مقالات

علاء عبد الحسيب يكتب: هل أخطأ «الوزير» في حق الصعايدة؟

 

 

قبل أن نتطرق للحديث عن أزمة تصريحات وزير النقل كامل الوزير الأخيرة بشأن قطارات الصعيد، والتي أثارت موجة غضب كبيرة بين أبناء الجنوب.. دعونا نرجع إلى تصريحات المستشار محفوظ صابر وزير العدل الأسبق في 2015 حول رفض تعيين ابن عامل النظافة في القضاء، وهو ما تسبب في موجة كبيرة من الغضب بين أبناء الطبقة الكادحة، معتبرين أن هذا الأمر يمثل عنصرية وتمييز بين أبناء الشعب المصري.

 

مما لا شك فيه.. إن تصريحات وزير النقل بشأن انتهاء قطارات الصعيد عند محطة «بشتيل» بالجيزة وعدم دخولها رمسيس غير مقصود بها التفريق بين المواطنين، أو التمييز بين أبناء الوجه القبلي وغيرهم، وهذا ما تضمنه حديث «الوزير» الأخير على الهواء عندما أكد – معتذرًا- أنه لا يقصد التقليل من شأن أبناء الوجه القبلي أو التمييز بين أبناء الشعب الواحد، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية لا يمكن أن تفكر في إضرار أهل الصعيد، أو التمييز العنصري كما ردد المغرضين.

 

إن وجه المقارنة بين تصريحات وزير العدل الأسبق وبين وزير النقل الحالي في أزمة التحدث للرأي العام دون انتقاء المصطلحات أو التأني في إطلاق العبارات والمصطلحات المثيرة للجدل.. المسئول الكبير بلا شك يمثل الدولة ويحتاج إلى اختيار كلماته وتصريحاته وبياناته التي يوجهها للرأي العام بشكل متزن.. عليه أن يضع كل فئات الشعب نصب عينيه عند إصدار البيانات، وأن يوضح رؤيته بشكل متزن وهادئ بما يصب في الصالح العام، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

 

في نفس الوقت ليس من الإنصاف أن نزايد على وطنية وأخلاق وزير النقل كامل الوزير، أو نسمح بنشر شائعات مغرضة على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى المساس بسمعة هذا الرجل.. فمنذ أن كان رئيسًا للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بذل «الوزير» مجهودًا كبيرًا في ملف الطرق والمشروعات القومية.. كما كان له مجهودًا ملموسًا منذ أن تولى حقيبة النقل، وأحدث طفرة حقيقية في ملف السكة الحديد وإنجاز المحاور النيلية ومشروعات مترو الأنفاق.. كان جندي مجهول في منظومة المشروعات الكبرى التي تبنتها القيادة السياسية خلال الفترة الأخيرة..

كما أن مثلث بشتيل فحو الموضوع الذي تحدث عنه وزير النقل هو مشروع قومي ضخم ومتكامل سيحقق نقلة حضارية واقتصادية ضخمة لمصر.. يضم مجمع خدمات ومول تجاري وجراج كبير، إضافة إلى أنه يضم كافة الخدمات الموجودة في محطة رمسيس.. ويخفف الزحام والتكدس الموجود في المحطة الأم .

 

على الجانب الآخر فإن الحديث عن أهل الصعيد يطول، بل لا تكفيه آلاف السطور.. الجميع يعرفهم جيدا لا يحتاجون لا تفخيما ولا تعريف.. هم فئة مجتمعية كبيرة تمثل السواد الأعظم من أبناء الشعب المصري.. منهم الوزير والغفير وكل فئات المجتمع خرجوا من رحم هذا الجزء الكبير من مصر.. هم قوة عملية وعضلية تجد منهم العامل والمهندس في المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة المصرية.. كانوا وما زالوا جزء أصيلا من المحروسة.. باكورة التنمية التي تشهدها البلاد.. ركنًا أساسيًا فيها.. وأخيرًا أبناء الوطن الواحد الداعمين لكل الجهود المبذولة نحو إعلاء مصلحة الوطن وتحقيق التنمية المطلوبة .  

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى