تقارير و تحقيقات

بالفن هنوصل.. إعادة هيكلة “مجراية” في ثوب جديد بملوي

إنتشرت الصروح الثقافية في صعيد مصر بشكل ملحوظ، في السنوات الاخيرة، وإن دل ذلك فهو يدل على مدى الوعي والإدراك لدى اهالي وشباب الصعيد، وذلك ليس بجديد عليهم، فالصعيد خرج العديد من المثقفين الذين تركوا بصماتهم في مصر وصنعوا تاريخها وحضارتها ولا سيما العالم اجمع، وعلى رأسهم عميد الادب العربي، الدكتور طه حسين.

نقلة حضارية:

“مجراية” واحدة من الصروح الثقافية بمركز ملوي التابع لمحافظة المنيا، تم افتتاحها اليوم في ثوبها الجديد، فمنذ ان بدأت احتضنت محبي الفنون والثقافة والأدب، والذين آمنوا بقدراتهم وأفكارهم غير مبالين كونهم يقطنون صعيد مصر، في وسط يعج بالسطحية والرجعية الى حد ما.

أنشطة فنية حديثة:

قال حمادة زيدان مؤسس مجراية، ان التجديدات سوف تكون على مستويات عديدة ومنها، مركز للفنون البصرية لأول مرة في صعيد مصر، لعرض اللوحات والمنحوتات، وتثبيت نشاط المسرح بعروض منتظمة، موضحا أن نشاط الأطفال سيكون دائم بشكل كبير، ومنتجاتهم تتم بعروض مسرحية وبصرية، فالأمر كله يشمل على بناء فرق مسرحة بمدينة ملوي، لإعطاء مساحة كبيرة للموهوبين.

يضيف مينا يُسري مدير مجراية، عندما بدأت مجراية كانت مساحتها صغيرة، ونظرا لندرة الفاعليات بمدينة ملوي، توسعنا ليضم المكان اكبر كم من الانشطة والفاعليات الثقافية والفنية بها، وإتاحة الفرصة لعدد كبير من الموهوبين، وابرازهم وتقديمهم لمجتمع من الفنانين اسوة بالمحافظات الكُبرى، مؤكدا ان هذه الفكرة هي الاساس لإعادة هيكلة مجارية، لتكون مكان لنواة منتجات فنية وثقافية من الصعيد في المستقبل.

إحياء ذكرى النخب الفنية:

استطرد، ما يُميز حدث إعادة هيكلة مجراية، هو تكريم مجموعة من رواد ملوي في الفنون والثقافة، والعمل المجتمعي، وهم المخرج المسرحي رأفت ميخائيل، وعنايات بولس الناشطة المجتمعية، والمؤرخ محمود السبروت، الذي أرخ وكتب تاريخ شوارع مدينة ملوي العريقة.وفريق مجراية شركاء النجاح الذي شارك في بناء مجراية منذ بدايتها، ومنهم من اشتغل بالمسرح واخرون بالفنون البصرية، والانشطة الفنية للأطفال.

هذا جانب الفقرة الموسيقية لفرقة مجراية، وعرضا مسرحيا بعنوان كونكت فور بطولة الممثلة المسرحية مرام وإخراج كيرلس صابر، وهو عبارة عن مولو دراما عن بنت الصعيد، والقضية النسائية من وجهة نظرها، الى ان تخطت كل تلك الصعوبات والمعوقات التي وضعها المجتمع امامها، موضحا انه سوف يتم عمل ورش للإنتاج السينمائي والفني، بمحافظة المنيا بوجه عام، للهواه بميزانيات قليلة او جلب ميزانيات من المؤسسات الكبرى، كل ذلك بإتخاذ الاجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.

أعمال تستحق التكريم:

اوضح محمود السبروت مؤرخ مدينة ملوي، ان النشاط الثقافي والفني قديما كان يقتصر على هيءات وقصور الثقافة، ولكن وجود شباب واعي ومُثقف خلق مؤسسات خاصة بالثقافة والفنون بعيدا عن المؤسسات الحكومية، وكانت مجراية ضمن هذه المؤسسات النشطة الصامدة المتميزة، رغم عدم توافر الممولين.

اكد رأفت ميخائيل مخرج مسرحي، سعدت بالتطوير الذي احدثته مجراية في الفترة الاخيرة، وفوجئت بتكريمي الليلة كأحد رواد المسرح بالمنيا، وفي الايام القادمة سنرى مجالات متعددة بمجراية، على يد مؤسسيها، وذلك لصالح المحافظة بشكل عام وليست ملوي وحسب، منوها ندعو جميع المُثقفين والذين لديهم حس فني، بالمشاركة في تطوير المؤسسات الثقافية بالصعيد، لتقديم نفسه وسيجدون بمجراية من يرعاهم ويعتني بهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى