تقارير و تحقيقات

مكاسب بالجملة من استضافة مونديال اليد

يارا أشرف
أسدل الستار على مونديال كرة اليد الذي استضافته مصر خلال الفترة من ١٣ إلى ٣١ يناير، لكن البطولة التي انتهت مبارياتها بفوز الدانمارك باللقب على حساب السويد، دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، فلم تكن البطولة كغيرها من البطولات التي سبقتها في اللعبة او حتى كرة القدم، وبالتالي حققت مصر مكاسب بالجملة من وراء تصدرها للتنظيم.

“اليوم” تابعت البطولة ورصدت العديد من النقاط المضيئة التي تعكس التفوق المصري في التنظيم والمكاسب التي جنتها مصر.

أول النقاط تمثلت في التحدي الذي خاضته مصر بشجاعة تحسب لها ففي الوقت الذي توقفت فيه عجلة الحياة في غالبية دول العالم، وألغيت البطولات قامت مصر بتنظيم المونديال الذي شارك فيه ٣٢ منتخبا، ورغم التحذيرات إلا ان التنظيم المصري الذي أبهر العالم بات مثلا يحتذى به في بطولات العالم، لا سيما مونديال الأندية الذي تستضيفه قطر، إذ تم اعتماد نظام الفقاعة التي تحمي اللاعبين وتمنع اختلاطهم مع أطراف أخرى في خروجهم من الفندق إلى التدريب أو المباريات وكذلك فنادق الإقامة التي كانت قاصرة على الفرق.

كما تمثلت مكاسب مصر من التنظيم في إنشاء ثلاث صالات جديدة اولها في برج العرب بالإسكندرية وثانيها في العاصمة الإدارية الجديدة وثالثها في السادس من أكتوبر إلى جانب تجديد الصالة الرئيسية باستاد القاهرة لتبدو المنشآت الرياضية المصرية في أبهى صورة وهو التحدي الذي خاضته مصر مع نفسها في مواجهة كورونا حيث لم يتوقف العمل في الصالات يوما واحدا وكانت جاهزة قبل البطولة بشهور.

حققت مصر أيضاً دعاية سياحية كبيرة لو أنفقت ملايين الدولارات ماحققت مثلها وذلك من خلال ما قام به لاعبوا المنتخبات الأوروبية من نشر صورهم عند الاهرامات وساحل برج العرب على وسائل التواصل الاجتماعي ونشرها في صحف بلادهم كما قام الإعلاميون المرافقون للفرق بنشر صور وفيديوهات في وسائلها الإعلامية.

ولم تكن المكاسب الإنشائية والدعائية ولا التفوق على كورونا فقط مكاسب مصر وإنما انضم إليها المستوى الفني المتميز الذي ظهر عليه المنتخب المصري الذي تفوق على نفسه ونال إشادة الجميع خبراء وجماهير، فالمنتخب المصري قدم واحدة من اقوى مباريات البطولة امام الدانمارك وكان هو الفريق الوحيد الذي لم يهزم إلا بركلات الترجيح بعد تعادل مرتين في الوقت الأصلي والاضافي الذي تكرر مرتين واعتبر الخبراء المباراة نهائي مبكر.

ورغم حالة الحزن الشديد التي انتابت اللاعبين، إلا ان إشادة الجماهير والخبراء خففت من أحزان الخسارة كما جاءت برقية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والتي تضمنت اشادته بالأداء الرجولي للاعبين في المباراة لترسم بسمة على شفاه اللاعبين
وكما كانت البطولة الأولى التي يشارك فيها ٣٢ فريقا فأنها الأولى أيضا التي لم تقم فيها مباريات ترتيب المراكز وتم اعتماد نقاط كل فريق في البطولة وبالتالي حل المنتخب المصري في المركز السابع.

وكان يوم الختام رائعا بعدما حسم المنتخب الدانماركي اللقب لصالحه بعد فوزه على السويد استسلم لاعبوا السويد الميداليات من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة وتسلم لاعبوا الدانمارك كأس البطولة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء.

وعقب البطولة وجه الدكتور أشرف صبحي التحية والتقدير والشكر للرئيس السيسي مؤكدا في تصريحات خاصة لليوم أنه لولا دعم الرئيس اللامحدود ومتابعته الدائمة الصغيرة وكبيرة واهتمام الدكتور مدبولي بكل تفاصيل التنظيم وإنهاء العمل في المنشآت لما تحقق النجاح ووجه الوزير الشكر لمنظومة كرة اليد من اتحاد لعبة ولجنة منظمة ومنتخب مؤكدا أن ما تحقق لم يكن ليتم الا بتعاون الجميع فضلا عن الدور البارز لكل الوزارات المصرية وخصوصا الصحة وهيئة الاستعلامات.

ووجه الدكتور اشرف صبحي شكرا خاصا للدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد على تعاونه الكبير مع اللجنة المنظمة.

من جهته وجه المهندس هشام نصر رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة الشكر للرئيس ورئيس الوزراء ووزير الشباب والرياضة وإدارة البطولة و كل أفراد المنتخب على ما قدموه من جهد مخلص ليخرج التنظيم بالشكل اللائق باسم مصر.

وأكد نصر على أن رجال اليد كانوا أبطالا بجد واستحقوا تحية الجماهير المصرية وأشار إلى أن سقف الطموح لدى المصريين ارتفع إلى المطالبة الميدالية في الأولمبياد المقبل ان شاء الله.

كما اعتبر الدكتور سعد شلبي استاذ اقتصاديات الرياضة بجامعة المنصورة ان المكاسب عديدة لنصر من وراء التنظيم مؤكدا على أن النجاح لا يأتي صدفة وإنما انعكاس لعمل جاد ومنظم وطموح ومسؤولية وبالتالي وجبت تحية كل من ساهم في التنظيم المبهر.

وأكد شلبي على أن المكاسب تترجم إلى أرقام من خلال الدعاية الكبرى التي حصلت عليها مصرفي كل وسائل الإعلام العالمية وقدرتها على التصدى للتنظيم رغم اعتذارات كل دول العالم عن تنظيم بطولات مماثلة ما يعكس الخبرة والقدرة المصرية وامتلاك أدوات التعامل مع الفيروس والتصدي له وبالتالي ستشجع مصر كل دول العالم على العودة إلى التنظيم وبالتالي منح الرياضة قبلة الحياة.

وعلى الجانب الفني أكد الكابتن جوهر نبيل نجم الاهلي ومنتخب مصر السابق في كرة اليد على أن المستوى كان رائعا والمنافسة ساخنة وأشار إلى أن أبرز اللاعبين في البطولة كانوا حراس المرمى وفي مقدمتهم حارس الدانمارك وحارس مصر كريم هنداوي والطيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى