غير مصنف

خبراء: مصر تتطلع إلى إحياء المشاريع الصغيرة لتحقيق التنمية المستدامة

رمضان وهدان

قطعت مصر شوطا كبير فى التعاون مع كوريا الجنوبية لتطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لديها والذى يعد الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة ومفتاح لخلق فرص العمل للشباب فى البلاد.

وتعتبر مصر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ركيزة أساسية فى إستراتيجيتها للتنمية المستدامة ومفتاح لخلق فرص العمل للشباب فى البلاد.

وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في 26 أكتوبر فى اجتماع لمجلس إدارة وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، “تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة دورا محوريا فى تعزيز دورة التصنيع فى مصر”. وأضاف قائلا: “إن جميع الهيئات الحكومية تحشد جهودها لدعم وتطوير هذا القطاع الحيوى”.

وقالت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة فى مصر يضم 1.7 مليون شركة، تمثل 44.6 فى المائة من إجمالى المؤسسات فى القطاع الخاص الرسمى، ويعمل بها 5.8 مليون شخص.

وكانت هالة السعيد قد قالت فى يونيو الماضى إن “قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة كان من أكثر القطاعات تضررا من تفشى فيروس كورونا”، مضيفة “لقد تسبب هذا الوباء فى نشوء تحديات كبيرة أمام الشركات الناشئة ورجال الأعمال، بما فى ذلك انخفاض المعروض من العمالة بسبب تدابير التباعد الاجتماعى والعمل من المنزل”.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أصدر فى يونيو الماضى القانون رقم 152 بشأن تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، والذى قدم العديد من الحوافز الضريبية وغير الضريبية، فى محاولة لتعزيز نمو قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما خصصت الحكومة مبلغ 8.5 مليار جنيه مصرى (540 مليون دولار أميركى) لإنشاء 13 منطقة صناعية لخدمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

كما نظمت الجمعية معرض تراثنا فى الفترة من 10 إلى 15 أكتوبر تحت رعاية رئاسة الجمهورية من أجل أحياء الحرف التقليدية ومساعدة المصنعين من الحرف اليدوية الصغيرة من خلال فتح منافذ لتسويق منتجاتهم، وشارك أكثر من 600 مُصنّع صغير فى المعرض لعرض منتجات الفن والتراث مثل النحاس والمنتجات الزجاجية والسجاد المصنوع يدويا والأثاث والجلود.

وتعتبر الحكومة المشاريع الصغيرة والمتوسطة قطاعا يعتمد على العمالة الكثيفة ويتسع لأعداد كبيرة من الشباب ويساعد فى خفض معدلات البطالة.

تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة

وقالت بسنت فهمي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية فى مجلس النواب، فى حديث لموقع “المونيتور” “إن المنشآت الصغيرة والمتوسطة ستكون محور تركيز الحكومة فى الفترة المقبلة، فى ضوء الأزمة الحالية التى سببها وباء فيروس كورونا”.

وأضافت “أن للمشاريع الصغيرة والمتوسطة أهمية خاصة فى الوقت الحالى لأن الشباب يمثلون نصف سكان مصر ومن الصعب العثور على وظائف لهم فى ظل تفشى فيروس كورونا والظروف الاقتصادية العالمية الراهنة”.

وأشارت بسنت فهمى إلى أن الحكومة اتخذت سلسلة من الإجراءات لتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما فى ذلك فتح ورش العمل والمصانع الصغيرة فى 17 محافظة من أصل 27 محافظة فى مصر، والتى يمكن أن يستأجرها رجال الأعمال أو يتملكونها، مضيفة “يمكن للشباب المصرى إنتاج الكثير من المنتجات ذات الميزة التنافسية التى يمكن بيعها فى السوق المحلية أو تصديرها إلى الخارج”.

الاستفادة من الخبرات الكورية

وكانت الحكومة المصرية قد تحركت بقوة لتعزيز التعاون مع كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد فى آسيا، واللاعب رائد فى مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وقالت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع خلال اجتماع مع السفير الكورى فى القاهرة، هونغ جين-ووك، فى 6 أكتوبر “إن مصر حريصة على الاستفادة من الخبرات الكورية فى تعزيز قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة”.

وأشارت إلى أن “مصر تتطلع للاستفادة من الخبرة الكورية فى ربط الشركات الكورية بالشركات الكبرى، مما أسهم فى خلق فرص عمل وزيادة اعتماد الشركات الكورية على متطلبات الإنتاج المحلية”.

وقالت وزارة التجارة والصناعة إن حجم التبادل التجارى بين مصر وكوريا بلغ 1.59 مليار دولار فى عام 2019. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن حجم الاستثمارات الكورية فى مصر بلغ نحو 570 مليون دولار فى 181 مشروعا فى مجالات الصناعة والخدمات والبناء والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والزراعة.

وأشارت وزيرة التجارة خلال الاجتماع إلى أن “التجارة الإلكترونية لها أهمية كبيرة خلال المرحلة الحالية، إذ أنها تلعب دورا كبيرا فى زيادة العلاقات التجارية بين مصر وكوريا، خصوصا فى ظل تفشى فيروس كورونا”، واصفا إياه بساحة خصبة لنشاط الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وتعد المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم هى المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادى فى كوريا الجنوبية، وتمثل المشاريع الصغيرة والمتوسطة أكثر من 50 فى المائة من إجمالى الناتج التصنيعى لكوريا وتشكل العمود الفقرى للاقتصاد. ووفقا للبيانات التى قدمتها وزارة الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات البادئة الكورية فان الشركات الصغيرة والمتوسطة فى كوريا تمثل 99 فى المائة من الشركات و89 فى المائة من إجمالى العمالة و38 فى المائة من الصادرات.

التنمية المستدامة

وقال خالد الشافعى، رئيس مركز العاصمة للدراسات والبحوث الاقتصادية، “إن التعاون مع كوريا الجنوبية سيخدم مصر بشكل كبير، حيث يتميز النموذج الكورى بالانضباط والإدارة الكاملة والتعاون بين جميع القطاعات”.

وقال الشافعى فى حديث لـ”المونيتور” إن الشركات الصغيرة والمتوسطة تساهم بنحو 40-50  فى المائة من الناتج المحلى الإجمالى فى بلدان مثل كوريا الجنوبية والصين وفرنسا وألمانيا، وقال “إن الحكومة المصرية تولى أقصى اهتمامها لهذا القطاع نظرا لأن المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم تشكل قوة ديناميكية للنمو الاقتصادى المستدام وخلق فرص العمل”.

وأشار إلى أن الحكومة أنشأت مجمعات صناعية فى معظم المحافظات بهدف إعطاء دفعة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتزويدها بجميع التراخيص والمعدات والتمويل اللازم، فالمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم يمكن أن تساعد فى تحديد مكان الصناعات كثيفة العمالة، والحد من البطالة، وزيادة الناتج المحلى الإجمالى، وزيادة السلع فى السوق المحلية، وخفض فاتورة الاستيراد.

وختم قائلا “يمكن للمشاريع الصغيرة والمتوسطة أن تحقق تقدما فى الاقتصاد المصرى وأن تحقق التنمية المستدامة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى