فن ومنوعات

النابلسي والقصري وزينات صدقي أدوار لا تنسى.. أين ذهب تأثير نجوم الصف الثاني؟

كان نجوم الصف الثانى يملكون سحرًا خاصًا طوال حقب فنية سابقة فقدم عبدالسلام النابلسي وعبدالفتاح القصري وزينات صدقي وغيرهم أدوار متميزة لا تقل فى أهميتها وتأثيرها عن بطل العمل ولكن أصبح نجوم الصف الثانى فى الفترة الحالية دون تأثير يذكر، وتحدث الناقد الفنى “أشرف توفيق” لليوم عن ذلك التأثير وأسباب تراجعه حيث قال:

أن مساعد البطل والشخصيات الثانوية ينطبق عليها نفس مقومات الرسم الدرامى للشخصيات الرئيسية فهذا هو الأصل بل بالعكس قد يكون الممثل المساعد والشخصية الثانوية لها دور فى تأكيد الحبكة أما بالتوازى أو بالتناقض بمعنى أن يكون صديق البطل مثله يتبنى نفس أفكاره أو عكسه فيصبح هو ضميره.

نجوم الصف الثانى قوالب نمطية

هذه المفاهيم مسرحية بالدرجة الأولى جاءت من عالم المسرح وبالتدريج أصبح يتم تكرر هولاء الممثلين بشكل تعسفى وتم استهالكهم وتسكينهم فى نفس الأدوار لسابق النجاح المدوى مثل زينات صدقى وعبدالسلام النابلسى وعبدالمنعم إبراهيم وعبدالفتاح القصرى كنماذج معروفة وصار هناك قوالب نمطية تسكن هذه الشخصيات مثل الحانوتى والجزار والمعلم والعانس والخادمة مثل وداد حمدى، فهذا الأمر ليس بجديد على السينما المصرية وبعضهم قد حاول أن يخرج من ثوب الدور الثانى ويصير نجمًا ولكن لم يوفقوا فى ذلك مثل عبدالسلام النابلسى وقد قدم بطولة مطلقة مثل “عاشور قلب الأسد” و “حلاق السيدات” ولكن لم تحقق هذه الأعمال النجاح المرجو بالرغم من كونها جيدة.

نموذج عبدالمنعم إبراهيم

وفى حقيقة الأمر قولبت بعض النجوم فى أدوار الصف الثانى غير مستهجن فهى توليفة تجارية فلا ننسى أن السينما فى النهاية صناعة وتجارة وتسعى إلى تحقيق المكاسب فتبحث عن أكثر ما يساعد فى تحقيق هدفها وقد يملك ممثل الصف الثانى إمكانيات تمثيلية عالية جدًا مثل عبدالمنعم إبراهيم الذى غير جلده تمامًا بعد تقدمه فى السن بتقديم أعمال بعيده عن الكوميديا بأداء تمثيلى متميز فقد كان يسرق الكاميرا من البطل، ولكن أكثر مايميز نجوم هذا الجيل أنهم كانوا خفاف الظل يتمتعون بالكارزيما والقبول والحس الكوميدى الغير مصطنع.

سبب انتشار نجوم مسرح مصر قلة التكلفة

وأضاف: الثنائيات موجودة دائمًا فى الدراما العالمية وأيضا فى ثقافتنا العربية وتراثنا مثل عنتره وشيبوب وكذلك السيرة الهلالية أبو زيد الهلالى ورفاقه ولم يبتعد الكتاب عن نفس التيمة.

أما الآن من يقدموا الأدوار الثانوية أو الدور المساعد ليسوا بخفة ظل السابقين ويتكرر وضعهم فى نفس الأدوار من أجل الاضحاك وقد خرج اغلبهم من عباءة أشرف عبدالباقى (مسرح مصر) فى محاولة منه لمواجهة مايمر به من انزواء على الساحة الفنية وهم لايقدمون كوميديا فهذا ليس مسرح حقيقي ولا يوجد به نص ولكنها ارتجالات وافيهات لفظية فهم لا يملكون مقومات الكوميديان، فقد أتوا من مسرح الجامعة وهو مسرح مختلف يذهب إليه ذويهم وزملائهم فيصفقون ويشجعون ويضحكون.

وعن سبب انتشارهم فى الأعمال السينمائية قال: أنهم لايكلفون شركات الإنتاج كثيرًا ولكنها أفلام تذكرنا بأفلام حقبة الأربعينات بعد الحرب العالمية الثانية بتوليفة الكباريه والراقصة.

وعن انخفاض إيرادات هذه الأفلام والتي لا تلقى قبول من الجمهور المصرى وتعتمد فى نجاحها على الإيرادات الخارجية قال: أن الجمهور الذى حرم لسنوات من الذهاب للسينما مثل الفتيات السعوديات اللاتى أصبح متاح لهن ذلك مؤخرًا هو أمر طبيعى أن يزيد من الإيرادات ولكنه لا يعد نجاح.

بيومي فؤاد تفرضه ظروف الساحة الفنية

وتابع: أما عن بيومى فؤاد واستحوذه على الأدوار الثانوية جاء لأنه صار شخصية مطلوبة لأن الساحة الفنية تعانى من نقص فى الفئة السنيه التى تقدم دور الجد والخال والعم.

وأكد أن هناك تقصير من بعض صناع الأفلام السينمائية وعلى رأسهم المخرجين فلا يبحثون عن وجوه جديدة مطبقين مبدأ الاستسهال فكان فى السابق هناك مخرجين كبار يبحثون دائمًا عن وجوه جديدة منهم رمسيس نجيب وحلمى رفله ويوسف شاهين وعاطف الطيب فمسارح الأقاليم والمحافظات يوجد بها مواهب كبيرة ليسوا بالضرورة شباب ولكن هناك أيضا منهم من تجاوز الخمسين من عمرهم، فبعض المخرجين لا يرهقون أنفسهم بالبحث عن جديد ويكتفى بالمتاح.

وفى ظنى أن بيومى فؤاد يستهلك نفسه فى أدوار ولا يقدم جديد إلا دوره فى مسلسل “خيانة عهد” فظهر بعيدًا عن محاولة الاضحاك أرمل يعشق فى صمت وأظن أنه الآن حقق مكاسب مادية وهو حق للجميع ولكنه يستطيع الأن أن ينتقى أدواره.

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى