غير مصنف

عبدالراضي الزناتي يكتب ..لا أحد يغادر الثالثة

ساقتني الأقدار خلال الأيام المنصرمة، أن أتعامل مع أكثر من مؤسسة حكومية مختلفة بين مكتب للعمل أو التأمينات أو مبني الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو».

وبين كل هذه المصالح المختلفة والطلبات المتعددة، كان هناك عامل وحيد مشترك هو أنه لا أحد يغادر الساعة الثالثة.

والساعة الثالثة هنا عزيزي القارئ، المقصود بها وقت الانصراف للكثير من الموظفين والعمال بالجهات الحكومية المختلفة.

تعمدت في هذه المدة أن أذهب تلك الأماكن في مواعيد مختلفة ما بين الساعة الواحدة والنصف إلي الساعة الثالثة، وهي أخر ميعاد لخروج الموظفين من مكاتبهم، فتارة ذهبت إلي العمل الساعة الواحدة وسألت عن بعض الموظفين فرد علي أحدهم، أنهم  يغادرون الساعة التاسعة أو العاشرة صباحًا علي أقصي تقدير.

نعم عزيزي القارئ الساعة العاشرة علي أقصي تقدير، وعندما سألت عن السبب رد علي قائلًا «هؤلاء وظيفتهم التفتيش عن الأماكن المخالفة نتيجة بعض البلاغات المقدمة من المواطنين ضد هذه الأماكن، فهم يغادرون مبكرًا للحاق بهذه المؤسسات وأصحابها»، وكان ردي عليه أنه من الطبيعي أن يكون أخر متواجدًا في المكتب؛ للرد علي استفسارات بعض المواطنين أيضا، فبادرني برد صادم «ابقي تعالي بدري يا بيه».

غادرت هذا المكتب وبعد الوصول لرقم أحد الموظفين في هذه المكتب نسقت معه وتقابلنا في الموعد المحدد صباحًا قبل أن يغادر المكتب كالعادة، دون أن يقتنع برأيي حول ضرورة تواجد أحد في المكتب بصفة مستمرة لقضاء حوائج الناس.

تركت المصلحة الأولي وتوجهت حوالي الساعة الثانية إلا عشر دقائق للحاق بأحد مكاتب العمل؛ لتقديم طلب ما بخصوص بعض الأوراق والمفاجأة أنه لا يوجد موظفين؛ لأن ميعاد الانصراف الساعة الثانية «تنويه ممكن تمشي اتنين إلا عشر أو واحدة ونص».

اللقاء الثالث مؤسسة حكومية محترمة تخاطب الناس ليلًا ونهارًا وتدعوهم إلي العمل للنهوض بالمجتمع والوقوف مع البلد، وكان ذلك الساعة الثالثة، فكان الرد علي طلبي «ابقي تعالي بدري شوية مينفعش تيجي الساعة 3مين هيمشي أساسًا في ميعاده».

الصدمة أنني ذهبت الساعة الثانية في اليوم الثاني، وانتظرت طويلًا حتى جاء أحد الموظفين لتسلم طلبي نظرًا لرحيل صديقه

رحلت عزيزي القارئ من كل هذه المصالح الحكومية والمؤسسات التابعة لدولتنا المحروسة، وقد تملكني يقين وإيمان تام أنه لا أحد يغادر الساعة الثالثة!!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى