فن ومنوعات

الناقد أشرف توفيق لـ “اليوم” : رسالة الإمام عودة للأعمال الدينية ونعاني من توليفة السبكي

تساؤلات كثيرة يثيرها تقديم أعمال تاريخية ودينية خلال الموسم الدرامى الرمضانى وكذلك إعادة تقديم أجزاء من أفلام حققت نجاح كبير فى سنوات سابقة تعود لأكثر من عقدين.

وإذا كان أهل مكة أدرى بشعابها فكان حوارنا اليوم مع واحدًا من الأستاذة المتخصيين فى السينما والدراما التليفزيونية ليضئ لنا الطريق ويجيب عن التساؤلات وهو الدكتور “أشرف توفيق” أستاذ النقد السينمائى والتلفزيونى بالمعهد العالى للنقد الفنى باكاديمية الفنون.

نبدأ حديثنا عن دراما رمضان، مسلسل “رسالة الإمام” هو عودة إلى الأعمال الدينية والتاريخية بعد سنوات من الغياب، البعض ينظر إلى هذة الفترة أنها تؤرخ لعصور إستخدام السيف وسفك الدماء فيها كيف ترى ذلك؟

على العكس تمامًا فنحن فى حاجة إلى أعمال دينية مثل مسلسل “رسالة الإمام” والذى يدور عن حياة الإمام الشافعى وهو أحد الائمة الأربعة، واختلف مع من يتحدثون عن إستخدام السيف وإرقة الدماء فهذه الأعمال أعمال تاريخية أيضا ليست دينية فقط تحكى فترة من تاريخ الدول ولا أرى فى ذلك مايعيب.

وماذا عن إستخدام اللهجة العامية المصرية فى مسلسل تاريخي دينى مثل رسالة الإمام؟

العامية لا يجب استخدامها فى الأعمال التاريخية لأن هذه اللهجة العامية المصرية لم تظهر ويتم تداولها بين الناس إلا فى وقت متأخر فتحدث المصريون القبطية ثم العربية الفصحى والعامية المصرية لم تكن موجودة فى ذلك الوقت.

هناك نجوم ونجمات تركوا ساحات السينما وتوجهوا للدراما فى رمضان أصبح هناك تكرار من بعض النجوم لنفس الكاست المشارك معهم من الممثليين بعد النجاح فى العام الماضى فهل يحد ذلك من فرص الآخرين ؟

الفكرة فى العالم كله وليس فى مصر فقط عند نجاح كاست بعينه يتم الاستعانة به مرة آخرى، وهذا الأمر من طبيعة الوسط الفنى للأسف ولكن عندما تابعت ذلك وجدته موجود فى العالم كله فكل فنان وصاحب شركة وكل مخرج له مفضلين لديه فى حالة إذا خلصت النواية وخرجت بعيدا عن المصالح، وإذا تاملنا أعمال أسامة أنور عكاشة سنجد مجموعة كبيرة محببه يقوم بترشيحهم للمخرج.

لكن ليس من الأفضل أن يظهر نفس النجم بكاست جديد حتى لايشعر المشاهد بالرتابة ؟

ليس عيبًا أن يشاهد نفس الأبطال ولكن المعيب أن يتم قولبة ممثل بعينه بنفس الشكل فى أعمال متتالية.

الأعمال الدرامية التى تعرض فى رمضان لاتجد شغف بعد ذلك من المشاهد عند عرضها مرة أخرى مثل أعمال سابقة ليالي الحلمية، اربيسك، لن أعيش فى جلباب أبى والتى مازل يتابعها المشاهد ويظهر ذلك فى تداول الصور على السوشيال ميديا وكأنه عمل حديث ؟

هذا الأمر يتوقف على سببين الأول هو إعادة عرض العمل مرة أخرى فى وقت قريب والسبب الثاني هو الجودة فالاعمال التى ذُكرت قوية جدًا تملك نفس سحر الأفلام الأبيض والأسود والتى لايمل منها المشاهد.

ماهو رأيك فى الأعمال القصيرة والتى تتكون من سبع حلقات وأكثر؟

أنا لست من أنصار أن تكون الأعمال الدرامية طويلة فهى أغراض تجارية فعمل مثل “الراية البيضا” كان يتكون من خمس عشر حلقة ولكنه عمل عظيم مازال يعيش حتى الآن دون مط أو تطويل ولكن الملاحظ فى الأعمال القصيرة التى تعرض على المنصات تشبه بعضها تدور فى نفس الأفكار والسبب فى ذلك أن الكاتب ليس لديه مشروع فكرى فكتابة  السيناريو حرفة سهل تعلمها ولكنه صعب جدًا لأنه يجب أن يكون لديه رؤية خاصة للوجود والإنسان فعند مشاهدة العمل لاتجد رابط يلضم الأحداث بسبب عدم وجود صراع درامى حقيقي والصراع ليس دائمآ بين الأفراد ولكنه يمكن أن فى الأفكار فكل هم من يكتب الأن أن يخلق مشاهد ناهيك إذا كان يكتب كوميديا للأسف الشديد يعتقدون أن الاضحاك فقط عن طريق اللفظ أو الكلمة وهو مايكتب لبعض الشباب الجدد من مسرح مصر ومركز الإبداع أيضا انك عند مشاهدة الفيلم تشعر أنه اسكتش من خلال حبكة واهيه ولكنه من المفترض أن يكون خط وبناء تصاعدى ومشاهد ترتبط ببعضها البعض.

نذهب إلى السينما، ماذا عن رأيك فى ظاهرة تقديم أجزاء من أفلام سابقة مثل “الناظر” و”صعيدى فى الجامعة الأمريكية” وايضا هناك حديث عن تقديم جزء ثانى من فيلم “حريم كريم” ؟

ظاهرة لجوء سينمائيين مرة أخرى لعمل جزء ثاني من الأفلام السينمائية هى ظاهرة جديدة على السينما المصرية، رأينا ذلك فى مسلسلات تليفزيونية عند نجاحها بالرغم من طول الحلقات الممتدة 30 حلقة مثل مسلسل “سلسال الدم” و”ليالى الحلمية” خمس أجزاء وهذا ليس بسبب نجاحها ولكنه مشروع موجود بالفعل لدى كاتب السيناريو فالاصل والقاعدة الصلبة والاساس فى الأمر هو كاتب السيناريو بدليل أن كل أعمال أسامة أنور عكاشة هى إنتاج قطاع التلفزيون إذن هى ليست شركة خاصة أو منتج لديه شهوة التطويل والمط ولكن كاتب كبير مثل  أسامة أنور عكاشة لديه تكمله وحقب على غرار ثلاثية نجيب محفوظ حتى وصل بنا إلى العصر الحديث أو المعاصر وهذا أمر مقبول ومفهوم فى الأعمال الدرامية.

كذلك مسلسل سلسال الدم قُدم فى أربع أجزاء لان كاتب المسلسل مجدي صابر كاتب جيد كان لديه اهتمامات خاصة بصعيد مصر ولا أظن أنه كان فى المسألة استمراء ولكنه كان لديه مايستطيع أن يكمل به.

لكن ظاهرة السينما هذا هو الجديد وأنا اعتقد أنه بالدرجة الأولي إفلاس ليس إفلاس من جانب المخرجين والمنتجين كما يقال ولكنه يبدو أن بعض كتاب السيناريو أصبح ليس لديهم جديد واقول بعض لأن مصر ولادة ومليانة مواهب اعطوهم الفرصة وخرجوهم للنور وهناك طابور طويل من خريجي معهد السينما يستطيعوا ومشتاقين وطواقين لكن يبدو أن المعين نضب عند بعض الكتاب القدامى حتى إذا كانوا شباب.

 والجمهور يعرف أن الكثير من الأفلام فى العشر سنوات الأخيرة منقولة بالكامل من أفلام أمريكية بما فيها الإخراج وهو شئ غريب جدًا وعندما اشاهد واتابع باعتبارى مهتم أو نوع من دراستى عن الأفلام الأكشن لايمكن أن يكون مثل الأمريكى ولكن المنتج والمخرج متصور وهمًا أن المتفرج المصرى يذهب إلى الأفلام الأمريكية فيحاول أن يقدم له أعمال على هذا المنوال فيقدمون عصابات تضرب نار فى الشوارع وسيارات تنفجر ومعيب ذلك عندنا فى عالم النقد أن هناك فى الفن مايسمى القابلية للتصديق أى عند تقديم فن فى سياق مجتمعي وزمني يجب أن يكون مصدق من قبل المتفرج الذى يتابع الأعمال المصرية والامريكية والهندية أيضا والتركية.

ويتم تقديم أعمال سينمائية منقولة لاتتماشي مع واقع المجتمع المصرى من وجهة نظرى أنه ليس فن ولكنه صنعه جيدة وأعمال تجارية ضخمة وأنا شخصيًا لم يستهويني هذا النوع من الإنتاج المصرى.

وهل تعتقد أن ذلك هو سبب فى خفت نجومية هولاء سريعًا ؟

مادام هناك السبكى وأبنائه يخرجون ويؤلفون وكل همهم أن يكون فيلم لطيف وغير مكلف بتوليفة ثابتة الكابرية والراقصة والمغنى الشعبى وهو ماكانت تعانى منه السينما فى الأربعينات وهو شئ لايعيش وليس كما يدعى إنقاذ للسينما ومساعدة أهل هذه المهنة.

ماذا تتمنى للعام الدرامى فى موسم رمضان ؟

اتمنى أن يكون أفضل دراميًا من العام السابق والذى كان لابأس به إلى حد كبير ليس فقط فى جودة الأعمال واختيارها بعناية والضرب على وتر معين وهو إعادة الانتماء وفضح من كانوا يحكمون مصر بستار الدين وليس هذا فقط فقد كان هناك عودة للكوميديا على استحياء من خلال مسلسل خالد النبوى ونتمنى هذا العام أن يكون هناك بسمة فالناس تحتاج فى رمضان إلى بعض الترفيه واميز مالحظته العام الماضى الاستجابة إلى المحاذير وتنبيهات الأعلى للإعلام من عدم الترويج للمخدرات والتدخين والسباب، أنا دائمآ ضد الفن المقيد ولكن يجب أن يروعوا أن هذا شهر كريم ويجب أن يقدم محتوى يناسب ذلك وهو أيضا مايناسب السوق العربية أيضآ فى التوزيع الخارجى.

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى