مقالات

عاطف عبدالعظيم يكتب/ التعليم بين التربية والتطوير

مازلت أتعجب من إصرار السيد وزير التربية والتعليم على إحلال نظام التابلت بالكامل محل نظام التعليم المتعارف عليه فى كل الدول ذات النظام المشهود له بالكفاءة.

ولا أعلم هل سيادته نسى أم تناسى أن التابلت يعلم فقط ولا يربى فالتابلت هو عبارة عن أداة لتزويد الطلاب بالمعرفة العقلية فقط دون أن يقدم تربية متكاملة تهتم بتنمية الشخصية عقليا ونفسيا واجتماعيا وأخلاقيا.

وأجزم أن هذا النظام الذى يدعو إليه معالى الوزير ويلوح لحضور التلاميذ يومان فقط أسبوعيا سوف يقضى على ما تبقى من الهوية المصرية بقيمها معاليك وزير التربية والتعليم وهما شقان متساويان وتقدمت التربية على التعليم لأنه لا تعليم بدون تربية فهل تتنازل عن التربية فى مقابل إنجاح فكرة التابلت.

فى مجتمعنا يا معالى الوزير التربية بالمدرسة والطالب يأخذ ويتقبل من معلمه أكثر من والديه، المعلم هو القائد والمربى وليس ملقن.

إن تجربة جائحة كورونا أثبتت فشل نظامك لم يفتح تلميذ كتاب ولم يتابع على المنصة كما صوروا لك المعلم هو من قام بدور الطالب والمعلم تجنبا للعقاب.

والأبحاث تعلم جيدا أنها من المكتبات وأصبحت سبوبة لضعيفي النفوس وعبء على أولياء الأمور وكثرت الشكوى من أولياء الأمور من بقاء أبنائهم بالمنازل وارتياد المقاهى والأماكن التى لا تتناسب مع سنهم.

معالى الوزير ……

هناك اتفاق عالمى على أنه لا غنى عن نظام التعليم المباشر وجها لوجه بين المعلم والمتعلم، والمؤسسة التعليمية تكسب المتعلم المهارات الحياتية وتبنى الشخصية من جميع جوانبها معرفيا ووجدانيا ومهاريا.

ويمتلك المعلم القدرة على إحداث التأثير الإيجابي على طلابه، حيث أن تحفيز الطالب ودفعه للنجاح في الأمور يجعله متحمساً لإنجاز المهام والنجاح بها، بالإضافة لسعيه لأن يكون متميزاً، يساعد المعلم طلابه أيضاً على أن يحققوا أعلى إمكانيات لديهم في الدراسة، ولهم دور كبير في المجتمع حيث يسهمون في إعداد الأجيال لتحقيق مساعيهم في العالم، والكثير من المعلمين كانوا قدوة لطلابهم.

ويستطيع كل معلم أن يتَّبِع أسلوبه الخاص والمحاضرات والأنشطة التي يعتقد أنها تناسب الطلبة والمنهج التعليمي.

خلق بيئة تعليمية مناسبة واحدة من مهام المعلم والأمور التي تجعل وجوده مهماً هي أنه يخلق بيئة دراسية مناسبة للطلاب، حيث يلعب المعلم الدور الأساسي في الفصل الدراسي لإعداد بيئة سعيدة ودافئة؛ ومن المرجح أن يكون الطلاب أكثر إنجازاً وسعادة في هذه الحالة، وللمعلم القدرة على جعل البيئة التعليمية إيجابية أو سلبية على الطلاب، فإذا شعر الطالب أن المعلم غاضباً قد يتفاعل معه بطريقة سلبية؛ مما يضعف العملية التعليمية، والعكس صحيح.

أيضا التعرف على الموهوبين في الفصل الدراسي وتحفيزهم وتنمية مواهبهم، فكيف نهمل كل ذلك وكيف يعوض التابلت ذلك، التعليم يحتاج إلى معلم ومنهج مطور ومكان مناسب للعملية التعليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى