عرب وعالم

عبدالله حشيش يكتب: صراع البحر الأحمر : اطماع إثيوبيا.. مخططات امريكا.. شبح الحوثيين

تحولت منطقة القرن الافريقي وسواحل البحر الأحمر الي بؤرة صراع جديدة تتقاطع فيها مصالح اقليمية ودولية وباتت على فوهة بركان قابل للانفجار مالم يتم التصرف بمسؤولية وحكمة والتراجع عن المخططات والاطماع والعودة الي احترام سيادة دول الإقليم واحترام قواعد القانون والمواثيق الدولية التي تحكم وتنظم العلاقات الدولية.
جماعة الحوثي المسيطرة على الأوضاع في اليمن، أعطت مبررا للقوي الغربية بقيادة الولايات الأمريكية لفرض هيمنتها على منطقة البحر تحت شعار حماية الملاحة في البحر وان جماعة الحوثي تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر بعد قيامها بالسيطرة على بعض السفن الإسرائيلية المارة في البحر الأحمر في محاولة لدعم فصائل المقاومة العربية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة تنفذها قوات المحتل الاسرائيلي في قطاع غزة المحتل.
قامت الولايات المتحدة بتدشين تحالف دولي تحت شعار حماية الملاحة في البحر ونفذت ضربات جوية ضد قوات الحوثي داخل الأراضي اليمنية وبانتظار رد الحوثيين على القصف الأمريكي البريطاني لقواتهم، ولكن رد الحوثي لن يتم الا بعد استشارة وموافقة إيران كفيل الحوثي… وباقي فصائل المقاومة في الإقليم… وسوف يتحدد أنماط الصراع في البحر الأحمر على حجم ونوعية رد الحوثي على الامريكان ومن والاهم وهل يمتد رد الحوثي الي القواعد الأمريكية في الإقليم ام يستمر بانماطه وأشكاله السابقة بتعقب واستهداف السفن المتجه الي إسرائيل فقط… في حال قامت إيران باحتواء غضب جماعة الحوثي في إطار استثمار الازمة لزيادة مكسبها من التواترات الجارية حاليا في الإقليم.
ان إشعال الولايات المتحدة الأمريكية للصراع في البحر الأحمر يتوافق مع موقفها الداعم والمشاركة بشكل مباشر في المذابح التي يعيشها الشعب الفلسطيني….. وان خلق بؤرة توتر جديدة سوف يقلل من تركيز العالم على حرب الابادة في غزة ومرجح ان تحاول امريكا السيطرة باب المندب تحت مزاعم حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وربما بزيادة عدد قواعدها في السواحل الغربية للبحر الأحمر وهي السواحل التي تتكااب عليها الاطراف الدولية الفعالة للحصول على قواعد عسكرية في دول الساحل الغربي في جنوب البحر حيث تتواجد قواعد عسكرية لكل الاطراف الدولية الكبري بهذه المنطقة وتسعى تلك الدول لزيادة هذه القواعد مستغلة هشاشة بعض الانظمة الحاكمة واستثمار أوضاع بعض الدول لظروف اقتصادية سلبية او لظروف حالة عدم استقرار سياسي.
ودخلت إثيوبيا الي قائمة الدول المشاركة في تفجير الأوضاع في منطقة القرن الافريقي واشعال الصراع الاقليمي بتوقيع مذكرة تفاهم مع مايعرف بجمهورية ارض الصومال التي انشقت عن دولةالصومال العربية منذ عدة سنوات وفشلت في الحصول على اعتراف دولي بها ، فيما تراها حكومة الصومال المركزية بأنها ارض صومالية ضمن حدود الدولة الصومالية المعترف بها دوليا والمصدق عليها في المنظمات الدولية…. إثيوبيا وجدت ضالتها في أرض الصومال وترى ان الفرصة باتت سانحة لتحقيق حلمها الامبراطوري في الوصول إلى مياه البحر وإنهاء حالة الدولة الحبيسة التي لا سواحل بحرية لها.. كان حلم الحصول على ميناء بحري قضية استراتيجية للنظام الحاكم في اثيوبيا بعد فشل الاتفاق مع ارتير يا في استئجار ميناء لها في ارتير يا، فيما طرحت وسائل اعلام اثيوبية خلال أزمة السد الإثيوبي المزمنة مع مصر والسودان، فكرة منح إثيوبيا ميناء على البحر الأحمر في اراضي السودان وعلى ان تتحمل مصر تكلفة انشاء الميناء في مقابل حل أزمة السد الإثيوبي مع مصر والسودان، وتم إجهاض الفكرة….. حلم إثيوبيا في الوصول إلى البحر باستئجار منطقة صومالية لمدة ٥٠ سنة مقابل ان تعترف إثيوبيا بجمهورية ارض الصومال…. إثيوبيا ترفض التراجع عن الاتفاق رعم المعارضة الإقليمية والدولية لتنفيذ ه لانه يمس سيادة دولة الصومال ووحدة أراضيه… اصرار إثيوبيا على المضي قدما في الاتفاق سوف يقود الي نهايات كارثية ومرجح ان يشعل حربا جديدة بين إثيوبيا و الصومال وقد تستمر دوامة العنف والاقتتال في منطقة القرن وربما سيكون لها امتدادات دولية اقليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى