تقارير و تحقيقات

قبل هدمه.. تعرف على التراث التاريخي لقصر ثقافة المنصورة

نورا سعد وسامح الألفي

“مسرح أم كلثوم”.. أو كما يطلق عليه قصر ثقافة المنصورة، لديه تاريخ تراثي عريض تدفعنا للحديث حوله خاصة بعد أنباء هدمه في إطار اتفاقية تطوير المنصورة والتي تستهدف إقامة المشروع على 14 موقع منتشرة بمدينتي المنصورة وطلخا منهم 5 حدائق وهم حديقة “الهابي لاند وعروس النيل والأميرة فريال سابقا، وحديقة صباح الخير يامصر وحديقتين في طلخا”.

قصر ثقافة المنصورة
قصر ثقافة المنصورة

لذا التقى محررا اليوم الإخباري بالدكتور مهند فودة، مدرس الهندسة المعمارية بجامعة المنصورة ومؤسس حملة «انقذوا المنصورة للتعرف على تاريخ “قصر ثقافة المنصورة”.

يقول الدكتور مهند إن ” قصر ثقافة المنصورة ” هو مسرح أم كلثوم” سابقا، وقد بني في الستينات، وتوقف بنائه أثناء نكسة 1967، ثم استكمل وافتتح في السبعينات ويعد من أكبر قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، وأضاف أنه تم تصميمه من قبل المعماري المصري سيد كريم.

كما أوضح أنه تعود قيمة مسرح المنصورة القومى إلى تاريخه العريق، فهو أحد ملحقات قصر أمينة هانم إلهامى، نجلة إبراهيم إلهامى باشا بن عباس حلمى الأول، التى تزوجت الخديو توفيق وأنجبت منه الخديو عباس حلمى الثانى.

ويرجع فودة بذاكرته إلى وقت تأسيس المبنى عام 1869ميلادية، كأحد الملحقات الخديوية بجانب الاستراحة الخديوية، ثم أنشئ فيه المسرح الذى افتتح عام 1889ويسع 650 مقعدا، وقد كلفت أمينة هانم إلهامى المهندس الإيطالى ماريللى بإعادة تصميم المبنى عام 1902 ليضم سرايا بلدية المنصورة، وتياترو كان قائما بالفعل، وكازينو، وصالة بلياردو، وحجرات لإقامة أعضاء المجلس البلدى.

قصر ثقافة المنصورة
قصر ثقافة المنصورة

ويضيف أن تلك كانت بداية العصر الذهبى لمسرح المنصورة، الذى شهد عرض أعمال فنية معروفة لرموز المسرح المصرى ، فوقف عليه الشيخ سلامة حجازى، والنجوم علي الكسار وجورج أبيض، كما عرض يوسف وهبى مسرحية عليه لمدة موسم كامل، وأحيت فيه كوكب الشرق أم كلثوم حفلات فى الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، وكان المسرح قد شهد عملية تجديد ليعاد افتتاحه بحلة جديدة فى السابع من مايو عام 1964، وذلك فى سياق الاحتفال بعيد الدقهلية القومى.

موضحا كيف صمد «مسرح المنصورة» أمام الإعتداء الإرهابى، ليخوض جولات أخرى من الدفاع عن بقائه فيقول: « إثر الاعتداء عام 2013، صدر قرار رقم 101 لسنة 2013 عن رئيس حى غرب المنصورة بإزالة المبنى باعتباره متداعيا ويشكل خطورة على محيطه، ولكن وزير الثقافة حينها، الدكتور محمد صابر عرب، أصدر قرارا فى 25 ديسمبر بتشكيل لجنة من خبراء جامعة المنصورة لدراسة حالة المسرح، لوضع تقرير فنى حول حالة المبنى، مؤكدا ضرورة ترميمه عوضا عن خيار إزالته، وقد وافقته لجنة الخبراء فى هذا التوجه».

ويستكمل أنه بالفعل تم إسناد الأمر لشركة المقاولون العرب وفى ابريل عام 2014 تم قبول المنحة المقدمة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بمبلغ 3 ملايين ريال عمانى، لترميم مبنى المسرح، وتم تحويل المبلغ على حساب صندوق التنمية الثقافية، ولكن عملية الترميم لم تستمر على الوتيرة المرجوة، وشهدت توقفات، ما دفع بمطالبة المقاولون العرب بقيمة أعمدة الصلب والسقالات طوال فترة صلب المبني».

قصر ثقافة المنصورة
قصر ثقافة المنصورة

و تابع أنه زادت الأمور تأزما، وفقا إلى فودة، إثر زيارة للمسرح فى 23 أغسطس 2015 قام بها المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء وقتها، ليعلن بعدها ضرورة هدمه لاستحالة ترميمه، إلا أن حملة انقذو المنصورة كان لها دورا فعالا في التراجع عن فكرة الهدم، فى استجابة لضغوط الحملة الشعبية.

ويؤكد عبد الرحمن العقاد، أحد شباب حملة «انقذوا المنصورة»، أن محافظة الدقهلية قامت بنقل تبعية المبنى بالكامل لوزارة الثقافة، التى نقلت تبعيته بدورها إلى دار الأوبرا المصرية، مضيفا انه على الرغم من القيمة التراثية والتاريخية لهذا المبنى، إلا أنه عانى ويلات الإهمال وسوء الاستغلال باستئجار أجزاء من المبنى، مما حال دون إعادة ترميمه وخروجه بحلة جديدة تليق به، وذلك رغم تعدد الجهات الراغبة فى دعم «مسرح المنصورة» كما فى حالة المنحة اليابانية الموجهة إليه، إلى أن آل به المطاف حاليا للتفكير بهدمه بشكل نهائي من أجل إنشاء الخطة المعلن عنها تحت مسمى ” تحيا مصر” وهو المشروع التي تتبناه وزارة النقل بالتعاون مع محافظة الدقهلية ووزارة الثقافة، ويستهدف إقامة المشروع على 14موقع منتشرة بمدينتي المنصورة وطلخا منهم 5 حدائق وهم: حديقة الهابي لاند ” ماتبقى من متنزهات قصر الخديوي اسماعيل ” , حديقة عروس النيل ” الأميرة فريال سابقا” , حديقة صباح الخير يامصر , وحديقتين في طلخا غرب وشرق كوبري القطارات بالاضافة إلى عزم المشروع هدم مبنى قصر الثقافة “مسرح أم كلثوم” المسجل ضمن قوائم المباني ذات القيمة في سجلات التنسيق الحضاري.

قصر ثقافة المنصورة
قصر ثقافة المنصورة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى