مقالات

عبدالله تمام يكتب: «سيدنا الفرغل» سلطان الصعيد صاحب البركات

في العدد العاشر لجريدة أخبار أسيوط عام 1999، نشر الكاتب الصحفي والإعلامي عبدالله تمام رئيس تحرير جريدة اليوم وموقع اليوم الإخباري.. عن  صاحب البركات سلطان الصعيد سيدى محمد الفرغل.

هو قطب الصعيد، هو سلطان الصعيد، وهو صاحب الكرامات هو الأستاذ هو القطب الأمثل هو طاهر النسب السلطاني والقطب الرباني محمد بن احمد بن حمد بن اسماعیل بن عمر بن محمد بن عبدالعزيز بن موسی بن قرش بن علی بن احمد ابوالعباس بن محمد بن محمد الفاضل بن عبدالله بن الحسن بن علی بن ابی طالب کرم الله وجهه.

هو السلطان الفرغل الذي يصل نسبة الشريف الى الأمام علی بن ابی طالب رضي الله عنه وأمه فاطمة بنت محمد بن شهاب الدين شقيقة الشيخ على الفيل بن سمیع.

ولد الامام الفرغل في أوائل عام۸۱۰ هجرية الموافق 1407 ميلادية، حيث هاجرت أسرته من الحجاز الى مصر واستقر أبوه بقرية زرنيخ بصعيد مصر بمحافظة قنا ثم هاجر والده من زرنيخ الى قرية بنى سميع بمحافظة اسيوط والتابعة لمركز ابوتيج عام ۸۰۸ هجرية ١٤٠٥ ميلادية وتزوج ابوه من امه السيدة فاطمة بنت محمد بن شهاب الدين شقيقه العارف بالله الشيخ على الفيل وتوفي والده في عام زواجه الموافق ۸۰۹ هجرية.

انتقل الامام الفرغل إلي أبوتيج عام 843 هجرية واشتهر عنه علمه الرباني ونبوغه وبركاته ويذكر المؤرخون أنه كان له حمام لا يرعى ولا يأكل الا من فدان مزروع بالفلفل يمتلكه الإمام.

أما اولاد العارف بالله تعالى الشيخ محمد مجلي فانه خلف من بعده ذريته منهم السيد زيان المدفون معه في المقام وأعقب ذريته وهو الشيخ محمد الشريف وأعقبته السيدة مسعودة ومنهم السيد الراحل السيد الراحل الكبير الشريف شهاب الدين وأعقبه السيد الولي الصالح على الذي اعقبه الجليلان احمد ومخيمر فالسيد احمد اعقب القطب الرباني والفرد الجامع محمد بن احمد الفرغل وجاء لقب الفرغل لأن الله تعالى إعطاء الظهور على سائر الاولياء وكان العلم مقصده وتفرغ له…

ولقب بسلطان الصعيد لأنه كان بيده مفتاح باب الصعيد ولقب بالقطب لأنه جاءه رجل وقاله له يا سيدي محمد الفرغل أنت شاذلی؟ أم رفاعی؟ أم برهانی؟ أم احمدی؟ فقال له هؤلاء أقطاب عصرهم وأنا قطب عصرى.

فلقب بقطب العصر ولقب بالكرار والشريف والامام والسلطان وولي الله والعارف بالله والمجلى وابوالمعالي وابواحمد والاستاذ..

وعاش السلطان الفرغل بأبوتيج حتى توفاه الله عام ٨٥١ هجرية الموافق 1447 ميلادية عن عمر واحد وأربعين عاما ودفن بمقبرة بمسجده الشهير.

ولكن جاء رحيله بعد ظهور العديد من البركات والكرامات التي اشتهرت عنه في شتى الأرجاء ومنها: انه يوم مولده أحست أمه بتعب شديد وكانت لها داية تسمى فاطمة فلما ولد وجاء على يديها عابت فيه الداية وقالت انت لم تولد وكدت أن تقتل امك ولما كبر وكان يرعى الغنم وكانوا يأتونه بشاه دايته .. فرفض قبولها فسألته امه عن سبب رفضه فقال ألم تقل عند ولادتي أنت لم تولد وكدت أن تقتل أمك فسألته من اعلمك بهذا السر المصون؟ قال أعلمني به الذي يقول للشيء كن فيكون وكان كثيرا ما يقول: انا ما تأخرت عن الوقت المعلوم في الولادة ولكن كان قطب الزمان مازال موجودا فلما قبضه الله ولدتني أمي.

وعرف عنه أنه كان يتكلم بالمغيبات ويقول ما اتخذ الله من ولی جاهل ولو اتخذه لعلمه .. انا اتخذني وعلمني وان الله تعالی اطلعني على اشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى  ولا يمر على أحد إلا وعرف ما في ضميره .

وعن أهم الأحداث التي تشهدها مدينة أبوتيج مولد الأستاذ الفرغل الذي يقام كل عام بمناسبة ذكرى مولده وقد عرفت أبوتيج ببلد السلطان.. نسبة اليه.

ويجتمع الآلاف من المسلمين من شتى بقاع الدنيا حول مسجده وفى هذه الأيام تشهد فيها مدينة أبوتيج  مولد السلطان الفرغل يجتمع فيه المريدون ويعرفون بالأشراف نسبة الى اشراف سيدنا علی بن ابی طالب ويخرج نقیب الاشراف في موكب كبير يطوف فيه بالمدينة ليعلن فيه بدء المولد ويبدأ احتفال الطرق الصوفية والمشايخ والعلماء طوال خمسة عشر يوما لإحياء ذكرى السلطان وتنتشر الاذكار في جميع شوارع المدينة وتفتح البيوت أبوابها لخدمة زوار السلطان وتعيش المدينة جوا من المرح حيث تنتشر الملاهي والتياترات وكذلك السيرك وباعة الهدايا للأطفال حلوى المولد وتسهر المدينة طوال خمسة عشر يوما حتى الصباح.

وفي الليلة الأخيرة يصل عدد الزوار الى مليون نسمة وتنقل الاذاعة والتليفزيون هذه الليلة والتي توافق يوم الجمعة حتى يخرج موكب السلطان من مسجده ويحمل المحمل فوق جمل تتكالب الناس على شراءه بعد انتهاء المولد.

ويرتدي المحمل ثيابا جديدة تغير مرة واحدة كل عام ويخرج الموكب ومن أمامه يصطف كبار عائلات المدينة وفرق الموسيقى وحاملو العصي ويخرج خلفه أولياء الله من مدينة أبوتيج والقرى التابعة لها ويطوفون حول المدينة في جولة كبيرة وسط هتافات الجماهير الغفيرة بينما يشاهد أهل المدينة وزوارها هذا الموكب من منازلهم وقد عرف عن أهالي مدينة أبوتيج الكرم الشديد إذ تحتفل كل أسرة بهذه المناسبة وتقوم السيدات بإعداد كحك خاص بهذه المناسبة يتم توزيعه ورميه من الشرفات على الموكب وينتهی الموكب بوداع الزوار للسلطان علی وعد بالعودة في العام القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى