تقارير و تحقيقات

«صلاة وقرابين للمقام».. «اليوم» من داخل «سيدي عتريس لجلب العريس»

إسراء عبدالفتاح وجهاد علي

لا تخلو محافظة في مصر، إلا وبها ضريح أو مقام، يأتي إليه المحبين من الأماكن المجاورة، يتبركون به وينفقون الأموال ويقدمون الهدايا، أملًا في تحقيق نواياهم وتفريج كروبهم.

ويعد الشعب المصري، الأكثر حبًا لأضرحة آل البيت والأولياء وغيرها، عن باقي الشعوب، ما يجعل الأعداد تتوافد يوميًا على هؤلاء هذه المساجد، وما يفسر ذلك الملايين التي تجمعها وزارة الأوقاف من صناديق النذور.

لكن الأمر بدى مغلوطًا عند البعض، عندما استخدموه في أغراضٍ أخرى، فتحولت ساعات مساجد آل البيت والأولياء إلى ما يشبه الدجل والشعوذة والتسول بحجة البركة والنفحات والصلاة إلى الضريح والتمسح فيه.

وفي التقرير التالي، زارت عدسة «اليوم»، العديد من الأضرحة، في محافظة القاهرة، وتجولت فيها للوقوف على ما يحدث بداخلها.

سيدى عتريس

«يا سيدي عتريس، هات للبت عريس»، هكذا تعالت أصوات النساء طالبين من صاحب المقام أن يرزق بناتهم شريكًا في الحياة.

فعند دخولك إلى مسجد السيدة زينب، تجد ضريح يرجع لخادم المسجد، السيّد العارف بالله محمد بن أبي المجد القرشي المعروف بـ«سيدي محمد العتريس»، والذي سُمى بإسمه بعد وفاته، حيث ذكر أحد المتواجدين هناك أن «سيدي عتريس» مات في أواخر القرن السابع الهجري، فدفن بالجهة البحرية من مقام السيّدة زينب.

فما أن تقترب من المقام المحاط بالزجاج وتتأمل فيه، تجد أموالًا وصورًا لأطفال وشباب وفتيات، يعتقد واضعيها أنه بذلك سينال ما يريد.

مقام السيدة زينب

أما في ساحة مسجد السيدة زينب، تجد السيدات متجمعات حول الضريح، إحداهن منهمرات في البكاء، لتنال بركته بلمسه وتسأله التوسل إلى الله أن يسامحها، أو أن يرزق أولادها الرزق.

«مدد يا ستنا مدد.. نظرة أنا جيالك من آخر الدنيا»… صيحات تسمعها عند جلوسك داخل مقام السيدة زينب، تُصدر من سيدة عجوز معها باقة من الورود وتقترب من الضريح تقبله بلهفةٍ وتدخل إليه الورود.

نفحة لحارث الأحذية

وعند انتهاءك من جولتك داخل ضريح السيدة، والخروج منه، يتوجب عليك أن تدفع لحارس الأحذية «نفحة» على حد قوله، وعند سؤاله عن المغزى من دفع الأموال يجيب: «هو هنا كدا عشان تخرج لازم تدفع».

دفع الأموال على أبواب الأضرحة لم يقتصر على ضريح السيدة وحسب، بل عن كل مقام تدخله يُطلب من مالًا للحفاظ على حذائك، فضلًا عن الأموال التي تدفعها عند الدخول إلى دورات المياه.

مقام سيدي علي زين العابدين

وفي حي السيدة زينب، تجد مسجد سيدي علي زين العابدين، وبداخله مقام سيدنا على زين العابدين، ابن الإمام الحسين، رضي الله عنهم، ويوجد بداخل الضريح كتب مستحدثة موضوعة على عتب من الرخام حوله إفريز خشبي من الزخرفة ومنطقة مستطيلة تحوي النص التأسيسي.

الورد المبارك

اعتاد زائري المساجد والأضرحة، أن يأتوا إليها حاملين الورد، ثم يتركوه في الضريح، على أمل أن يكون هذا الورد إلى صاحب الضريح، ولكن ما حدث أن أحد العاملات طلبت من زائر للمقام أن يقفز ويأتي بباقة الورد، ففعل ذلك وقام بتوزيع الورد على الواقفين، قائلًا :«الورد المبارك».

مقام السيدة عائشة

تحولت ساحة مسجد السيدة عائشة إلى ميدان للتسول، على عكس ما كان يعتقد بأنه ملجئًا للزاهدين، وحصن الباحثين عن السكون في وسط الزحام.

فالمسجد أصبح محاطًا بالمحال التجارية والمطاعم الشعبية والباعة الجائلين والزحام والكبارى فضلًا عن سوق السيدة عائشة، وموقف السيارات.

وعن إحدى المفارقات التي تحدث داخل مقام السيدة، جاءت سيدة تحمل رضيعها وقامت بالمسح على أبواب الضريح، ومن بعدها مسحت على الرضيع، أملًا منها في تحصين الرضيع من الشر والأذى.

أطفال ينهجون نهج أبائهم

لم يكن كبار السن فقط هم الذين يترددون على المقامات طالبة التوسل إلى الله، بل وجد أطفال يقفون على أعتاب ضريح السيدة عائشة، ينتهجون نهج أبائهم، في طلب توسل إلى السيدة، لأن يحقق لهم ما يتمنوا، على حد قولهم.

شاهد الفيديو..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى