تقارير و تحقيقات

«سماره».. مبادرة لحماية الأطفال أصحاب البشرة السمراء من التنمر

سلسبيل إدريس

انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة التنمر في العديد من المجتمعات، وأصبح الفرد القوي يتنمر علي الأخر الضعيف، والغني يتنمر علي الفقير، وامتد الأمر للتنمر علي بعضنا البعض في المظهر والشكل الخارجي ولون البشرة.

وأثرت كثير من وقائع “التنمر” بالسلب علي الأطفال، حتي سقط بعضا منهم ضحايا، وآخرون أصيبوا بالاكتئاب والعزلة، ولعل أشهرهم واقعتي الطفلة إيمان في الإسكندرية، والطفلة بسملة في دمياط.

وفي هذا السياق أطلقت فتاة أقصرية، مبادرة بعنوان “سماره”، والتي تدعم وتشجع الأطفال ذوات البشرة السمراء.

 

جانب من فعاليات مبادرة سمارة

فكرة المبادرة

وقالت لمياء حسين عبدالمطلب، أخصائية صحافة بالمدرسة الزخرفية بالأقصر وصاحبة المبادرة، في تصريح لبوابة “اليوم” إن فكرة المبادرة راودتها أثناء تواجدها بإحدى العيادات لإجراء كشف، وأثناء انتظارها للدخول للكشف، لاحظت أم لطفلتين إحداهما بيضاء البشرة والأخرى ذات بشرة داكنة، فقامت بدورها باللعب من الطفلة الأخيرة، لتجد رد فعل غريب وغير متوقع من الأم، والتي قالت لها(بنتي دى وحشة وعاوزه لها كريمات لتفتحيها)، وقام الأطفال المتواجدون بالمكان بإلقاء عبارات السخرية والتهكم علي شكل وبشرة الطفلة المسكينة، مضيفة أن الفكرة جاءتها لدعم الأطفال الصغار ذوات البشرة السمراء لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

جانب من فعاليات مبادرة سمارة

رد فعل أولياء الأمور

وأضافت لمياء حسين أنها بمجرد إعلانها عن المبادرة عبر صفحتها الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك”، قام الكثير من أولياء الأمور بالتواصل معها، رغبة منهم في انضمام أطفالهم للمشاركة ضمن فعاليات المبادرة، كما قاموا بتشجيعها علي الاستمرار ودعمها معنويا، موجهين لها الشكر والثناء جراء تنظيمها لهذه المبادرة.

وأوضحت مؤسسة مبادرة سماره أن إحدى أولياء الأمور، قامت بذكر واقعة حدثت لطفلتها، جراء التنمر عليها بسبب لون بشرتها الغامق، والتي قال عنها أطفال الشارع حسب وصفهم إياها ب(الطفلة السوداء)، مما أثر بالسلب علي الطفلة وأدي إلي أصابتها بنزيف، كما أثر علي كليتها بسبب حزنها الشديد، مما تسمعه من القول السيئ.

جانب من فعاليات مبادرة سمارهفعاليات المبادرة

وأضافت مؤسسة مبادرة “سماره” أن فعاليات المبادرة عبارة عن تنمية مهارات للثقة بالنفس، وطرق التعامل مع الآخرين، كما شملت الفعاليات الرسم و العزف علي البيانو وبعضا من الرياضة، إضافة للفقرات الترفيهية، فضلا عن تقديم وجبات للأطفال والتصوير معهم، مبينة أن عدد الأطفال المشاركين بالمبادرة وصل إلى 100 طفل، والذين تتراوح أعمارهم ما بين عامين وحتى 12عاما.

جانب من فعاليات مبادرة سمارهدعم كيتا

وأشارت مؤسسة مبادرة “سماره” إلى أن مديرة حضانة كيتا شيماء سليمان، هي الداعمة الأساسية لها، حيث قامت مسبقا بالتواصل معها بعد سماعها عن المبادرة، ورغبتها في تقديم الدعم لها عبر خبراء ألمان متخصصون، وأعلنت مؤسسة مبادرة سماره عن رغبتها في عمل سيشن جماعي للأطفال علي الممشى السياحي بالأقصر.

حلم

وأعربت مؤسسة مبادرة “سماره” عن أملها في أن يعيش الطفل الأسمر حياة كريمة، مليئة بالحب والسلام والأمان، دون أن يتعرض للتنمر أو الشفقة من الآخرين المحيطين به، كما بينت أن وقائع التنمر عديدة ومتنوعة فلا يخلو شارع أو مدرسة أو مكان عام من تلك الظواهر التى تؤثر على الحالة النفسية للأطفال وقد تتسبب فى فقدان الطفل للثقة فى نفسه أو تدفعه للانتحار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى