غير مصنف

قهرت الظروف وصنعت المجد.. «اليوم» تحاور أجدع أسطى ستائر في البحيرة

خلود عبدالمطلب

الصمود وتحدي الصعاب كان حليف إمرأة قطعت طريق طويل من المعاناة وصعدت خلاله جبال من الهموم، ما أكسبها قصة حياة مؤثرة مثل التي نقرأها في الروايات والقصص، وجعلها تتذوق طعم نجاحها، التي أصرت عليه.

فإرادة الحلم الذي لم يعد مستحيلًا، هي وحدها من جعلت هناء السيد ابراهيم، المقيمة بكفر الدوار في محافظة البحيرة، تتحول من ربة منزل إلى أجدع أسطى ستائر، كما يقال عنها.

تقول “أم شمس” صاحبة الـ 39 عاماً، عن قصة كفاحها: “توفي والدي وأنا بعمر الـ 10 سنوات وظروف المعيشة لم تنصفني أن أكمل تعليمي الجامعي، فاكتفيت بمرحلة التعليم الفني وتخصصت في قسم الملابس وكنت أقوم بحياكة الملابس على ماكينة والدتي إلى أن أتتني فكرة تصميم ستارة لمنزلنا وعزمت أن تصبح كالستائر الموجودة بالمعارض، وأعجب بها أقاربي وتشجعت أن أصبح أسطي ستائر وتعلمت الصنعة بنفسي وأبحث عن كل جديد بها.

وتضيف هناء السيد خلال حديثها لـ” اليوم”: “بعد أن تحسن دخلي المادي قررت أن أكمل دراستي وحصلت على شهادة الثانوية العامة ومنها التحقت بكلية الأداب شعبة جغرافيا بجامعة المنصورة إلي أن وصلت للفرقة الثالثة ثم تزوجت وأنجبت طفلتي الأولي وأسميتها شمس”.

واستطردت: “لم أستطيع أن أكمل دراستي الجامعية ومن ثم أنجبت طفلي الثاني عبدالرحمن وبعد فترة حدث خلاف بيني وبين زوجي أسفر عنه الإنفصال، فانتقلت للعيش مع والدتي، التي أقوم على رعايتها هي وأطفالي ولكنني لم أتنازل عن حرفتي فاستمريت بالعمل لأكسب قوت يومي ولم تتوقف حياتي علي رجل واستمرت الحياة فالسند هو الله عزوجل.

وبعد تنهيدة ألم ونظرة حزن روت “أم شمس” قصة إصابة إبنتها “بمرض السكر ” ودخولها في غيبوبة،  غير الحادث الذي تعرضت له والدتها وعانت من كسور في جسدها.

وبما أن المصائب لا تأتي فرادى،  فلم تتمكن “أم شمس” من ممارسة حرفتها لمدة عامين لحين تعافي والدتها واستقرار حالة إبنتها، ثم عادت من جديد بقوة وبأحدث تصاميم الستائر التي تعلمتها من الإنترنت،  إلي أن أصبح اسمها يتدوال بمدينة كفر الدوار ولها زبائنها وتوسعت في مجالها ودخل معها شريك وستفتتح معرضها الخاص خلال الشهر الجاري.

وتكمل “هناء”، قصة كفاحها بأنها لم تنس واجبها نحو أبنائها ووالدتها فتقول:” أذاكر لشمس فهي الأن بالصف الرابع الإبتدائي وأرعاها لخطورة مرضها و”عبدالرحمن” أربع سنوات أقوم بتأسيسة ولم أنس رد الدين لوالدتي فهي راعتني في الصغر وواجبي أن أرعاها الأن وهذا من فضل ربي أن أكون بارة لوالدتي ليبارك الله في أبنائي وحياتي”

وعن تفاصيل عملها وأسعار الستائر لديها، أوضحت أن أسعارها مناسبة لكافة فئات المجتمع وأن تنفيذ طلبية الستائر يستغرق أسبوعاً خلافاً عن الطلبيات التي تنفذها بورش النجارة الكبرى والتي تستغرق 15 يوماً، وأشارت أنها تتقن تنجيد الأثاث أيضاً فبعض أصدقائها يجعلوها تعيد تنجيد أثاث منزلهم وتعطية لمسة جمالية عصرية.

“قدوتي هي زوجة أخي رحمة الله عليها فعندما أردت أن أتوقف عن عملي ودراستي لضيق ظروفي المادية، كانت تنفق على دراستي من مالها الخاص وتقول لي دائماً أنها ترى حلمها يتحقق في إستمراري بالدراسة”.. فهكذا عبرت “أم شمس” عن إمتنانها بالعرفان لزوجة أخيها.

وفي نهاية اللقاء وجهت “أسطى الستائر” رسالة للشباب بأن يحققوا أحلامهم ويسعوا وراء قوت معيشتهم وأن لا يستسلموا للظروف، في حين تقول للسيدات، بأن لا شئ مستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى