تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

العاصف الموجّه.. أيقونة التكنولوجيا البحرية للقسام 

هو ذلك السلاح البحري (الطوربيد) الذي أعلن عنه “أبو عبيدة”- المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام- في كلمة ألقاها اليوم (الثلاثاء) حول سير المعركة البرية أمام قوات الاحتلال، حيث قال: استهدفنا قوات بحرية قرب شواطئ غزة بالطوربيد “عاصف” الموجة الذي نعلن إدخاله العمل لأول مرة.

ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو قصير يصور الطوربيد عاصف، لحظة إدخاله العمل وإطلاقه في المياة، حيث يحمله مجموعة من شباب المقاومة يدويا، وينزلون به المياة ثم يطلقونه من مسافة قريبة من الشاطئ.

ما هي الطوربيدات؟

الطوربيد هو صاروخ بحري، وتشير الكلمة بالأساس إلى الشحنة المتفجرة أو اللغم الموجود في رأس الطوربيد، يستخدم ضد السفن وغالبًا ما يتم إطلاقه من غواصة، وفي حالات أخرى من طائرة، يمتاز بقدرته على العمل تحت الماء، ويمكن التحكم فيه عن طريق توجيهه من الغواصة التي تطلقه، حيث تحتوي الطوربيدات الحديثة على أجهزة معقدة التحكم في العمق والمسار، و يتم تحديد اتجاهه وفقا لمسار محدد مسبقًا، ويحتوي جهاز يفجر الرأس الحربي المملوء بالمتفجرات عندما يضرب هدفه أو يقترب منه.

ويتحرك الطوربيد بعدة طرق منها الهواء المضغوط، والطوربيد العامل بالوقود السائل أو الوقود الصلب، وفي معظم الأحيان يتحرك بمحركات كهربائية تعمل بالبطارية، ويتم التحكم في حركته بعدة طرق منها: الموجات الصوتية- حيث تولد الطوربيدات إشارات صوتية مماثلة للسونار وتصل الهدف بناء على صدى الموجات المرتدة عنه، والطوربيدات الصوتية الكامنة- التي تصل هدفها بتتبع الضوضاء الناتجة عنه.

ويقوم عمله على الانفجار بمجرد ملامسة هدفه أو في الغالب تحت هدفه، فتتسبب موجة الانفجار في انشطار السفينة أو تصدع أجزاء مهمة بها بفعل وزنها. 

بيد أن الطوربيدات يعيبها أن سرعتها أقل كثيرًا من سرعة الصواريخ، حيث تتراوح سرعتها بين ١٠٠-٥٠٠ كم/ ساعة، وتمكنت البحرية الألمانية من رفع سرعة أحدث طربيداتها حتى وصلت ٨٠٠ كم/ ساعة على الرغم من أن سرعة أفضل الطوربيدات التقليدية لا تتجاوز ١٣٠كم/ساعة، حيث صنعوا طربيدًا يحاكي سمكة “الباراكودا” فينطلق بسرعة متخفيًا داخل فقاعات هوائية، وكان فيديو القسام يظهر انطلاق الطوربيد “العاصف” الموجة وسط موجه من الفقاعات الهوائية بالإضافة لشكله المدبب، بما بشير لاستفادة مصممه من التجربة الألمانية في صناعة الطوربيدات، على الرغم من أن “أبو عبيدة” لم يأتي على ذكر أية معلومة على قدراته التدميرية أو سرعته أو تصميمه وتكنولوجيا صناعته.

ومنذ بداية عملية “طوفان الأقصى” فاجأت المقاومة العالم عدة مرات بإدخال أسلحة جديدة للحرب، بدأت باستخدام سلاح المظلات للإنزال خلف خطوط العدو، ومرورًا بالصواريخ (متبر١، والياسين ١٠٥، ورجوم قصيرة المدى التي استخدمت في طليعة الحرب، R160)، والعبوات الناسفة المضادة للدبابات-  التي يمكن تفجيرها من المسافة صفر، وأخيرًا كان الطوربيد “العاصف” الموجة، وتتوعد المقاومة بالكشف عن الجديد كل يوم في المعركة التي تدور رحاها في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى