عرب وعالممقالات

وجهة أمريكية جديدة في ليبيا

بقلم: أحمد أبو عرقوب
هل أصبحت توجد وجهة أمريكية جديدة في ليبيا؟ وإلام ترمي، وما هي تبعاتها؟ إن المتتبع للسياسات الأمريكية تجاه ليبيا، يجد أنها تسعى، ضمن سياسة أوسع، لمنع أي نشاط روسي أو صيني، في عدد من البلدان، وهي أفريقية في معظمها، ومنها ليبيا.
بعد زيارة رئيس المخابرات الأمريكية إلى ليبيا بتاريخ 12 يناير الماضي، و تبعتها زيارة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بتاريخ 19 مارس الحالي، أصبح من الواضح ان الولايات المتحدة تحشد الدعم السياسي و العسكري بهدف توسيع رقعة الصراع مع روسيا.
لقد جعل كلٌ من رئيس المخابرات الأميركية ومساعدة وزير الخارجية للشرق الأدنى ملف مرتزقة فاغنر على رأس جدول أعمالهم خلال زيارتهم إلى ليبيا، وبعد أيام قليلة من زيارة رئيس المخابرات الأمريكية إلى ليبيا صنفت الولايات المتحدة مجموعة فاغنر الروسية “منظمة إجرامية دولية”.
إن الأدبيات الأخيرة التي تخص الإستراتيجية الأمريكية للسنوات العشر المقبلة، ليست وليدة اليوم. بل تعود إلى نحو سنة مضت، ففي الأول من إبريل الماضي، وضعت الولايات المتحدة “إستراتيجية لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار”، وذكرت فيها الدول التي يمكن أن تتسبب في زعزعة هذا الاستقرار، وقالت إنهما روسيا والصين. كما حددت الدول التي يمكن أن يحدث فيها هذا الصراع، ومنها ليبيا.
وحسب مفهومي لسياسة العقوبات الأمريكية، أتوقع أن تطال العقوبات الأمريكية كل الكيانات والشخصيات التي تتعامل مع مجموعة فاغنر. ربما ترى الولايات المتحدة ان الوقت مناسب تماماً لتحجيم نفوذ روسيا الدولي خصوصاً بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها روسيا في حربها على أوكرانيا.
الولايات المتحدة تضغط في اتجاه إخراج القوات الروسية وإنهاء الوجود الروسي في ليبيا، بعد أن كانت تعمل في وقت سابق على تحجيم النفوذ الروسي في ليبيا.
لذلك أعتقد أن خروج مجموعة فاغنر من ليبيا أصبح أولوية لدى الولايات المتحدة وحلف الناتو بشكل عام، إما سلماً من خلال تسوية سياسية قد تكون جزءً من مفاوضات انهاء الحرب في أوكرانيا، أو تنسحب تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن، أو من خلال حرب بالوكالة قد يتم التجهيز لها بتوحيد القوات العسكرية الموجود في الشرق والغرب والجنوب تحت رئاسة أركان موحدة وبإشراف لجنة 5+5 العسكرية، بعد ان يتم منح الأطراف الليبية التي كانت متحالفة مع مجموعة فاغنر الضمانات الكافية لعدم التعرض للهجوم في المستقبل من القوات التركية أو جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى