حوادث

مشاجرة بين عائلتين انتهت بمقتل 3 أشخاص بسوهاج

كتب- محمود حسن _ حشمت عبد الحارث

رغم تقدم الأزمان وتطور العقول والمعتقدات، إلا أن مشكلة الثأر تظل موروثاّ راسخاً في أذهان الكبار، فلم يؤثر عليها تطور أو تحديث رغم التقدم الذي نعيشه اليوم، بل أصبحت ميراثاً يتوارثه الصغير من الكبير، ووسيلة سهلة لحصد أرواح الأبرياء بحجة أخذ الثأر، وعملاً  بمقولة “التار ولا العار”.
 
تفاصيل الواقعة
 
تعود أحداث الواقعة منذ 6 أعوام، حين نشبت مشاجرة بين عائلتين بسبب خلاف على قطعة أرض زراعية، وراح ضحيتها شخص إثر إصابته بطلق ناري، وحكمت المحكمة في هذه القضية على 3 متهمين بالسجن، ولم تنته القضية إلى هذا الحد، بل تجددت الخصومة في شهر يونيه الماضي عام 2023، حيث خطط والد المجني عليه بأخذ حق نجله وتخليص الثأر، ولكن في تلك المرة قرر اختيار 4 أشقاء أبرياء، من أبناء شقيق المتهم.
 
وفى اليوم المشؤم اختلق الجاني ونجليه مسرحية ليخرج الأشقاء من منزلهم، وأثناء خروجهم تساقطت عليهم طلقات الأعيرة النارية، ليسقط 3 منهم جثث هامدة، وينجو الرابع بعد إصابته بطلق ناري في القدم، وذلك أمام منزلهم وأمام أعين الجميع، وسط صرخات الأم  التي لا حول لها ولا قوة.

استغاثة أمام مجمع المحاكم : “عايزه حق ولادي”  
 
 أمام مجمع محاكم سوهاج، رصدت عدسة “اليوم الإخباري ” استغاثة والدة المجني عليهم، حيث قالت والدموع تنهار من عينيها : “أنا عايزة عدل ربنا، عايزة القصاص، عايزة حق ولادي  اقتتلوا قدام عيني، ولادي ملهمش ذنب، المشكلة مع عمهم مش معاهم، وعمهم اتحكم عليه بمؤبد، أنا عايزة حق الأطفال اتيتمت، عايزة أشوفهم ميتين زي ولادي”، كلمات صعبة خرجت من لسان الأم، التي تتحسر على مقتل 3 من أبناءها أمام عينيها غدراً بالرصاص.

الناجي الوحيد من وسط الضحايا
 
تواصلت «اليوم» مع أحد جيران المتهمين بقتل 3 أشخاص وإصابة الرابع ، حيث قال”  نشب الخلاف بسبب قطعة أرض كان واخدها المتهم  رهان من عمهم، فالراجل قاله هقبض وأجبلك فلوسك وسيب الأرض، لكن الراجل رفض وحب يزرعها عافية، ومن هنا شدوا مع بعض وضربوا ابنه بفاس فتحوا دماغه، وعندما راح يدافع عن أخوه ضربوه” ، وأضاف الجار ” حينما تم إبلاغ والدهم راح يجرى علشان يشوف ولاده، كانوا هيضربوه راح ضارب ابن المتهم وقتله ” ، كما أن الناجي  الوحيد حمل الشاب المقتول مسرعاً به إلى المستشفى، لكن أمر الله قد نفذ.
 
وقال “أبو الحجاج” الناجي الوحيد من الحادث : “خذونا على خوانه، رتبوا علشان يخلصوا التار فينا واحنا ما لناش ذنب، وقت قتل ابنهم، أنا شلته وأخدته للمستشفى عشان أنقذه، وكان رد الجميل أنهم يقتلونا، حددوا ورتبوا وخرجونا من البيت علشان ينفذوا جريمتهم”.
وأضاف “حازم أبو كيلة” محامى المجني عليهم أن قضية الثأر ليس جديدة على أهل الصعيد، وأن أركان القضية مكتملة، قتل 3 مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل الرابع، وهذا ما أثبتته التحريات، وصرح أن هناك دليل جديد ظهر في أوراق الدعوة، سوف يقدم في الجلسة القادمة، واستكمل ” كلنا ثقة في أحكام القضاء المصري العادل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى