تقرير

الهدايا وبني غالب قرى أسيوطية ترفض “مذابح الإناث”

كتب / محمد أحمد هادى

بين الفينة والأخرى غالباً ما يثار ملف ختان الإناث، ويظهر على الساحة بفعل واقعة أو حادثة معينة يكون ضحيتها إحدى الإناث المغلوبات على أمرهن بحجة العادة المجتمعية او “مكرمة البنت”، ولا يقتصر الأمر على مجتمع بعينه، فالامر يتغلغل برغم مقومته بين المجتمع في الوجه القبلي والبحري على حد سواء.. “اليوم” تفتح ملف من الملفات الشائكة هو ليس بجديد ولكنه كان دائماً مثار خلاف وهو”ختان الاناث”

فى بعض قرى أسيوط تزوج الفقر جهلاً فانجب عادات ومعتقدات توارثت من الأجداد للآباء وصولاً إلى الأبناء، جيل يسلم جيلاً عادة يقال بأنها جاءت من بلاد الحبشة إلى مصر، وهي محل نقاش وجدال بين أصلها الديني، إلا أن الطب حسم تلك المعركة الكلامية والجدلية في ظاهرة أقرب ما تكون في الوصف بمذبحة “ختان الاناث”.

محرر اليوم توجه إلى قرية الهدايا والتقى بع الاهالي بمركز شباب القرية ليفتح معهم ملف ختان الاناث والزواج المبكر.

الختان بين الموروث الشعبي والأصل الديني

في البداية يقول جمال سيد أخصائي صحافة وخطيب بوزارة الأوقاف: لاتقل ختان ولكن قل مذابح وجريمة ليس له أى اساس علمى أو طبى، “مفيش فى مناهج كلية الطب شي تسمى ختان الإناث هذه عادة وليس عبادة وليس لها حتى اصول فرعونية وربطها بالدين خطيئة”.

ويضيف: بالنسبة لقضية ما يشاع ان الفتاة المختنة أكثر عفة من الفتاة الغير مختنة وعندما تبلغ يكون لها رغبة في الرجال هذا المفهوم في منتهى الخطورة لأنه موضوع متوقف على التربية والبيئة التي نشأت فيها الفتاة وهناك دول عربية كثيرة مثل السعودية والإمارات ومعظم الدول العربية لا تقوم بختان الاناث،، الاعتقادات الشائعة اجتماعيًا أيضًا أن الختان من التعاليم الدينية، سواء الإسلامية أو المسيحية، رغم تأكيد رجال الدين المسلمين والمسيحين على غياب أى نص دينى يدعو للختان ورغم دعوة رجال الدين الإسلامى إلى الامتناع عن ختان الإناث بعد أن ثبت أنه يلحق بها ضررًا نفسيًا وجسديًا.

ويكمل: استناد البعض لحديث الرسول عندما رأى امرأة تدعى أم عطيه وقد كانت تخفض لأنثى فقال لها أشمي ولا تنهكي ] وهذا حديث ضعيف وبالنسبة لي اسميه مذبحة لان الله قد خلق هذا الجزء وهو لا يخلق شيء هباء ولكن الكارثة أن الناس لا تعلم درجات التشريع الصحي فالعرف والعادات والتقاليد هي من تحكمت في هذا الموضوع.

نسبة ختان الإناث من عدمه بالقرية

بالحديث عن نسبة الممتنعين او القائمين بهذا الامر من اهالي القرية، لا يوجد إحصاء رسمي او معرفة بنسبة مئوية للإجابة عن هذه النقطة، لأن الأمر يتم تنفيذه سراً، لكن هناك مؤشر من خلال بعض الصور الحية كرجل بالغ من العلم اقسم على اهل بيته، ومنعهم من القيام بذلك الشئ مع بناته وانا شخصيا بناتى الثلاثة لن أقوم بعمل ختان وزوجتى متفهمة ذلك، ومن خلال منبر اليوم أود أن أناشد اهل قريتي بالتخلي عن تلك العادة “إلى متى نتمسك بالعادات والتقاليد كعبادة الاصنام فالشرع والعرف كقطار السكة الحديد أذا حاد عن القضبان تحدث كارثة وكذلك الشرع او العرف”.

الجهل بخطورته والمخاطرة بالإناث

بدورها أضافت نورا أيوب بيومى مدير مركز شباب الهدايا قائلة: “أتحدث عن نفسى كأم لديها ثلاث بنات وكان فى ذالك الوقت الإطباء يقومون بالختان بشكل عادى وقد قمت بعمل ختان لاثنين من بناتى وكنت لا ادرك خطورة هذه العادة وبعد ذلك قررت الا اقوم بختان ابنتى الصغرى بعد حضور العديد من الندوات بجمعية الطفولة والتنمية”.

وتضيف نورا: قمت بدعوة نساء القرية للمشاركة فى الندوات ومشاهدة الأفلام الوثائقية عن الختان مقابل هدايا عينية، وبدوأ يفكرن فى الأمر حتى انهم قد سالونى ما رايك الشخصي وهل ستقومين بختان ابنتك الصغرى وردك على هذا الموضوع كأم فأجبتها اننى كنت مثلكم فى حيرة من امرى حتى قابلت صديقة لى “مسيحية” متزوجة ولم يحدث لها ختان بشكل شخصى فسالتها هل له علاقة بأى شيء خلال حياتك الزوجية والعائلية فأجابت بالنفي قائلة “لايوجد اختلاف وقد ايقنت انه شيء غير ضرورى ولذلك ندمت على انى قد قمت بختان ابنتي”.


واختتمت نورا حديثها قائلة: رسالتى لأهل القرية هي ضرورة أن نلتزم بالتربية الصحيحة كما ورد فى تعاليم ديننا فهذا يخلق العفة لدى فتياتنا وليس الختان من يخلق العفة.

ومن جهته قال ياسين محمد عبدالله عضو مجلس إدارة بمركز شباب الهدايا، :البعض يرى الختان شرطاً لتمام الاخلاق والدين والبعض يرى عدم الختان اتباع لتعاليم أوربية، وهذه الاراء لاتمت إلى الحقيقة بصلة،، ورغم أن القوانين تجرم هذه العملية، وتعاقب من يرتكبها من الأطباء إلا أن العادة لازالت تغلب العقل والقانون وحقوق المرأة، لتتحول عمليه الختان إلى عبادة قربنها حياة كل انثي مصرية مقابل جنيهات معدودة لطبيب يخون مهنته وأسره تطمئن بذبح مستقبل ابنتها على مذبح الاخلاق رغم حملات رجال الدين والطب والقانون ضد عمليه الختان،، وهناك مؤشر إيجابي فى قريتنا قرية الهدايا حيث بلغت النسبة التقريبية إلى حوالى75 ٪ ممن لايقومون بعملية الختان.

لم يختلف الأمر كثيراً من حيث الرأي المجتمعي في قرية الهديا لقرية بني غالب، حيث طرحنا الأمر على بعض الشخصيات العامة بالقرية أيضاً.

ختان الإناث والذكور من منظور العبادة

محمد على عوض داعية اسلامى قال: ختان الإناث من العادات وليس الشعائر، وما يتعبد به فقط ويعد من الشعائر هو ختان الذكور باتفاق العلماء وان حديث ختان المرأة رُوى من أوجه كثيرة وكلها ضعيفة معلولة مخدوشة لا يصح الاحتجاج بها كخبرٌ يُرجَع إليه ولا سُنّةٌ تُتَّبَع،، وأن هذه العادة تُمارَس بطريقة مؤذية ضارَّة تجعلنا نقول إنها حرام شرعا.

وأوضح عوض إنه بالنسبة للنساء فلا يوجد نص شرعى صحيح يُحتَجُّ به على ختانهن، والذى أراه أنه عادة انتشرت في مصر من جيل إلى آخر وتوشك أن تنقرض وتزول بين كافة الطبقات، ولا سيما بين المثقفين، كما أننا نجد معظم الدول الإسلامية الزاخرة بالفقهاء تركت ختان النساء؛ ومنها السعودية، واليمن والعراق وسوريا ولبنان وشرق الأردن وفلسطين وليبيا والجزائر والمغرب وتونس وعلى من يشككون يجب أن يعلموا أن الفتوى تتصل بحقيقة الواقع، وأن موضوع الختان تغير وأصبحت له مضارُّ كثيرة جسدية ونفسية؛ ما يستوجب معه القولَ بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلافٍ لا مبرر له وإن المطَّلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القولُ بالتحريم.

وقالت سوزان حسين عبدالعال رائدة ريفية أن مذبحة الإناث أو “ختان الاناث” هو ميراث الفقر والجهل من الأجداد إلى الأمهات ولكن أصبح في عصرنا الحاضر فى ظل ارتفاع معدل التعليم والفكر والثقافة وجدنا أن هذا الفعل جريمة ضارّةً على الجسم البشرى قطعًا، دون حاجة إليها شرعًا، ولقد أحال كثير من الناس الأمر إلى الأطباء، وجزم الأطباء بضررها، فأصبح من اللازم القولُ بتحريمها، وأن على الذين يعاندون في هذا أن يتقوا الله وبفضل الله خفض معدلات انتشار ختان الإناث الأعوام السابقة بقرية بنى غالب بنسبة 60% مع العلم ان نصت المادة 171 من قانون العقوبات المصرى رقم 58 لسنة 1937 المعدل بالقانون رقم 10 لسنه 2021، على أن يعاقب بالسجن كل من طلب ختان أنثى وتم ختانها بناء على طلبه على النحو المنصوص عليه بالمادة (242) مكررا من هذا القانون، كما يعاقب بالحبس كل من روج أو شجع أو دعا بإحدى الطرق المبنية بالمادة 171 من هذا القانون لارتكاب جريمة ختان أنثى ولو لم يترتب على فعله أثر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى