تقارير و تحقيقات

الحرب الخفية(فلسفة الجاسوسية و مقاومتها)

كتب أحمد محمود

تتضمن الحرب السياسية استخدام عدة اساليب يكون اهمها هو اسلوبى سلاح الاعلام و المعارضة و سلاح الوسائل الاقتصادية … و مثال على ذلك فان الدولة التى تريد الايقاع بدولة اخرى عن طريق الحروب السياسية تقوم بشراء المواد الخام المتوفره عالميا حتى تمنع الدولة الاخرى من استخدامها و ايضا تقوم يتقوية المعارضه الخارجية لابناء تلك الدولة و لكنهم يعارضون فى الخارج
و تستخدم الحرب السياسية عندما تتهيا الظروف الداخلية للدولة المراد الايقاع بها و ذلك اعلاميا من خلال نشر تلك المساوئ البسيطه فى النظام الحاكم لهذه الدولة على انها كوارث رهيبة مضادة للبشرية و حقوق الانسان و يتم ذلك باضافة بعض الحكايات الكاذبة عن بعض ممارسات النظام من خلال قوى المعارضة التى تريد زيفا رقى الوطن و لكنها حقيقة تريد هدمه و تكون الوسيلة الثانية المساعده فى تلك الحرب هو استخدام السلاح الاقتصادى داخليا من خلال احتياج البسطاء الى تحسين احوالهم المعيشية و حاجاتهم الاساسية لضروريات الحياة و خارجيا من خلال نشر فكرة الفساد المالى بين الدول و المستثمرين الذين يريدون الدخول الى اسواق هذه الدولة
و قد وصف سير روبرت بروس لوكهارت رئيس المخابرات البريطانية فى الحرب العالمية الثانية الحرب السياسية بانها تطبيق الدعاية لخدمة الحرب النفسية و العسكرية و ان غرضها الاساسي هو هدم الدولة المعادية حتى يتم تسهيل الطريق بعد ذلك للسيطرة السياسية لاعوننا و من ثم تسهل السيطرة العسكرية.

ان المفهوم السابق لا يختلف كثيرا عن نظريات الحرب النفسية التى ذكرها علماء فى علم الاستراتجيات من الولايات المتحده الامريكية مثل الجينرال لاينبارجر و الادميرال ليرنر و غيرهم.

و لكن المفهوم الروسي لتلك الحرب فجاء فيه بعض الاختلاف ففى تعريف تلك الحرب للجنرال اركون رابنتوفيتش مدير المخابرات السوفيتية قال ان الحرب السياسية هى شكل من اشكال الصراع بين الدول يسعى فيه جانب واحد لفرض ارادته على الجانب الاخر دون ان يستخدم القوة العسكرية لمعرفته فى فشله فيها ان استخدمها.

كما يقول فارجو و هو احد الباحثين النشطين فى علوم الاستخبارت عالميا على الحرب السياسية انها نوع من الاعمال الخاصة باجهزة المخابرات تستخدم للتاثير على السياسات و تودى الى الانقلابات السياسية الهادئه دون الحاجة لاستخدام القوة المسلحة لفرض السيطرة على الطرف الاخر و هى تستخدم للاطاحة باى نظام تراه القوى العالمية بدأ يهدد مصالحها فى المنطقة المتواجد فيها.

و لكن و بعد مقارنه كل هذه الاراء و اكثر خلصت الى الاتى انها حربا غير تقليدية بل انها حربا خاصة هدفها هو اضعاف الجبهة الداخلية للعدو و ان امكن تدميرها بواسطة استخدام المناورات الديبلوماسية و الضغط الاقتصادى و المعلومات الصحيحة الممزوجة بالمعلومات المضللة و عمليات الارهاب الفكرى و المادى و المعنوى للاثارة و التخويف و عزل اصحاب الفكر السليم و الولاء الكامل للوطن عن الناس حتى لا يتم تنبهيهم بحقيقة الامور …

و تكون لتلك الحرب اهداف و خصائص و هى كالاتى:

اولا الاهداف :

1- تدعيم قوة المجموعات المتنافسه و اثارة القلائل داخل المجتمع
2- خلق تنظيمات معارضه قوية يمكن توجيها فى اية لحظه
3- تقديم المعونة و التعاون لاى قوة تتفق مصالحها مع الغرض المراد من تلك الحرب
4- التعاون مع افراد داخل نطاق الحكم و خلق اتصال بينهم و بين من يعاونوا الدولة صاحبة فكرة الحرب السياسية بهدف نقل فكر النظام الحاكم اولا باول
5- استخدام تلك الجماعات الدينية فى نشر الشائعات و الافكار الهدامة تعاونا مع قوى المعارضة الجديدة

ثانيا الخصائص

1- يجب ان تكون الجهات المتعاونه هى جهات حقيقية اصبحت لها قدرة التمكن من الشارع السياسي و لا مانع من تضاد افكارهم علنا و لكنهم سيتعاونوا سرا
2- يجب ان يكون المنفذين اصحاب مصالح اساسية لسقوط النظام ظاهريا و انهيار الدولة باطنيا
3- الاختيار السليم للافراد القائمين بالتعاون مع مراعاة مدى قوتهم فى الشارع السياسي و تدريبهم على كيفية استخدام اساليب تحريك الشارع و السيطرة عليه فى اى وقت
و اننى ارى ان تلك ستكون هى الحرب القادمة فى كل العالم و بالاخص فى منطقة الشرق الاوسط و ستكون اولى الدول المستهدفة هى مصر لما اصبحت لها من مكانه بعد ثورة يوليو و هو مما سيؤثر على مصالح العديد من القوى العالمية فى المنطقة و لكنى كلى ثقة فى انها ستفشل حتى و ان نجحت فى البداية لاننا تعلمناها و علمناها لمن سيلحقون بنا من اجيال تهدف الى حماية الوطن من اى شر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى