مقالات

لاتحفروا قبوركم.. إنها مصر

كتب- سعيد فؤاد
منذ بدء الخليقة، ويعلم القاصي والداني أن للحرب أخلاقيات أهمها احترام المدنيين العزل، وعدم المساس بالأطفال والثكلي والمسنين، وعندما بدأ المسلمون الأوائل فتوحاتهم كانت أهم وصايا النبي الكريم – صلي الله عليه وسلم – بالحفاظ على تلك الأخلاقيات.

إلا أن ما نشاهده من تجاوزات “ولاد العم” في حق الشعب الفلسطيني المعتدي على أرضه يتنافي تماما مع أخلاقيات الحرب، رغم أنها في الأصل ليست حربا، فالحرب تكافؤ في القوة، وتقوم على أسس وضوابط، لكن إسرائيل لم تكتف بالاعتداء الصارخ على أرض فلسطين، بل راحت تقصف وتضرب وتهدم البيوت ولا ترعى حرمات ولا أخلاقيات.

ومن الملاحظ أن أغلب القصف والهجوم من نصيب منطقة غزة، وهذا الأمر ليس من قبيل الصدفة، فاليهود لايرتكبون فعلا إلا إذا كان مخططا له من قبلها بعشرات السنين، وهذا الأمر له مرجع يتعلق بأحلامهم التي تتوارثها أجيالهم،د، ويوصي بها الآباء والأجداد، حلم بتكوين دولة تمتد من الفرات إلى نهر النيل،
فراحوا يعبثون بإقليم غزة اعتقادا منهم أن مصر سوف تضعف أمام مطالب الجاهلين الداعين بسرعة فتح معبر رفح، على أن تتم هجرة أبناء غزة من ديارهم والإقامة في سيناء كوطن بديل.

إنها صفقة القرن التي يدرك الجيش المصري والقيادة السياسية أبعادها وآليات تنفيذها، والتي لن يوافق عليها أي عاقل في مصر ولا أي وطني في فلسطين، وإن صفقة القرن حلم إسرائيلي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية، وهم لا يعلمون أن سيناء التي ارتوت بدماء المصريين على استعداد أن تتحول إلى مقبرة جماعية لكل من تسول له نفسه أن ينفذ مخطط الاستيطان البديل.

فسيناء أرض مصرية لا تقبل المقايضة ولا المساومة والمصريون يعلمون قدرها فدونها الحياة، ومن يقترب منها فهو قطعا ينتحر ويلقي بنفسه في الهاوية، وأن مصر لم تترك القضية الفلسطينية، وفلسطين العربية جزء لايتجزأ من الأمن القومي العربي والمصري خاصة.

واذا كانت أمريكا تضع إمكانياتها لإمداد اسرائيل بالأسلحة فمتى يفيق حكام العرب الذين يهرولون للارتماء في أحضان إسرائيل ومنهم من ينفق الأموال للاستثمار في تل ابيب ومنهم من يهرول نحو التطبيع، لماذا لاتقفوا موقفا عربيا شامخا تتوحدون فيه لمناصرة قضيتكم العادلة، أنتم تمتلكون الأموال التي تضعونها لتقوية الاقتصاد الأمريكي، وتتركون دولا عربية هي الأحق بتلك الأموال.. أفيقوا يرحمكم الله.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى