مقالات

عالمية الرسالة وشريعتنا الغراء

كتب : إسماعيل ممتاز

جاءت تعاليم الإسلام من عند الله عز وجل علي لسان حبيبه صلي الله عليه وسلم، لكل الإنسانية للدعوة لعبادة الله وحده لا شريك له ، بدأ صلي الله عليه وسلم بالدعوة في مكة لمدة أكثر من عشر سنوات لترسيخ عقيدة الإنسان المسلم بأن الله وحده لا شريك له الملك كله .

وما خلقنا الله سبحانه وتعالي في هذه الأرض في الأصل إلا للعبادة فكانت السنواتالعشر في مكة تعمل لترسيخ عقيدة وعبادة الإنسان المسلم ، وبعد أن انتقل إلي المدينة وأسس أول دولة في الإسلام في المدينة وكانت هذه هي النقطة الثانية الهامة في تحول وترتيب الأولويات في حياة الإنسان المسلم .

بعد أن أسس العقيدة والعبادة إتجه صلي الله عليه وسلم لتأسيس دولة الإسلام في المدينة وبذلك ظهر الشرع الحنيف وبمصطلح التشريعات أول قوانين الإسلام التي جاءت من عند الله عز وجل إلي نبيه صلي الله عليه وسلم فكانت تلك الشريعة عماد دولة الإسلام في المدينة واستمرت قرون بعد ذلك لأنها من عند الملك اللطيف الخبير فهو عليم بصير بعباده وعالم بخلقه.

فبقيت تلك الرسالة والشريعة قرون وستظل لقيام الساعة وكانت هي حجر الأساس لقيام دولة الإسلام في المدينة في عهد النبوة وكانت هي النبراس والطريق في عصر الخلفاء الراشدين وكانت هي التاج والحجة في عصر الأمويين سواء دولتهم في دمشق أو في الأندلس وظلت تلك العباءة وأمتدت إلي عصر الخلافة العباسية ودويلات عديدة بقيت في ظل تلك الشريعة

وحافظت علي قوة الإسلام قرون عديدة كدولة الأغالبة والأيوبيين ، والسلاجقة ، …إلي أن انتهت بدولة الخلافة العثمانية التي ظلت أكثر من ستة قرون وانتهت تلك الخلافة بعد أن حدنا عن ذلك الشرع الحنيف الذي هو صالح لكل مكان وزمان فهو أساس قيام كل دولة وكل خلافة وإحدي أهم أسباب صدق دعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم .

فتميز الإسلام عن باقي الأديان والطوائف بأن له شرع حنيف صالح لكل مكان وزمان، وسبب تراجع دويلات الإسلام في عصرنا الحالي هو بعدهم عن شرع الله الذي ثبت في أكثر من مناقشة علمية دولية وقانونية بأنه الأجدر لقيام وتأسيس الدول ، ولردع الظالمين وقيام العدالة في الأرض .

فالعدالة هي إحدي أهم وأسس الشرع الحنيف فالعدالة أساس قيام الأرض ، وأساس انتهاء الظلم ، وأهم دعائم الإسلام ، لينتصر الخير وينتهي الظلم ، ليكون قوة لكل ضعيف لا سوط لكل ظالم ، فشريعتنا الغراء جاءت في الاصل لقيام العدالة في الأرض وعبادة الله وحده لا شريك له وبذلك بقي الإسلام قوة رغم الضعف والهوان الذي أصابه .

فالأمة الإسلامية تمرض ولن تموت ، وسيبقي الإسلام قوة ومنعة لنا إلي يوم القيامة بالعقيدة والإيمان بالله وحده لا شريك له وبالعبادة الراسخة المتصلة بالله سبحانه وتعالي وهي أصل وجودنا في الأرض ، وبالشرع الحنيف والقانون الرباني من عند ملك عالم بعباده وخبير وبصير وبالعدالة التي تنتصر للضعفاء وتكون سوط للظالمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى