غير مصنف

في ذكري اليوم الوطني لمحافظة اسيوط تاريخ حافل ومجيد لابناء بني عدي ضد الغزاه


إعداد: محمد أحمد طه
معركه بني عدي ضد الفرنسيين اعظم حديث للجهاد في تاريخ النضال المصري

من ارشيف شيخ الصحفيين الراحل احمد طه الفرغلي

اعلام بني عدي من العلماء الراسخين والصوفيه الراشدين ودورهم الوطني
مواقف رجلات الازهر من ابناء اسيوط ضد ظلم الولاه ومقاومة الغزاة
مواقف للمفتي الاسبق الشيخ حسين مخلوف ضد تيارات الالحاد والزندقه وجرأة في الحق ولا يخش سطوة الحكم
تحية للشهداء من ابناء بني عدي وكافة شهداء مصر الابرار

أن مناسبه الاحتفال باليوم الوطني لمحافظة اسيوط وهي ذكري خالدة تذكرنا بتضحيات ابناء اسيوط علي مر العصور والازمان وخاصة ملحمة البطولة والتضحية والفدائيه النادرة التي دارت احداثها فوق رمال قرية بني عدي الطاهرة التي سالت عليها الدماء الذكية لتكتب نموت جميعا ويحيا الوطن
وتسرد جريدة اليوم قصة البطولة والفداء لأهالي قرية بني عديات الشرفاء نستعرض وتلقي الضوء عن ما كتبه الراحل الكاتب الصحفي أحمد طه الفرغلي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة اليوم وجريدة اخبار اسيوط والتي انفرادت صفحات اليوم واخبار اسيوط علي مدار عشرون عاما تقريبا من مقالات تلقي عن كتب عن هذه القرية في كتب التاريخ وماسطره المؤرخون من صفحات خالدة ناصعة

ان ذكري معارك شعب بني عدي ضد الفرنسيين في الثامن عشر من شهر ابريل سنه 1799 م قد سجلها تاريخ البطولة والتضحية باحرف من نور في صفحات مشرقه لكي تكون سبيلا للقدوة والاسوة والسير علي الطريق الذي اتخذه ابناء مصر الشرفاء سبيلا لنيل الشهادة في سبيل الله والوطن غير مبالين بما يفعله سفاكي الدماء وقتله الابرياء بدون ذنب او جريرة
تحية لشهداء مصر علي مر العصور والازمان وتحية لشهداء بني عدي الاحرار وتحية لشهداءجيش مصر المغوار وابناء الشرطة الابرار الذين يقدمون ارواحهم في كل يوم من اجل الاستقرار والامن والامان
وبهذه المناسبه اذكر بعض ابيات من قصيدة (اسيوط في عيدها القومي)
للشاعر المبدع رجالة الشعر العربي ( شيخ شعراء العربية الفصحي) الشاعر عبد المجيد فرغلي النخيلي المولود سنه 1932 والمتوفي عام 2009
والمنشورة في مقدمة المؤلف القيم العظيم للدكتور محمد رجائي الطحلاوي رئيس جامعه اسيوط السابق ومحافظ اسيوط السابق بعنوان ( شعراء من اسيوط)
حيث يقول الشاعر الكبير عبد المجيد فرغلي النخيلي
عيدك القومي يا اسيوط جاء
يمنح الحب ويعطينا الرجاء
عيدك القومي احياء لماضي
خالد الامجاد اثراه ازدهاء
كم قبسنا منه الهاما وسحرا
واعتزازا منه نلنا مانشاء
تلك اسيوط التي نصبوا اليها
منائر الاماني ذا سخاء
وكفي من ارضها رواد شعر
من ثري الريف حاز الذكاء
من عصامين شادوا ما بنوه
من خلود شق اجواء الفضاء
يا شبابا فيك روح المجد تري
السماء سر الي العلياء ترعاك
ثم يستطرد الشاعر الكبير عبد المجيد فرغلي النخيلي في قصيدته ذاكرا بعض اعلام اسيوط فيقول:
ففي الافتاء كانت ذات يوم
مرجعا للفقه احري باقتداء
انجبت في الفقه (مخلوقا) وافتي
في قضايا الدين ما اروي العظماء
وغدت في الفكر بنراسا لعصر
خرجت افذاذ مصر الاوفياء
فليكن في عيدك القومي نور
او حياة كم جعلناها ضياء
في مجال العلم كم احيوا تراثا
انما الظلماء يجلوها الضياء
انجبت للعرب عبد الناصر الفذ
واعلاما لها صانوا الولاء
عمر مكرم نقيب حسيب
قائد الشعب الذي للعز شاء
وجلال الدين فقه وعلم
صفوة الاعلام فخر العلماء
لقد كان من خير ما افدناه نحن شعب اسيوط الوطني الكريم وشعب مصر الاصيل من تجربة الاعتداء الفرنسي الغاشم علي ارض بني عدي الطاهرة التي انجبت الاطهار المؤمنين من العلماء والاولياء والمناضلين الاحرار تلك الغارة الوحشية والاعتداء الاثيم الذي تجلت فيه من ابناء بني عدي اروع ايات الاتحاد والوطنية وارتفعت موجة الايمان بالله ووقف الجميع علي بابه تعالي لانهم بايمانهم وقوة عقيدتهم يؤمنون بان الحروب دائما اقرب الابواب الي الله كانت تحدث الغارة تلو الغارة في الليل والنهار جميعا فاذا الكل من شعب بني عدي الابي الوطني المكافح المؤمن ذاكرا الله فتذكر بطشه تعالي وجبروته وهو فوق عبادة فاذا الايمان قد الهب االحماس وتفجرت ينابيع االقوة والغيرة والفدائيه واشترك الكل مع الكل بارواحهم وانفسهم في المعركة فتري الجماهير تتبع مراحل الهجوم والقتال والمطاردة غير مبالين مكبرين ذاكرين كأنما هم في افراح لا يكدر صفوهم ولا يعكر حياتهم شئ وكان يأتي اليهم خبر الشهيد فيتلقي اهله الخبر بذكر الله ( الا بذكر الله تطمئن القلوب ) رضاء بقدره وشكرا له علي تشريفهم باستشهاده لانهم يعلمون ويعرفون قول الله تعالي ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ويفتخرون بالتضحية في سبيل الله والوطن ولا تسمع من احد من اهالي الشهداء الا كلمه الحمد لله علي هذه النعمة ويردون قصص وايات البطولة لقد انكشف معدن شعب بني عدي الاصيل العريق في تاريخ صد الغزاه عن الوطن والاسلام لقد كانت معركة ابناء بني عدي ضد الفرنسيين ومقاومتهم الباسلة من اعظم احاديث الجهاد في تاريخ النضال الوطني المصري واحداثه التي مازالت تحتل صفحات خالدة في سجل الوطية الحافل بعطاء ابناء مصر البررة تلك البطولات الخالدة التي اعادت لنا ذكريات معارك وطنية خاضها ابناء مصر الشرفاء ذكريات اهتزت لها قلوب مؤمنه وفاضت من حواليها دماء طاهرة وخاضتها رجالات وتتابعت عليها بطولات ونقلت الناس الي مدارج الايمان بالله والتنافس علي التضحية وعلمتهم من الحقائق وقائع دونها الاساطير وعن وصف اهالي بني عدي وما يتمتعون به من عظيم الخصال وحسن الصفات يقول عنهم المؤرخ الكبير علي باشا مبارك في خطط التوفيقية الجزؤ التاسع صفحه 94 وهكذا تجد في اهل هذه البلدة نوعا من التمسك بعوائد العرب فانهم قوم كرام ذو همم عاليه وذكاء وفطنه وفصاحه
ثم يؤكد علي باشا مبارك عن عراقه اهل بني عدي وطيب عنصرهم وعظمة معدنهم فيضيف قائلا: انهم من قبيلة بني عدي القبيلة المشهورة القرشية وعن معركتهم الضارية التي ضربوا فيها اروع الامثله من البطوله والفداء والتضحية فيقول: وقد وقع لهم مع الفرنسيين حروب كما في الجبرتي في حوادث سنه 1213 وحاصلها انه في زمن انتشار الفرنسيين في البلاد القبلية من مصر وضربهم الاموال والكلف علي اهالي تلك البلاد امتنع اهالي بني عدي من دفع المال ورأوا في انفسهم الكثرة والقوة فحضرت اليهم حمله من عساكر الفرنسيين وضربوهم فخرجوا عليهم وقاتلوهم فركب عليهم الفرنسيين تلا عاليا وضربوا عليهم بالمدافع فاتلفوهم واحرقوا جرونهم ثم هجموا عليهم واسرفوا في قتلهم ونهبوا واخذوا شيئا كثيرا واموالا عظيمة وودائع كثيرة كانت عندهم ولقد ةكان جهاد ابناء بني عدي كبيرا وعظيما لان قرية بني عدي هي من القري التي انتشرت فيهاالحركه الصوفية وكثر وقوي اتباعها منذ قديم الزمان وان معطم الاولياء والعلماء الاجلاء الذين اثروا المكتبه الاسلامية بالمؤلفات والموسوعات الاسلامية النافعه من اهل الصوفية الراشدة الرشيدة والذين يأتي علي رأسهم الشيخ ابي البركات احمد بن محمد الدروير والذي كان القطب الكبير والده من اكابر العلماء ومشايخ الصوفيه واحد رجالاتها المشهورين وكذلك العلامة الشيخ علي الصعيدي وكذلك جمهرة كبيرة معروفه يعدون من اعلام العلم واكابر المتصوفين من ال العياط ووالذين ينتسبون الي ال البيت الاطهار وهم معروفين ومشهور لهم بالصلاح والعلم والتقوي وهم من اصحاب الكرامات ومن رواد العلم الاسلامي وكان منهم امير الفتوي بالصعيد الشيخ احمد بن محمد بن موسي العياط وغيرهم الكثير والكثير فقد كان للبئية والنشأة الصوفية لعلماء واقطاب ورجال بني عدي الاطهار الذين تعلموا من سيرة قادة ومشايخ الصوفية الجهاد والثبات والكفاح والقتال ضد اعداء الدين والوطن وكانوا علي دراية بما قام به مشايخ وقادة التصوف من ادوار وطنية كبيرة وقتال عظيم ضد اعداء الدين فلقد اخذوا القدوة والاسوة من الايام ابو الحسن الشاذلي والامام العز بن عبد السلام والشيخ محي الدين النووي والسيد البدوي وغيرهم في مكافحه وقتال الافرنج والتتار والصلبيين وغيرهم من الغزاه المعتدين وفي التاريخ الحديث ما قام به زعماء ورجال التصوف من مكافحه الحملة الفرنسية التي جاءت لكي تحتل مصر فوجدت مقاومة هائله من جمهور المتصوفه والعلماء الذين جاهدوهم بكل الوسائل حتي اقلقوا مضاعجهم وافسدوا عليهم سياستهم واخرجوهم من مصر مدحورين وكان لابناء بني عدي من العلماء والمتصوفه دور كبير في هزيمة ودحر الفرنسيين في بني عدي ويذكر بكل فخر واعزاز ما قام به جمهور العلماء والمتصوفه الذين قادوا شعب بني عدي الابي للتصدي للعدو الفرنسي الغاشم بكل الوسائل وقد تحدث العلامة سعادة علي مبارك عن قرية بني عدي في الجزء التاسع من الخطط التوفيقية الطبعه الاولي الصادرة سنه 1305 هـ من صفحه 94 وحتي 97 فقاال عن اهل بني عدي وهي ايضا مشهورة بالعلماء من قديم الزمان والجامع الازهردائما لا يخلو منهم ولا ينقص المجاورون منهم به عن نحو الثلاثين ومنهم شيخ رواق الصعايدة دائما والمؤلفون قديما وحديثا
وذكر المرحوم علي باشا مبارك العلماء الافذاذ من ابناء قرية بني عدي الذين تخرجوا من رحاب الازهر الشريف فقال: واجلهم الامام الصعيدي العدوي المالكي شيخ مشايخ الاسلام وعالم العلماء الامام امام المحققين وعمدة المدققين والشيخ محمد بن عبادة والعارف بالله الشيخ ابو البركات احمد الدردير والشيخ احمد كبوه والشيخ عبد الله القاضي والشيخ محمد الحداد العربي والشيخ محمد قطه العدوي والشيخ منصور كساب العدوي
وببركات ونفحات هؤلاء العماء الاجلاء رضوان الله عليهم كتب الله لهذه القرية واهليها النجاح والبركة والتوفيق وفي هذا يقول العارف بالله الشيخ قطب بن خليفه بن محمد الشريف الحسني الصنباوي
” العدوية ناجحون في كل شأن من شئون الحياة لا يكلون من عمل ولا تنفيذين عندهم البركات وقد حعل الله ما في ايديهم كثيرا ولو كان قليلا تزول النعم عن غيرهم ولا تزول عنهم ما لقيت في عمري منهم بليدا خاملا ولا محترفا حرفه دنيئه وهذا سر من اسرار الله والتي تناولتها العديد من المراجع والكتب والتي منها علي سبيل المثال لا الحصر كتاب مذكرات داعية الشيخ حسنين مخلوف الكتاب التذكاري الصادر عن الهيئه العامة لقصور الثقافه رقم ايداع 96/10524 والذي تضمن المواقف الجريئه والخلافات مع رجال الثورة ومعاركه مع تيارات الالحاد والزندقه مثل البهائيه والقاديانيه وقد اتصف الشيخ حسنين مخلوف بالجرأة لا يخشي سلطان احدا الا الله وفي هذا يقول الصحفي المصري الاستاذ رجب البنا عنه: كان شيخا نموذجا لاستقامه الفكر والجرأه في الحق لا ترهبه سطوة الحكم ولا غوغائيه الجهلاء ولا ارهاب المتطرفين لم يسع الي الاضواء ولا يعرف طريقه الي ردهات ومكاتب التلفزيون او الاذاعة ولا شغل نفسه بمسالك الشهرة مكتفيا بان يقول كلمة الحق لوجه الله في كتبه وفتاويه و دروسه ولقد تناول المؤرخ الاسلامي الكبير الاستاذ الدكتور محمد رجب البيومي في كتابه ( الازهر بين السياسه وحرية الفكر) بعض المواقف الناصعه من صفحات الازهر الشريف ابقاه الله معمورا دهرا ودهورا والتصدي للمواجهات الشرسه في كافه العصور وخاصة الغزو الفرنسي.
وانه لعل دواعي الفخر ونحن نحتفل باليوم الوطني لمحافظة اسيوط ونذكر تاريخا مجيدا ناصعا لابناء اسيوط ان نذكر ما نتاولهم مؤلف الدكتور محمد رجب البيومي من ابناء محافظة اسيوط والذين منهم قاضي القضاه ابن دقيق العيد المنفلوطي والذي رفض ان يصدر حكما لاستيلاء احد الذين ادعاهم الامير منكوتمر اخا شقيق له علي غير الحقيقة فرفض في عزة وشهامة وكبرياء واستقال من هذا المنصب وكذلك تناول مواقف الامام احمد الدرير ابن بني عدي والزعيم عمر مكرم الذي تصدي للوالي خورشيد باشا ومقاومتة للغزاه الطامعين وايضا فضيله المصلح الاجتماعي الكبير ابن دشلوط الشيخ محمود ابو العيون ودوره الاصلاحي والوطني في التصدي للانجليز في ثورة 1919 وكذلك العالم الجليل المفتي الاكبر الشيخ محمد بخيت المطيعي ابن قريه المطيعه ودوره وفتواه في مقاطعه لجنه ملنر وقد وصفت بالخيانة كل من تحدثه نفسه بمفاوضته الاستعمار بعيدا عن زعماء مصر المناضلين وهي فتوي مجلجله طرب بها سعد زغلول في اوربا وابرق الي المفتي الاكبر بقوله في اعجاب ان فتواه جديرة بان تصدر عن اكبر مفتي للاسلام في عصرنا الحديث وهكذا رجع اللورد ملنر بالخيبه بعد كلمات معدودة سطرها ازهري امين.
اما عن مواقف المفتي الاسبق الشيخ حسنين مخلوف اما عن مسيرة وتضحيات وجهاد الامام العالم الورع التقي الشيخ احمد الدردير كما تناولها الاستاذالدكتور محمد رجب البيومي في كتابه الازهر بين السياسه وحرية الفكر والذي اصدرت بعض فصوله مجله الازهر في كتاب كهدية منها في عدد شهر شوال 1437 هـ بتقديم من الدكتور ابراهيم صلاح الهدهد فيقول ابتداء من صفحه 30 حتي صفحه 34 فيقول : ويقول القول لو حاولنا ان نتتبع ما ذكره ابن اياس والجبرتي من بطولات العلماء امام الطغيان فلا بد من اختيار وقائع ذات دلالة بارزة لتكون بشجاعتها النادرة مثلا لامثله كثيرة وستلم بنماذج من كفاح العلماء للفريقين المتنابذين فرق الامراء وفرق الولاة ليكون الدليل صريحا ملموسا لا يقبل ادني مراء ونختارالامام احمد الدرديرالعالم الورع الشجاع وشيخ شيوخ المالكي في عصرهوصاحب الحواش الشائعه في الازهر لنكتب صفحه من كفاحه المتواصل اذ في الجهاد وقاد الامة الي حقها دون نكوص ولم يخضع لعوامل الاغراء من قوم يظنون المال والمنصب مما يحرص عليهما ورثه الانبياء الحقيقيون ولكن الحقيقه الواضحه قد بددت هذه الظنون وقد
ذكرها عبد الرحمن الجبرتي في احداث شهر جمادي الاول من سنه 1191 هـ ان بعض الاوقاف الخاصه بطلبه العلم بالازهر من فريق المغاربه الذين تركوا بلادهم ووسعتهم مصر باوقافها ومساجدها ودورها وعلمائها بعض هذه الاوقاف كانت هدف اعتداء ظالم من احد الامراء الكبار ويدعي يوسف بك فاضطر المستحقون ان يلجئوا الي القضاء فحكم لهم بما يستحقون وعز علي الامير الظالم ان يتمثل لامر القضاء فرفض الحكم وزاد امر بدفع شيخ المغاربه الي السجن جزاء مطالبته بالحق وفؤجي الطلاب بما فعل الامير من شر فاتجهوا الي استاذهم الدردير فلم يظنه جاد في تهديده وكتب اليه خطابا رقيقا يسأله ان يترك الطالب دون اعتقال وما كاد خطاب الشيخ يصل الي الامير علي يدي طالبين من طلابه حتي هاج وزمجر وامر بالقبض علي الطالبين الذين يحملان الرساله وزجرهما زجرا عنيفا بما لا يليق
قال الجبرتي : ووصل لخبر الشيخ الدردير واهل الجامع فاجتمعوا في الصباح وابطلوا الاذان والدروس والصلوات واوصدوا ابواب الجامع وجلس المشايخ بالقبله القديمه وطلع الصغار علي المنارات يكثرون الصياح والدعاء علي الامراء واغلق باب الازهر والتف العلماء حول الدردير ويقودون حركة مقاومة ناجحه فارسلوا الي يوسف بك فأطلق المسجونين ونادا بالامان لتفتح الحوانيت ولكن شغبا تجدد بين الطلاب وبعض الخصوم فقامت معركه دموية ضاعت فيها ارواح من الفريقين واستفحل الشر وزاد الهرج فتزعم الدردير ثورة الانتقام ووقف وراءه التجار وطوائف البلد فخاف الامراء ان تصل الانباء الي السلطان وان يعجل بالانتقام واجتمعوا للتشاور فارسلوا احد كبرائهم الي الشيخ السادات فحذرهم من مواجهة العلماء ودعا بمن يرسله الي الثائرين كي يحضروا من يمثلهم والشيخ السادات واجتمع الفريقان في مسجد المؤيد وخضع الامراء الي ما طلبه الشيخ الدردير من الرجوع الي الحق وان يبتعد اتباع الامراء عن المرور بحي الازهر اذ هم مبعوضون منبوذين وكتبوا كتبا تشهد بالصلح وعدم الاعتداء وانتهت المسأله بانتصار الدردير
يقول الاستاذ محمود الشرقاوي تعليقا علي هذا الموقف ” لم يكن في هذه الفترة من تاريخ مصر من يستطيع ان يقف مثل هذا الموقف مع احد من المماليك ولا مع تابع من اتباع المماليك ولم يكن احد من العامة ولا من الخاصة مستطيعا في هذه الفترة من تاريخ مصر ان يرد مبعوثا بعث به يوسف بك او ان يصيح من فوق المنبر بالدعاء علي المماليك او ان يكتب الي احد منهم كتابا ينبه فيه الي امر تفيض بعدم التعرض لاهل العلم ومعانده الحكم الشرعي الي ان قال الاستاذ الشرقاوي:
” ولا يظن ظان ان اهل الازهر كانوا في غضبهتهم نفعين تحركهم الرغائب والمصلحه الخاصه حين يغضبون في امر اوقافهم اذ ان فيما يذكره الجبرتي في صفحات كثيره من تاريخه ما يدل علي ان اهل الازهر كانوا يغضبون اشد الغضب في امور الله لا لمنفعتهم الشخصية.
ان علماء الازهر لم يثوروا لانقطاع ارزقهم ولكن الطلاب قد لجئوا اليهم فوجب عليهم ان يأخذوا بناصيهم فالامر ليس امر الاساتذه ولكنه امر نفر من الطلاب بدليل ان الشيخ الدردير قد تابع بنفسه مواقفه النضاليه في ظروف لم تكن اسبابها ترجع الي احد من ابناء الازهر بل الي نصرة الحق المهتضم علي ايدي الغاضبين والمواقف كثيرة ومتعددة للامام الدردير
لقد كان علماء الازهر لسان الشعب حقا..
لقد كان ابطال وشهداء بني عدي في معركتهم ضد الفرنسيين في 18 ابريل سنه 1799 رموزا صادقه حية لافعال مواقف اجدادهم العظماء كالشيخ الدردير رحمه الله وغيره من المناضلين من علماء الازهر من ابناء بني عدي ويقول الاستاذ محمد علي مخلوف في مؤلفه عن تاريخ بني عدي صفحه 273: قال جدنا العلامة الاكبر الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي يروي بالسماع الفاش عن المتقدمين من اهل بني عدي ان الفرنسيين حين مروا بالنيل الي جهة اسيوط وعلم بهم اهل بني عدي تلقوهم علي شاط النيل وصوبوا عليهم ضرب الرصاص فلم يبالوا بهم ومضوا الي اسيوط ارسلوا اليهم عن طريق الجبل فرقه من العساكر فلما صار علي مسافه من البلد بحيث يتمكنون من ضربهاا خرج اهلها عليهم واشتبك الحرب بينهم اياما لم لم يصب فيها احد من اهلي بني عدي بل كان رصاص العدو يقع علي الارض ولم يصب احد منهم فاستغرب الفرنسيون لهذه الظاهرة ودبروا لقتل زعمائهم والفتك بهم علي غرة وعند ذلك ركب عليهم الفرنسيين تلا عليا وامكنهم ان يظفروا بهم وقتلوا عددا كبيرا منهم من العلماء وكانوا قد فروا الي الجبال فتعرفوا مواضعهم وادركوهم
ويضيف الاستاذ محمد علي مخلوف ومن تدبر هذه الحال التي رواها التاريخ عن اهلي بني عدي ير ان لهم في سائر بلاد الصعيد شأنا يذكر فيشكر وانهم علي كثرتهم وقوتهم الجسدية والمعنوية كانوا معتصمين بالله متمسكين بدنيه فلذلك اورثهم الله هذه القوة وجعلهم موضع سره وعلمه وكرامته وولايته ولكن ( سوابق الهم لا تخرق سور الاقدام)
ويقول الاستاذ العالم العلامه محمد علي مخلوف صفحه 376 من كتابه تاريخ بني عدي
ومما يدور علي السنه الناس في بني عدي الي اليوم
ان منارة مسجد العياط ببني عدي الهجرية اصيبت بقذيفه وكذلك قبه ضريح الشيخ العياط
ان مسجد الشيخ علي ابو صالح ببني عدي القبلية قد احترق وسقطت منارته في اثناء المعركه وقتل المؤذن محمد عبد الخالق العدوي وهو فوقها
وان المقبرة المجاورة لضريح الشيخ عبد النبي ببني عدي الوسطائيه من الناحية القبليه تضم عددا كبيرا من شهداء الثورة معظمهم من العلماء ومنهم العلامة الشيخ احمد حماد العدوي والعلامة الشيخ حسن طايع العدوي.
وان الساحة التي بنيت عندها مدرسة بني عدي القبلية الابتدائيه بها عدد كبير من الشهداء وكذلك المساحه المجاورة لمسجد الشيخ العياط ببني عدي البحرية وان الذي قتل الكولونيل بيتون رجل من ال العجيل وان قتله كان عد درب السراجنه ببني عدي اولاد عليو وان العالم الصالح الشيخ احمد الخطيب العدوي نائب الولاية المنفلوطية الشرعية قتله الفرنسيون وهو ذاهب الي مسجد الشيخ سالم العدوي ببني عدي البحريه ليؤم المصلين وكان يقاومهم بعكازه وهو من زعماء الثورة وكان يحرض الناس علي القتال والجهاد في سبيل الله
وان الفارس احمد عبدالله السباعي العدوي سقط شهيدا في الساحة المسماه الان بالمنشر ببني عدي الوسطائية وكان يقود فرقة من الثوار وان السيدة عز العرب بنت حسن مخلوف العدوي قتلها الفرنسيون وهي تحاول النجاه بطفلها الرضيع محمد عبد الفتاح بن علي مخلوف العدوي من النيران التي اضرمها المعتدون في ارجاء البلدة وقد عثر احدابناء اسرة ( النقادي) القبطية علي طفلها وهو علي قيد الحياة يمص ثدي امه الشهيدة فجاء به بعد انتهاء المعركة الي ال مخلوف فعرفوه واخذوه
وان ممكن اسهم في هذه الثورة بجهد مشكور من علماء بني عدي واعيانها
الشيخ علي بن احمد العياط العدوي
والشيخ محمد ابو ايوب العدوي
والشيخ حسن جبارة العدوي
والشيخ سليمان محمد احمد طابع العدوي
والسيد محمد خضر الزاوي العدوي
والشيخ عبد الفتاح بن علي مخلوف العدوي
والشيخ عبد العال بن محمد انما الشاهد العدوي
والشيخ فرغلي رابح العدوي والشيخ فيتور هريدي المغربي والشيخ محمد ابن حسن الهواري العدوي والشيخ احمد خطيب بنوقري العدوي انها قصه قريه مصرية اتسم اهلها بلايمان والتعلق بالله تعالي والعمل علي نشر الدين الاسلامي وتعاليمه واتخذوا من منهج التصوف الراشد الرشيد طريقا للوصول الي الله في تواضع وصدق ومحبه وايثار وحياء وزهد عن مباهج الدنيا وزينتها الفانيه فانار الله قلوبهم وبصيرتهم بلايمان الصادق العميق والذي كان له اكبر الاثر في تضحياتهم البطولية الرائعه في الكثير من المعارك..
بارك الله في شعب بني عدي ورحم الابطال والزعماء منهم واسكنهم فسيح جناته انه نعم المولي ونعم النصير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى