تقارير و تحقيقات

«مش هسيبها لو هموت» تفاصيل مقتل عمر دفاعًا عن أرضه.. وأسرته لـ«اليوم»: «روي الأرض بدمه»

منار شديد

ما إن علم “عمر.الكومي _15عامًا” من عمه أن مجموعة بلطجية اقتحمت أرضه الزراعية للاستيلاء عليها، وقامت بتزوير عقود وهمية تثبت ملكيتهم، حتى استشاط غضباً وجمع أبناء عمومته وهرول مسرعاً إلي الأرض لحمايتها والدفاع عنها واستردادها من تلك العصابة؛ وما إن وصل الطفل إلي هناك نشبت مشاجرة بالأسلحة النارية وأصيب الطفل برصاصة في رأسه وسقط قتيلاً غارقاً في دمائه ،”قتلوه بالنار وهو يدافع عن ميراث شقيقاته”.

فوجئت أسرة المجني عليه بإصابته بطلق ناري بـ “رأسه” وسقوطه إمام أعينهم أثناء تواجدهم بمسرح الجريمة للدفاع عن أرضهم.

“أول لما شاف ضرب النار وقف خلف سيارة يحمي نفسه ..كان خايف من الرصاص يموته”، بتلك الكلمات المؤلمة بدء “خالد الكومي “عم المجني عليه حديثه لـ”اليوم”واصفاً ذلك المشهد المأساوي مؤكداً أن والد الطفل الضحية توفي منذ 4سنوات تاركاً قطعة أرض زراعية  تبلغ مساحتها 10 قراريط ،كائنة علي طريق المنصورية تجاه قرية ” كفر حكيم “التابعة لمركز كرداسة، مضيفا أن أحد الفلاحين من أهل القرية ويدعي “ماهر عبد العزيز بعرور” قام بتأجيرها لزرعتها مقابل مبلغ مادي بسيط كأجر سنوي .

ويستكمل “خالد”روايته لـ”اليوم” بكل حزن ووجع عن ما وقع لـ “نجل شقيقه” قائلاً:” عمر لدية ثلاث أشقاء بنات وهم ،”ناهد _وبتول_هالة ” وهذه الأرض ميراث لهم من والدهم المتوفي معقباً ” دي أرض زوجة أخويا وأولاده الأربعة ومكتوبة بأسمائهم ومسجله بعقود رسمية”.

ويستطرد قصته كاشفاً تفاصيل الواقعة “يوم الخميس الماضي الموافق 8/10/2020 الساعة 12ظُهرٍا تلقينا اتصالا هاتفياً من أحد الجيران الكائنة بجوار قطعة الأرض لأخبرنا بأن مجموعة من البلطجية ومافيا الأراضي الزراعية متواجدين داخل الأرض، ومعهم عقود وهمية مزورة تفيد بملكيتهم قطعة الأرض وتم وضع يديهم عليها بالقانون.

ويضيف “حضر جميع أفراد العائلة وكان علي رأسهم الطفل الضحية “عمر” لإثبات ملكيته وعلي الفور توجهنا إلي الأرض لحمايتها واستعادتها، مضيفا أن المستأجر أدعي ملكية الأرض ويريد اغتصابها بحجة وضع اليد كونه يستأجرها منذ أكثر من 25عامًا.

وأشار إلى أن نجل المستأجر هو من ساعده في تزوير الأوراق والعقود الوهمية التي تثبت ملكيته  للأرض مؤكداً أنه محامي سابق ويدعى “ناصر ماهر عبد العزيز بعرور”  وتم فصله من نقابة المحامين التابع لها منذ عام 2011 بسبب اتهامه في عدة قضايا نصب شهيرة .

وتابع “أثناء تواجدنا داخل الأرض لحمايتها واستردادها وقعت مشاجرة بالأسلحة النارية بيننا وبين المستأجر ونجله ومجموعة البلطجية التي حضرت لاغتصاب الأرض، وأصيب نجل شقيقي عمر وهو يدافع عن أرضه برصاصة في رأسه وتم نقلة إلي مستشفي دار الفؤاد لإجراء عملية جراحية ولكنه توفي داخل قسم الرعاية بعد إصابته بدقائق مردداً “كانوا مجهزين نفسهم وجايبين سلاح وبلطجية وبيضربوا علينا نار عشوائي ..وإحنا منعرفش أنهم  هيضربونا بالنار طول عمرنا في حالنا مش بتوع مشاكل ومعروفين في القرية بمعاملتنا الحسنة مع أهلها”.

وأردف:” لو كنا نعلم أن المتهمين مبيتين النية لنا ومعهم أسلحة نارية لما ذهبنا إليهم لو كُنا عارفين إنهم هيضربوا علينا نار ويموتوا ابن أخويا مكناش اتجمعنا ووقفنا كنا سيبنا لهم الأرض الدنيا كلها متساويش ظفره”.

ويصمت العم قليلاً لاسترجاع ذاكرته يومها ويتذكر لحظة سقوط نجل أخيه علي الأرض غارقاً في دمائه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويعود لسرد الواقعة بدموعه مرة أخري قائلاً ” لم يتوقف البلطجية عن إطلاق النار عقب سقوط الطفل قتيلاً ولكنهم استمروا دون ذُعر ورحمه.. هرولت نحوه وحملته بين ذراعي ودمائه تسيل علي الأرض التي كان يحميها وتوجهت مسرعاً إلي المستشفي لإنقاذه ولكنه فارق الحياة عقب دقائق من وصوله لشدة إصابته ؛ وحين عُدنا اكتشفنا أن المجرمين فرواً هاربين من جريمتهم خارج القرية”.

في تلك اللحظة المؤلمة التقطت “ناهد محمد ” شقيقة الضحية خيط الحديث من عمها مطالبة برجوع حق أخيها من جميع المتهمين وكل من شارك في قتله واصفة إياه بحسن معاملته مع كل أفراد العائلة وطيب خلقه بشهادة أهالي القرية وأصحابه قائلة” كان بشوش وشهم من صغره..واقف في ظهرنا من بعد وفاة بابا وبيشتغل ويصرف علينا..الكل يشهد بأخلاقه واحترامه.. عاوزين حقه من كل اللي قتلة ،ده طفل بريء معملش حاجة في دنيته عشان يتقتل كده من غير ذنب  كل ذنبه أنة كان بيدافع عن ميراثنا” وحقنا”.

واختتمت “إحنا طول عمرنا عايشين في حالنا ومش بنعمل مشاكل مع حد .. عاوزين حق أخويا بالقانون وهو إعدام جميع كل من شارك في قتلة من المتهمين ، وهم حسن صبري أبو كيله متهم أول رئيسي، وماهر عبد العزيز بعرور متهم ثان وسيد سلامة نائل متهم ثالث ومصطفي مجدي غريب عليوة وصبري معتمد عبد الرحمن القهوي وزاهر حسن البرق وأحمد زاهر حسن البرق وناصر ماهر عبد العزيز بعرور .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى