تقارير و تحقيقات

بالصور والفيديو: من القاهرة إلى أسوان على ظهر حمار.. صحفي يستطلع تراث الصعيد وعاداته

شاب في العقد الثالث من العمر من محافظة سوهاج فور تخرجه من كلية الاعلام بجامعة 6 اكتوبر التحق بجريدة الشروق وعمل محررا بها حتى اليوم، لكنه أراد ان يتعرف على عادات وتقاليد أهل الصعيد كواحد منهم أو أن يقلد شيخ العرب همام ارتدى جلبابه البلدى الصعيدي وكوفية وعمة بيضاء طولها اكثر من 7 امتار ملفوفة بطريقة مشايخ العرب قديما او حاليا، انه الشاب بهاء العمده ابن الثمانية والعشرين عاما.

من القاهرة إلى أسوان: 

ابن محافظة سوهاج، العمدة كما اطلق على  نفسه لم يستقل سيارة او دراجة بخارية او دراجة عادية مثلما فعل سابقوه مثل السائحين او المغامرين، فاختار لنفسه وسيلة مواصلات بسيطة من الزمن لجميل وهو الحمار واطلق عليه” ونيسه”  كما تحدث الى موقع “اليوم” لأنه الونيس الوحيد معه في تلك الرحلة الطويلة الشاقة، التى سيقطعها من محافظة القاهرة انتهاء بمحافظة أسوان.

على ظهر حمار ذو بردعه جميلة، وبعصاه التي تشابه عصا كبار أهل الصعيد، وحذاء يشبه حذاء الحجيج  قديماً، بدأ رحلته من القاهرة يوم 6 فبراير الجاري حتى وصل الى مدخل محافظة المنيا شمالا، وبالتأكيد عند مدينة مطاي، أمام قرية الكفور لنجد الناس تلتف حوله وكأنه ولي أو صاحب كرامات.

ليلة في كل قرية:

 قال بهاء العمدة إنه بدأ الرحلة بالحمار، لأنه كواحد من أهل الكتابة وتلاميذ الكلمة، أراد ان يتعرف على عادات وتقاليد أهل الصعيد  الذى لم يعرف عنه شيئا، إلى جانب أنه أراد أن يوثق  معلوماته عبر جلساته المسائية حين يستقر بكل قرية.

 اختار طريق مصر اسوان الزراعى كما قال لان الحمار سيقف عند كل قرية ويبت ليلته مع الناس ويتعرف عليهم ويعرف عاداتهم وتقاليدهم ويسجلها في وريقات صغيرة عبر تلك الرحلة.

 استهل بهاء العمدة مغامرته من  القاهرة قائلا : “أنا لما نزلت مدينة أبو النمرس بمحافظة الجيزة سألت  الناس هل تعرفون معنى أبو النمرس، الناس اجابونى بأنها مدينة النمرس الذى تغلب على الشيطان ولما بحثت في كتابات  فضل عباس وسعيد بيومى وجدت ان مدينة ابو النمرس تعنى مدينة العشق والحب  وهكذا كل مدن مصر لا نعرف عنها شيئا”.

لاختيار الحمار سبب وميزة:

 نفى بهاء العمده ان يكون مثل شيخ العرب همام في صعيد مصر والذتى تناولها مسلسل عربى اذيع منذ  سنوات قائلا أن الحمار يجعلك تعرف أكثر مما تعرفه لو استقليت وسيلة أخرى غيره.

 كما قال أنه ينفق على حماره من جيبه الخاص وان كافة ادواته ومبيت الحمار من خلال سيارة استأجرها لتكون له رفيقاً في الرحلة، بها كل أدواته ووسائل معيشته حيث اشار إلى أنه لم يكن يبيت عند أحد، ساعة في الطريق وساعة في محطة بنزين وساعة بالقرب من مقهى، “معى كل وسائل المعيشىة بالاضافة ان أننى وجدت الكرم كله من أهل الكرم الفقراء ومحدودى الدخل”.

الكرم ان خرج من الصعيد تاه وضاع:

يقول العمدة: “ففى مدينة الجيزة تعلمت أشياء منه أن الناس لديهم ما يسمى بالراكية او الدميس اى الموقد بالخشب والحطب لديهم الماء والطعام  والشاى دائما وان الكرم ان خرج من اهل  الصعيد تاه وضاع”.

 تطرق العمده الى تلك لرحلة الى ان الهدف الاساسى منها هو  توعية المواطنين بالتمسك بالعادات والتقاليد والأعراف التى لا تختلف مع الأصول والشرع الاسلامي،  لكنه وبنبرة الحزن التي ظهرت في صوته، تحدث عن عادات اهل الصعيد الان وكيف اندثرت وقلت إن لم تكن ضاعت.

 اشار العمده الى انه اذا قدر له الاجل سيعود على مركب خاص من أسوان الى القاهرة مرة أخرى وليس بالحمار بعد أن يجمع كل ما يريده من معارف وعادات أهل الصعيد.

لهجات لكل محافظة: 

العمده أكد على أن الرحلة ليست ترفيهية ولا مغامرة، بقدر ما هى رحلة جمع وكشف معلومات، ومعرفة الثقافة المصرية واللهجات التى يتحدث بها أهل الصعيد، “أهل بنى سويف لديهم كلمة ليش اما أهل المنيا لديهم كلمة مشهورة كيه وغيرها من القرى والمدن التى مر عليها خلال الأيام الثمانية منذ بداية الرحلة حتى اليوم.

 أطلق على حماره “ونيسة” كونها ونيس الرحلة والترحال والتجول في ربوع الصعيد، يستريحان من عناء السفر ومشقته كل ليلة في قرية او مكان عام أو مقهى أو في الشارع،  لكنه مصر على مواصلة الرحلة بمفرده وحماره حتى أنه طلق على نفسه “رحلة صاحب الحمار” ذلك الحمار الذى اشتراه من ماله الخاص، سعياً وراء توثيق تاريخ وقيم وعادات وترسيخ المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى