عرب وعالم

الدبيبة يواصل سياسات تأجيج الأزمة في ليبيا

تؤكد جميع المؤشرات الأمنية والسياسية الليبية أن المشهد الليبي يتجه نحو مزيد من التعقيد لا سيما إثر تمسك رأسي السلطة التنفيذية، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة والحكومة الليبية بقيادة فتحي باشاغا، بسدة الحكم.

وعاد المشهد الليبي لما كان عليه قبل توقيع الاتفاق السياسي في جنيف عام 2020، من حكومتين متنازعتين وانقسام مؤسساتي جديد وتهديدات بالحرب، وذلك لأن الفئة المسيطرة على طرابلس تعمل بإرادة جهات خارجية وتقود ليبيا بغض النظر عن إرادة الليبيين، ومفاهيم الدولة غائبة عنها، ومن يحكم الآن هم قطاع طرق وخارجون عن القانون، وجاء ذلك بسبب احتكار مفهوم الدولة ومؤسساتها في العاصمة.

وعبد الحميد الدبيبة، هو أكبر مثال على ذلك، انتخب في مؤتمر جنيف العام الماضي، كشخصية هدفها الأول والرئيسي الوصول بالبلاد إلى الانتخابات، وهذا الهدف تم تحديد موعد له في 21 ديسمبر 2021، وهو ما فشل به رئيس الحكومة بشكل ذريع، ولا سيما أنه بنفسه من عرقل هذه الانتخابات بإثارته الجدل والخلافات بترشحه فيها بشكل مناف للقانون.

وعاود الدبيبة الكرة كسابقه، رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، ووقع اتفاقية مع تركيا منتصف الشهر الماضي، ما أشعل الساحة السياسية في ليبيا وزاد من اضطراب وقلق محيطها الإقليمي، خصوصاً في شقها المتعلق بمنح امتيازات جديدة لأنقرة في قطاع الطاقة والترسيم البحري، وبدأت كل الأطراف المعارضة لها في الداخل والخارج في التحضير لمواجهة هذه الاتفاقية، ما دفع بسيناريو حرب الوكالة بالأفق وزاد من تهديدات انهيار اتفاق وقف اطلاق النار.

عبث الدبيبة بأقدار الشعب وبثرواته، وتضارب مصالح الدول الغربية، يعتبران عاملان أساسيان في امتداد هذه الأزمة، فتركيا على سبيل المثال، أصبحت الآمر الناهي غربي ليبيا، منذ أن بنت قواعد عسكرية وأرسلت مرتزقتها السوريين ختمتها باتفاقيات التعاون مع الدبيبة التي سمحت لها بوضع يدها على الثروات الليبية بشكل كامل.

ومعظم الليبيين باتوا يدركون أن الغرب الذي صمم ونفذ أزمات المنطقة لديه العديد من المصالح في بقاء الوضع متأزماً كما هو الآن، وهدف المشروع الغربي المعلن من وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس منتصف التسعينيات، كان نشر “الفوضى” التي يستفيد منها الغرب بتعزيز نفوذه في المنطقة واستفادته من ثرواتها.

المشهد الليبي يزداد تعقيدًا بسبب اتفاقيات وسياسات تمنح صلاحيات واسعة لدول غربية، فمهما كان الجدال السياسي الداخلي قويًا، لا يجب أن يتعدى ذلك ويجذب مستعمرين وأجانب لبسط نفوذهم وهيمنتهم على البلاد، وهو ما قام به عبد الحميد الدبيبة.

ولهذا اتنفض قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ووجه خطابًا أكد فيه بأن معركة فاصلة أصبحت قريبة لدحر “المستعمر” بحسب قوله، ووضع حد للعملاء الذين باعوا وطنهم وشرفهم من أجل السلطة والمال.

فهل نجح عبد الحميد الدبيبة بدفع البلاد نحو ويلات الحرب من أجل تحقيق طموحاته الشخصية؟، وهل سنشهد معركة ساخنة قريبًا؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى