانت مصر قبلة الفن والفناننين لحقب وأجيال متعاقبة فصنعوا تاريخهم من خلالها، هل يمكن أن تفقد مصر هذا الدور الريادى؟

لا لن تفقد مصر دورها الريادى فلديها شئ هام جدًا وهو التاريخ لن يستطيع أحد أن يحصل عليه حتى إذا بدأت بعض الدول تنتعش وتصبح الفنون أساسية بالنسبة لها وتستقطب بعض النجوم ولكن لن يستطيع أحد أن يشترى التاريخ، فعند تقديم عروض فنية يستحضرون من؟

الفناننين المصريين وقس على ذلك ماحدث سابقا عند احتياج بعض هذه الدول للمدرسين أو المهندسين أو العمال كانت مصر هى القبلة وذلك لم يؤثر على مصر فى شىء فمصر لن تفقد ريادتها أبدا فإلى جانب التاريخ والتراث.. الشعب لدينا شعب زواق يقدس الفن فلا يمر يوم عليه دون مشاهدة مسلسل أو فيلم أو سماع أغنية نستطيع أن نلمس ذلك فى المقاهى والحرفيين الذين يعملون على نغمات الأغانى حتى ربات البيوت يدندن أثناء عملهن فى المنزل.

مصر لها الريادة دائما على مر التاريخ فمصر نهر عطاء تنهل منه كل الدول العربية وهو أمر طبيعى بين الأشقاء أن يمدوا بعضهم بالاحتياجات فى شكل تكاملى وهو فكر قديم من عصر عبدالناصر.

يعانى بعض المتقدمين للدراسات العليا من عقبات اللوائح والقوانين مثل التخصص والتقدير، هل من سبيل لتذليل هذه العقبات؟

أنا حريصة على تذليل أى عقبات تواجه الدارسين فى قناعاتى أن التخصص ليس عائق فبعض الفناننين والنقاد هم تخرجوا من كليات غير متخصصة، أيضا التقدير قد يكون هناك عائق منعه فى ذلك الوقت من الحصول عليه ويمكن استبداله باختبارات القبول ولكن تغيير ذلك يجب أن يكون من داخل المعهد فسلطتى تأتى بعد مجلس المعهد ومجلس الأكاديمية فأذا أرادوا ذلك لن اعترض.

ما هو الحلم الذى مازالت غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون تحلم بتحقيقه؟

لدى حلم لم احققه بعد ولكن بدأت فى تنفيذه لأنى دائمًا احرص أن تكون أحلامى قابلة للتحقيق وهو اعتماد الجودة فى التعليم واعتماد دولى لتأخذ أكاديمية الفنون مسارها على الطريق الدولى وثانيًا الرقمنة ونعمل على الانتهاء حاليا من البنية التحية وإدخال الإنترنت لكل أقسام الأكاديمية وإلغاء التعامل الورقى بشكل كامل ونحن نسير فى خطوات متقدمة جدًا فى الاتجاهين.

وأمنيتى العامة أن يظل شباب أكاديمية الفنون ممثلين لنا بشكل مشرف داخل وخارج مصر وأن تظل مصر هى صاحبة الريادة فهى الشجرة المثمرة التى تلقى بثمارها على كل المنطقة العربية.

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى