مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب| اللوحة

كلنا الان فى لوحات حزينة مرسومة مصورة للعزلة والوحدة والغربة، إلى أين نحن ذاهبون؟ الحياة الحديثة يمكن أن تكون فيها وحيداً للغاية،ما زال الإنسان يخلق أشياء تساعده على السيطرة وتحقيق الذات
أن تظن بأنك جزء من اللوحة بينما أنت خارجها ،إن إدراك نقص الإنسان لتفسيراته يؤمنه نسبياً من تلقي الخيبات و بناياته المحطمة ،تظن بأنك سماء ثم تكتشف أنك لون أزرق على طرف هذه اللوحة، كم تغيرنا ياصديقي وكم باتت رسائلنا قصيرة، و تواصلنا منعدم نحن خارج لوحة الحياة ،بينما كان بيننا حياة، ولكن الوحدة و اغتراب الحياة الحديثة، نحن جميعًا بداخلها إن أشد أنواع الغربة والتوحد ،تلك الغربة التي تشعر بها وأنت في وطنك ،كم ادركت إن العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة
البشر يبتعدون جداً عن بعضهم البعض،انهيارات داخلية ولكن بمظاهر ثابتة ،فإن أزمة الوحدة وشيكة قد تكون واحدة من أكثر العواقب الاجتماعية،أسدل الانسان بيده من سقف العالم ستائر جعلت الجمال شحيحا والقبح معتادا، يحتاج الأنسان أيضا إلى ما يعزي أحزانه ويمنحه التوازن و يثري تجربته في الحياة ، يحتاج الي الحب والمشاعر ، وينبغي أن نعي تماما أنه بدون الانسانية لا نستطيع ان نكمل حياتنا، يتفاعل المئات يوميا مع وسائل التواصل الاجتماعي ويعيشون حياه لا واقعية ، و نزداد في غربتنا و انفصلنا عن الواقع الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي بات حقيقة ،تؤدي بنا الي اضطرابا للصحة العقلية ، ويسبب هذا الإدمان مشاكل عدة واضطرابات نفسية باتت لها طرق لعلاجها وتفاديها ، إن الذين يتداولون أو يتفاعلون أو يشاهدون صور الآخرين، تتولد لديهم أحيانا مشاعر ساخطة على الواقع الذي يعيشونه، وينتج عنها انخفاض في مستويات الرضا عن نمط الحياة ، ولا يوجد خصوصية بسبب مشاركة الكثير من المعلومات الاجتماعية ، واللهفة للحصول على إعجابا والتفاعل يشكل نوعا من الإدمان لمتابعة شاشة الهاتف والبقاء على المنصات لفترات طويلة، تؤدي الي قلة النوم والأرق والاكتئاب من خلال التأثير على المخ، وسيطرت على تفكير العديد منا ادت الي العزلة الاجتماعية ،نحن الغارقون في الغربة والتوحد، مفتقدين الي العائلة
‎إلى أين تمضي الحياة بنا؟ ما الذي يصنعه العقل بنا انه يفقدنا الحياة و يقودنا الي الاكتئاب و الحزن ،إن أهم صفة للعالم هي التفكير النقدي إنما العيب فينا، ولكن علاج إدمان مواقع التواصل الاجتماعي غاية إن تم إدراكها تغيرت الحياة إلى الأفضل
‏وعلي الاسرة استبدال نمط الحياة والروتين اليومي بنمط جديد للحياة وجعل الأنشطة المفيدة و النافعة تحل محل الاوقات المهدرة بالساعات أمام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.واهمها ممارسة الرياضة نحن من يضع المحتوى الخاطيء أو من يستخدم الوسيلة بالخطأ ،ولدينا المقلدين و المتعصبين أصبحوا علماء ! يؤسفني أن بيننا كل هذه المسافات وكل هذا البعد المخيف ،وكل هذا الفراغ ،اللهم لا ترهقني بالتفكير وأنت ولي التدبير اللهم دربًا لا تضيق به الحياة وقلبًا لا يزول منه الأمل يا الله ?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى