غير مصنف

عبدالراضي الزناتي يكتب: لماذا يُفكِر المواطن أفضل من المسؤول؟

مع تراكم الكوارث التي تحدث في كل عام؛ والتي غالبًا ما تكون متكررة في فصول معينة من السنة، كالأمطار والفيضانات في الشتاء والحرائق في الصيف، وغيرها من الأمور التي نتفاجأ بحدوثها، كسقوط كوبري لم يمضي على إنشائه شهور أو من الممكن يكون لازال العمل به قائم ولم ينتهي، أوكحريق التهم مصنع بسبب خطأ واضح لهذا المواطن دون غيره، أو غيرها من الكوارث الطبيعية والغير طبيعية.
عندما يحدث شئ مما ذكرنا سابقًا نجد الوزير أو المحافظ يتحرك دائمًا متأخرًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، جراء هذا الحادث وهذه عادة ندعوا الله أن تنقطع من السادة المسؤولين ولا تدوم معهم.
على الناحية الأخرى، نجد ذلك العبقري الفذ الذي يُدعى مواطن ولا ترتقي رتبته أكثر من مجرد فرد (كحيان) ينتمي إلى عامة الشعب المريض الذي دائمًا (جعان).
نراه يفكر ويضع الحلول ويقترح طرق للتنفيذ كل هذا وهو من الممكن أن يكون جالسًا أمام شاشة التليفزيون أو يتصفح الأخبار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو متمتدًا على سريره، أو أثناء مشاجرته اليومية والدائمة بسبب مشاكل الحياة مع (المدام).
بل تخرج أفضل الأفكار من هذا المواطن عندما يكون في جلسة (أُنس مع الشلة) والأصدقاء سواء كانوا متواجدين في منزل أحدهم أو أنهم يجلسون على كراسي (القهوة) ويتبادلون أدوار “الطاولة والضومنة ” و(الشيش والبيش وتعالى وروح يا شاويش).
لا يختلف تفكير المواطن المصري كثيرًا ولا يتوقف عند درجته العلمية، فنرى هنا الذي لا يجيد القراءة والكتابة يتساوى في التفكير مع الذي يحمل أعلى الرتب والشهادات بل من الممكن أن يشكل حكومات ويضع خريطة العالم أمامه، ويحل جميع مشكلات الأمم وهو يتطاير منه دخان كثيف من (سيجارته) أو من (حجر الشيشة مع صحبته وشلته) .
الغريب في الأمر أن مثل هذه الحلول التي يطرحها المواطن قد تنال استحسان الكثير نظرًا؛ لأنها تعد من الحلول المناسبة لهذه المشكلات، حلول قد يعجز ذلك الوزير أو هذا المحافظ من أن يطرحها أو يقوم بتنفيذها.
إذًا فنحن أمام شخص يفكر وينفذ ويضع البدائل ويطرح الحلول بدون أن تتوفر له أية ميزانية من الدولة أو أن تتبنى الحكومة وتراعي حياة ذلك البائس قليل الحيلة والرجاء ولو بمسكن أو مشرب أو حتى (كيلو لحمة) يكون مضمونًا، بدلًا من (الحشيش المضروب) الذي فتك بعقل هذا المواطن وجعله يشغل عقله ويفكر ويحلل ويتدبر ويشغل باله بأشياء هي ليست من أولوياته، كالمال والبنون تجعله في النهاية شخص لحكومته غير مضمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى