تقارير و تحقيقات

أجنة أطفال الأنابيب ما زالت تنتظر قرار النيابة لظهور نتيجة DNA

أحمد علي “38 ” عاما متزوج من” مروة” 38 عاماً، ويسكنا في منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، حيث ظل الزوجين أكثر من 12عاماً محرومين من كلمة بابا وماما، ومع كثرة زيارة الأطباء استقر بهما الحال داخل مركز “س” الطبي لأطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي، وهذا المركز كان الأنسب لمقدرتهما المالية في إجراء الفحوصات الطبية التي يطلبها الأطباء، وبمثابة فرصة ذهبية لهما من أجل الحصول على لقب بابا وماما.

العوض الجميل بعد 12 عاماً

شعرت الزوجة “م”، بأعراض الحمل بعد اتمام الفحوصات الطبية مع أطباء المركز “س”، المتخصص في عمليات الحقن المجهري لأطفال الأنابيب، وعندما تأكدت من الحمل لم تسعها الدنيا من الفرحة، وركضت نحو زوجها لتزف إليه ذلك الخبر السعيد، وبعد 9 أشهر عوض الله صبرهم بطفلة جميلة كانت بمثابة الدنيا وما فيها.

خيانة الأمانة.. تفاصيل مرعبة داخل مركز للحقن المجهري بالقاهرة

نجاح عملية التلقيح الصناعي الأولى لأسرة الخانكة، جعل المركز “س” المتخصص في أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي يخبر الزوج أحمد علي، بأن الملف الطبي يثبت وجود 6 أجنة، منهم 3 أجنة محفوظة داخل أنبوب و 3 أجنة أخرى كل جنين منهما محفوظ داخل أنبوب آخر، يتم حفظهما داخل المركز بعدما تقوم الأسرة بدفع مبلغ سنوي من المال نظير حفظ هذه الأجنة، وذلك في حال رغبة الأسرة في الأنجاب مرة أخرى يتم استخدام هذه الأجنة في عملية التلقيح.

ظل الزوج المجني عليه ” أحمد علي” يدفع مبلغ سنوي من المال للمركز نظير حفظ الأجنة، وحصلت « اليوم » على نسخة من إيصالات الدفع بتاريخ ديسمبر 2020، وفي 11 ديسمبر عام 2021 تواصل المركز مع أسرة المجني عليه من أجل تذكيرهم بموعد التجديد السنوي لتخزين الأجنة، وعندما ذهب الزوج لمقر المركز، الذي أخبره بأنه أثناء إجراء عملية التلقيح الأولى للزوجة فإن إحدى الأنبوبتين تلفت، وبناء عليه تم تلقيحها بالأنبوب الآخر، وبالتالي لم يعد لها أي عينات محفوظة في المركز، وهذا يتناقض مع تأكيد الطبيب المعالج أن هذه القصة غير صحيحة، وأن المركز طالبهم بعد العملية الأولى بسنة بدفع الاشتراك السنوي لتخزين الأجنة، كما أن أسرة المجني عليه تملك تقريرًا طبيًا يؤكد أن لها 3 أجنة مخزنة في المركز، والمركز أثبت في تقاريره أن تلك الحالة ليست لها أي أجنة.

طبيب التخدير يكشف الكارثة

كشف الدكتور « جندي جرجس جندي» استشاري التخدير بالمركز لما يقرب من 25 عاما، لأسرة المجني عليهم أحمد علي وزوجته، بأن الأجنة التي ادعى المركز بأنها تلفت أثناء العملية الأولى غير صحيح، وأن تلك الأجنة حصلت عليها أسرة أخرى في محافظة الشرقية لصالح سيدة لم تنجب، والتي اعتقدنا أن حالتها مشابهة لأسرة الخانكة، من حيث الحرمان من الأطفال لفترة طويلة من الزمن، وأنهم يتشبثون بالطفل لهذا السبب.

” اليوم” تواصلت مع الطبيب « جندي جرجس» الذي أكد على صحة الواقعة

تواصلت جريدة « اليوم » مع الطبيب جندي جرجس جندي، استشاري التخدير بالمركز سابقاً وعن صحة الواقعة قال: لقد اكتشفت هذه الواقعة بنفسي، كما تواصلت مع عدد من العاملين بالمركز للتأكد من صحة الواقعة، وبالفعل أكدوا بحدوث الواقعة، لكن طلبوا عدم إدراج أسمائهم في أي تصرف سيقوم به، ونصحوه بالبحث عن “أسرة الشرقية” التي تم محو أي وسيلة تواصل معها، وحتى عنوانها، وهو الأمر الذي تم محوه أيضًا بالنسبة لملف “مروة”، مضيفاً بأنه من الطبيعي أي مريض يتم تسجيله في الملفات الإلكترونية الخاصة بالمركز يجب كتابة عنوانه ورقم هاتف للتواصل معه.

محضر نيابة النزهة وإقرار أحد العاملين بالمركز الطبي في القضية رقم 5386 لسنة 2023 إداري النزهة

حصلت «اليوم» على محضر نيابة النزهة في القضية رقم 5386 جنح إداري النزهة ضد مركز ” س” الطبي، وكذلك على الطلب المقدم لنقابة الأطباء من المحامي بالنقض أحمد عطية، وكيلاً عن المجني عليه أحمد علي عبد الرحمن وزوجته، في القضية المطروحة إعلاميا بقضية “خيانة الأمانة”داخل مركز للحقن المجهري بالقاهرة، وكذلك إقرار شهادة أحد العاملين بمركز “س” الطبي المقدمة للنيابة العامة والنقابة العامة لأطباء مصر، والذي يفيد بقيام المركز بالسرقة والأتجار ( عمداً ) في أجنة أطفال الأنابيب الخاصة بالمجني عليه وزوجته ” أسرة الخانكة” وتم بيعها وزراعتها داخل رحم سيدة أخرى ” أسرة الشرقية” مما نتج عن ذلك أن الأسرة سارقة الأجنة أنجبت طفلاً (اسم الطفل مالك)، وذلك بعد زراعته وهو عمره 5 أيام في رحم ليس برحم أمه بما ينافي الشرع والقانون وأداب المهنة ويؤدي إلى اختلاط الأنساب.

أبنها وُلِد من رحم أمرأة أخرى.. معاناة أسرة الخانكة تنتظر نتيجة البصمة الوراثية DNA

دراما مؤلمة تسبب فيها مركز طبي للتلقيح الصناعي لأطفال الأنابيب بحي النزهة لأسرة بسيطة ظلت 15 عاما تحلم بسماع كلمة « بابا وماما» ورغم أول فرحة لهذة الأسرة المقيمة بمنطقة الخانكة- محافظة القليوبية، إلا أن الأسرة تفاجئت بسرقة اجنتها وزراعتها داخل رحم امرأة أخرى ” أسرة الشرقية” والتي تحلم هي الأخرى بسماع كلمة ” بابا وماما”؛ وهذه القضية تسمى قضية اختلاط الأنساب وخيانة الأمانة رقم 5386 إداري النزهة لعام 2023، والمتسبب فيها مركز طبي متخصص في عمليات الأنجاب والتلقيح الصناعي، حيث هدفه التربح المادي، دون أن يراعي مواثيق شرف المهنة وأعراف الدين والقانون في نظام المجتمع، متسبباً في خلق وإثارة حالة من الجدل وإثارة الفتن بين أبناء المجتمع المصري.

لو الزوج اكتشف حصول زوجته على بويضات حقن مجهري من سيدة أخرى القانون بيقول إيه؟

قال المحامي شعبان سيد في تصريحات خاصة لموقع وجريدة « اليوم الإخباري » : ” المشرع اعتبر الزوجة والطبيب وقعا فى جريمة “حظر زرع الأعضاء” المتسبب فى خلط الأنساب.. والعقوبة تصل للسجن 7 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه وعقوبة للطبيب بإلغاء مزاولة مهنة الطب وكذلك إغلاق المنشأة الطبية محل الواقعة، حيث وفقا للمادة 45 من لائحة آداب مهنة الطب :” لا يجوز إجراء عمليات الإخصاب المساعد داخل أو خارج جسم الزوجة إلا باستخدام نطفة زوجها حال قيام العلاقة الزوجية الشرعية بينهما، كما لا يجوز نقل بويضات مخصبة لزرعها في أرحام نساء غير الأمهات الشرعيات لهذه البويضة.

وتطالب أسرة” الخانكة” المكونة من الأب أحمد علي عبد الرحمن وزوجته، القضاء المصري المتمثل في النائب العام والنيابة العامة، ونقابة الأطباء بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية نحو الواقعة المبينه بصدر طلبهم في إثبات نسب الطفل إليهم ” أسرة الخانكة” عن طريق مطالبة محكمة النزهة الجزئية بتوجيه ومطالبة أسرة الشرقية “المشكو بحقها ” بعمل إجراء تحليل البصمة الوراثية DNA في مصلحة الطب الشرعي، وذلك وصولاً لوجه الحق في البلاغ، وكذلك لأنهاء الجدل حول هذه الواقعة وبرجوع الحق لأصحابه.

محمود حسن محمود

صحفي بجريدة اليوم،حاصل على بكالوريوس الإعلام وتكنولوجيا الاتصال من جامعة جنوب الوادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى