مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: السودان وقرب الإنهيار..فماذا بعد!


ما هي النظرة السائدة لدى الغرب تجاه الشرق؟ هل الإعلام صفحته بيضاء، ولم يتلوث بمخلفات اليهود من أراء؟ هل نحن كعرب فعلاً تحررنا من آثار الإستعمار، ونمتلك قرارنا، أم ما زلنا تحت الوصايا الاستعمارية القبيحة؟
إن الصراع في الشرق الأوسط ، قائم منذ قديم الأزل، فلقد نشأ صراع بين الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية ، للسيطرة على الشرق، والتي تم فيها إستيلاء الروم بقيادة ” نبوخذ نصر” أو ” بختنصر”، على المملكة الشمالية والجنوبية، وقام بتدمير الهيكل السليماني ، وقتل سكان المملكة الجنوبية ” يهوذا” عام 586 ق.م، ولم يستطع حينئذ ” فرعون” إنقاذ اليهود من الغزو البابلي، ولكن عندما تفككت الإمبراطورية البابلية وحلها ، بعد موت ” بختنصر”، قام ” كورش” بالإستيلاء على بلاد بين النهرين ” العراق” ، والشام، بمساعدة اليهود المسبيين في أرض بابل، والذي قام بإستخدامهم كطابور خامس لصالح إمبراطوريته، فكافأهم بعودتهم إلى فلسطين بعد الإستيلاء على بابل بعامين، وفي عام 70 م، قام القائد الروماني ” تيطس ” بإخماد الثورة اليهودية والإستيلاء على القدس وتدمير الهيكل السليماني الذي تم تشييده في العهد الفارسي، لكنهم لم ييأسوا، بل ظلوا يخططون لكيفية بناء الهيكل مرة أخرى، فقاموا بثورة عام 132م، ولكن قام القائد الروماني حينئذ ” هادريانوس” بقمع هذه الثورة، وقتل ما يقرب من 500 ألف يهودي، مما جعلهم يفرون من القدس، وتم تشتيتهم في بقاع الأرض.
فالإعلام من أهم أولويات اليهود للسيطرة على العالم ، كما عبر عن هذا الحاخام اليهودي ” راشورون” في عام 1869م، حيث قال : إذا كان الذهب هو القوة الأولى، فيجب أن تكون الصحافة هي قوتنا الثانية، وفي عام 1897م، قال اليهود في مؤتمر له أقيم في ” بال السويسرية” إنه لا يتحقق مخطط إقامة دولة “اسرائيل” إلا بالسيطرة على وسائل الإعلام سيطرة تامة، وبخاصة الصحافة، حتى يكون لنا القدرة على إثارة عقول الشعوب عندما نريد والتهدئة وقتما شئنا، كما يجب ألا يكون لأعدائنا إعلام يعبرون من خلاله عن آرائهم، بل يجب إمتطاء صهوة الصحافة، وكبح جماحها.
و اليهود لديهم الكثير من الأساليب القذرة، التي يجيدون إستخدامها، كوسيلة المال، والجنس، والفكر، والتشكيك في الرموز السياسية، والدينية، والعمل على إنهاء القدوة ، وبث روح الأفضلية ، والتنافس بين الأشقاء، بالحزبية المقيتة، التي تغذيها العصابات الصهيونية العالمية، وذلك لخدمة مصالحهم، وتطلعاتهم في الحكم والسيطرة على العالم العربي ، المارد الذي إذا تعافى ألتهم جميع الحضارات، ليس بظلم، ولكن بعدل رسالته، فحاكوا المؤامرات، و نشروا الفتن، وقاموا بإشعال الحروب المذهبية، والطائفية، والقبلية، للوصول إلى الهدف الأسمى ، وهو حكم العالم، تحت حكم حكومة واحدة، لأنهم الأحق والأجدر بحكمه.
فالمؤامرات الصهيونية لا تنتهي، وقد رأى العالم ما حدث بعد ضرب برج التجارة العالمي، فقد تم ضرب العراق، وإثارة الفتن المتلاحقة في ليبيا، وسوريا، واليمن، ولبنان، والآن السودان ، مع العلم أن السودان به نسبة كبيرة من يهود الطائفة الإسرائيلية، عاشوا فيها كجزء من البنيان الإجتماعي، ونجحوا بإقامة علاقات سياسية، وإقتصادية، وإجتماعية، لجمع المال لتحقيق تطلعاتهم، وتنفيذ مخطط ” برنارد لويس” في تقسيم السودان إلى أربع ولايات، وهي ، النوبة وعاصمتها أسوان، وشمال السودان وعاصمتها الخرطوم، وجنوب السودان المسيحي وهذه قد تم بالفعل إنفصالها بعد إعلان إستقلاله نتيجة الإستفتاء الذي تم إجراؤه، ثم الدويلة الرابعة هي دارفور الغنية باليورانيوم ، والنفط، والذهب،

فمنذ الخمسينيات واليهود يعملون ، من أجل الوصول للخرطوم والإستيلاء عليها، فأقاموا الحركات الإنفصالية في الجنوب، بقيادة ” جون قرنق” ويصبح همزة الوصل بين حركة التمرد والدولة الصهيونية، ومن هنا بدأ التضييق على السودان وإضعافها، وذلك بإنهاكهم وإنشغالهم بالخلافات فيما بينهم ، ونشوب الثورات، حتى لا تصبح دولة إقليمية ذات شأن عظيم، بمواردها ومساحتها الشاسعة، ولا تكون ظهيراً، وعمقاً إستراتيجياً لمصر، والذي ظهر جلياً في حرب الإستنزاف، وحرب يونيو 1967م. فما يحدث للسودان الآن هو تنفيذ لمخطط مُعد ومدروس من قبل ” برنارد لويس” مهندس تقسيم الشرق الأوسط، وذلك لإضعاف دول المنطقة للوصول للجائزة الكبرى وهي مصر، لذا يجب على دول الشرق الأوسط ، أن تعي هذا الخطر العظيم الذي يتسلل نحو الأمة كي يلتهمها، أفيقوا وتوحدوا قبل أن تُغل أيدينا، ولا نستطيع الدفاع عن أراضينا، ونصبح بين أسوار الإحتلال لا حول لنا ولا قوة، حفظ الله مصر ، والعالم العربي أجمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى