تقارير و تحقيقات

تاريخ الكوارث فى الصعيد و كيف جرفت السيول المنازل والطاحونة بأسوان عام 1923

كتب – خالد محمد امين

كانت من أشهر السيول والعواصف والرعد والبرق التي داهمت السيول الكاسحة  فيها مدينة أسوان في ديسمبر عام 1923م وقتها لم يكن يملك المراسل الصحفي مثلما نملك من هواتف محمولة، أو فيديوهات، أو سوشيال ميديا، لتعبر عن كارثة السيول التي ارتبطت بالعواصف وجلبت كعادتها الأفاعي والعقارب.

وتعد سيول عام 1923م التي ضربت مصر قبل 100 عام من أصعب الظواهر الطبيعية التي عرفها الصعايدة، بعد أن أدت لهدم المساكن وتشريد الأهالي في أسوان.

أما سيول عام 1942م التي حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد عانت منها قنا وسفاجا وأسوان، تزامنا مع انتشار وباء الملاريا، وقد تسببت قوة المياه وقتها في إزاحة قضبان السكك الحديدية لقوتها الجارفة.

الصحافة المصرية رصدت في بدايات ديسمبر عام 1923م قوة السيول الكاسحة في أسوان، بعد أن جرفت الطاحونة البخارية والمنازل والمدارس، وكيف تحولت أسوان لمدينة منكوبة.
وخروج مئات الأهالي للشوارع، باحثين عن مأوى، وجاءت الصور المعبرة عن الكارثة لتدعو الأغنياء للتبرع لأهالي أسوان الذين التفوا حول المسئولين طلبا للمساعدة.

جاءت هجمة السيول على الصعيد في ذلك الوقت الذي كان يعاني فيه السكان أيضا من أمراض الحمى والتيفود، وسط أوضاع قاسية بسبب نقص المستشفيات والأدوية، ويأخذنا كتاب “الإنتاجية الزراعية في مصر في ربع القرن الأخير”، لأشهر عاصفة دمرت الزراعات في أسوان،

حيث يؤكد الكتاب أن العاصفة الرملية التي ضربت أسوان ومحافظات الصعيد في بدايات ثلاثينيات القرن الماضي كان لها تأثيرها القوى على المحاصيل الزراعية من جهة، أعقبه مرض الملاريا الذي فتك بأرواح الآلاف، مؤكدا أن المحاصيل الزراعية كانت تتأثر بالأحوال الجوية سواء كانت سيول أو عواصف ترابية أو أمطار غزيرة، أو برودة جو حيث تميزت الفترة من 1932 لعام 1942م بتكرار المؤثرات والعوامل للمحاصيل الشتوية، حيث أدت برودة الجو لاصفرار نباتات الفول والقمح عام 1939م.

كان متوسط إنتاج الفدان الزراعي يميل للارتفاع وذلك لملائمة الأحوال الجوية، وقد حدث انخفاض بين أعوام 1947م لسنة 1950م بسبب الآفات التي ضربت المحاصيل؛ بسبب سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة، وبعدها بـ4 سنوات كانت كارثة الصعيد في عام 1954م، وهى السيول الكاسحة التي دمرت محافظات قنا والأقصر والبحر الأحمر ، والتي مازالت حية في أذهان الأجداد الذين عاصروها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى