أخبار

خبير أنهار دولي: من مصلحة إثيوبيا إبرام اتفاق تعاوني مع مصر والسودان

شدد البروفيسور الدكتور آريس جورجاكاكوس أحد أهم الخبراء في إدارة أحواض الأنهار الدوليين على أنه من مصلحة إثيوبيا أن تبرم اتفاقية مع دولتي المصب لمصلحة الجميع وكافة الأطراف حتى لا يلحق الضرر بدولتي المصب مصر والسودان قائلاً : “على ما أعتقد أنه من مصلحة إثيوبيا أن تبرم اتفاقية كي لا تؤذى مصر أو السودان إلى الدرجة التي تدفعهما للبحث عن طرق بديلة لمعارضة إثيوبيا في ملء السد”.

جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، حول تأثيرات الملء الثاني للسد التي أعلنت أديس أبابا إقدامها عليه خلال الأسابيع القادمة وخطورته على دولتي المصب مع الإصرار من الجانب الإثيوبي على الإقدام عليه.

وحول الجوانب القانونية وأهميتها قال : ” هذا شيء هام ولن أقول أي تصريحات بشأن الجوانب القانونية بشان هذا وأعتقد أنها قيد النقاش وهي نقطة خلاف علينا أن نتخطاها لان ذلك أمر هام حيث ، أنه من مصلحة إثيوبيا.. “

وأكد “الدكتور”، في لقاء عبر تطبيق ” زووم ” خلال لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة” “ON قائلاً :” لكن الأخبار الطيبة أن هذه الإستراتجية موجودة وهناك طرق لتنفيذها دون إيذاء لأحد ولا أعتقد أن إثيوبيا ستختار أن تتصرف بشكل أحادي وتقدم علي تصرف قد يؤذي ملايين البشر سواء في مصر أو السودان، ولذلك أعتقد أن هناك سوء تفاهم بشان جدوى القيام بذلك دون إيذاء أي أحد .. وهناك إستراتجيات مثل ذلك بالفعل “.

وحول الاشتراطات الآمنة لعملية الملء قال : ” النقطة الخاصة بملء السد فيجب أن تتم عملية الملء عندما يكون فيضان النيل أكبر بشكل ملحوظ أو فوق المتوسط لأنني كما قلت سابقاً أن مياه النيل تستخدم بنسبة 100% من الفيضان الموجود .. سأعطيكم مثالاً حول تكلفه عدم وجود اتفاق الآن ؟ بينما نحن نتحدث الآن فإن دول النيل الجنوبية حيث بحيرات فيكتوريا ويوجا وألبرت لديها فيضانات تاريخية وغير مسبوقة، وأنا أعلم ذلك لأني أعمل مع أوغندا وتنزانيا وخاصة أوغندا بشأن إدارة هذه الفيضانات”.

واستكمل: “إذاً فقد شهد العام الماضي وهذا العام وربما لأعوام أخرى قادمة فيضانات بشكل أكبر وملحوظ، لهذا فإذا كانت هناك اتفاقية مبرمة -طبقاً لما ذكرته بأنه تكون عملية الملء عندما يكون الفيضان عالي- لكانت إثيوبيا تمكنت من ملء السد أسرع مما اقترحوه لكن هناك شك في ذلك .. إذاً عدم وجود اتفاقية يؤذي مصالح إثيوبيا و كذلك مصر والسودان كدولتي مصب”.

استطرد قائلاً : “الشيء الآخر الذي أريد أن أقوله بشأن الملء أنه ربما يكون هناك سوء تفاهم حيث ان إثيوبيا ترغب في ملء السد حتى أخره في وقت محدد وهنا أجد صعوبة في هذا الشأن لان ملء السد مرتبط بإستراتجية تنظيم عمل السد.

واقترح الخبير عدة طرق بديلة لحل أزمة الملء قائلاً : ” اقتراحي بأن هناك طريقة بديلة لفعل ذلك وهو أن يتم ملء السد عندما يكون الفيضان فوق المتوسط واعتبار أن الملء قد تم عندما يتم عملية ملء متزامن في كافة أماكن التخزين علي النيل الشرقي وأن تكون كلها في مستوى واحد، ومن هناك نعود لإستراتجية التنظيم بكافة تفاصيلها الفنية وهي موجودة ومقترحة وتبدأ حينها المنظومة في العمل دون اي خطاً .. وبالتالي فلا حاجة لتخزين 60 أو 74 مليار متر مكعب في إثيوبياً إذا كان هناك جفاف لان مصر في هذه الحالة ستتلقى ضربة كبيرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي وهذا غير مقبول وغير عادل .. إذاً علينا أن نملأ السد عندما يكون الفيضان فوق المتوسط وأن تقف عملية الملء عندما نصل لنفس المستوى الخاص بملء الخزانات الأخرى في السدود الأخرى”

وأوضح الخبير الدولي في رده على سؤال الحديدي حول تأثيرات طول أمد المفاوضات وإمكانية التوصل لاتفاق من عدمه في ظل تعنت الجانب الإثيوبي في المفاوضات أنه يعلم كخبير أن عملية التفاوض محبطة بعض الشيء لكافة الأطراف المعنية مبيناً أنه يعتقد أن مشكلة المفاوضات تكمن في وجود سوء تفاهم بشان البيانات الفنية وربما بحسب وصفه يعود ذلك الإحباط بسبب عدم وجود ثقة بين الأطراف قائلاً ً : ” الأمر محبط بعض الشيء وأنا أعرف أن العملية التفاوضية محبطة لكل الدول المعنية ، والمفارقة هنا أنني أرى أن هناك إجراء واضح لملء الخزان وتنظيمه بشكل مقبول وعادل فنياً ومفيد للجميع . لذلك فإنني أعتقد أن مشكلة المفاوضات تكمن في سوء التفاهم بشأن البيانات الفنية وربما كان هناك عدم ثقة بين الأطراف .

وتابع:”بالتالي فالأمر الأول الذي يجب أن نفعله هو أن نصل لطريقة يمكن من خلالها بناء الثقة على المستوى الفني و التشارك في الآراء والاتفاق على بعض المعلومات والبيانات وأن يتم معرفة المنظومة بأكملها ثم الانتقال إلى المستوى السياسي لننظر إلى المشكلة ونحاول أن نحقق تقدم . وأعتقد أنه علينا أن نوسع عملية التفاوض فيجب أن تكون هناك مشاركة من قبل محكمين حقيقيين مستقلين ومحايدين وخبراء بحيث تكون المعلومة متوفرة للجميع و يتم تفهم مصالح الأطراف المعنية بشكل كامل وبالأخص النقاط ذات الحساسية النقطة الايجابية من وجهة نظري- وأنا على اتصال بكل دول النيل- انه يوجد طريق للمستقبل إذا ما اتفق الجميع و بوضوح على البيانات والمعلومات المتاحة”.




فيديو



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى