مقالات

علاء عبدالحسيب يكتب: هل أنقذت فرنسا اقتصادها بحادث نيس؟

في كل واقعة يخرج علينا فيها أباطرة الفتنة من ملوك ورؤساء الدول الأوربية بتصريحات عدائية ومسيئة للدين الإسلامي أو النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم، تبدأ على الفور سلطاتها بإعلان حالة الاستنفار القصوى، لتأمين شوارعها ومنشآتها الدينية من أي هجوم متوقع، سواء ما تدبره الأجهزة الاستخباراتية، أو ما تنفذه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي لا تمت للإسلام بصله.

كان من الطبيعي أن يقابل تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام، حملة مقاطعة كبرى للمنتجات الفرنسية دعت إليها الشعوب الإسلامية ردا على العداء الكبير الذي أظهره ماكرون للإسلام في أكثر من لقاء، وتلويحه باستمرار نشر الرسومات المسيئة للنبي الكريم محمد، وهو ما ينفي ما تتشدق به باريس دائما بشأن حرية الأديان السماوية، وشعارات احترام المعتقدات.

وهنا نطرح سؤال: كيف يقنعنا الرئيس الفرنسي بتبني بلاده نشر رسائل المحبة والسلام واحترام الآخرين، وهو يحرض متطرفي بلاده وبلاد الغرب ضد الإسلام ورموزه؟.. كيف أظهر أمام العالم تبنيه الإنسانية خلال زيارته لحطام تفجير لبنان في أغسطس المنصرم، ويساند في تصريحاته دعوات التجريح والإهانة للمعتقدات ومشاعر الملايين؟.. بالطبع قمة التناقض والكذب والتضليل.

اعتقد أن سقوط الاقتصاد الفرنسي بعد نجاح دعوات المقاطعة كان لابد وأن يتبعه خطة عاجلة وسريعة لإنقاذه.. فلم يجد النظام الفرنسي سوى تدبير هذا الحادث الخسيس الذي وقع في كنيسة بمدينة نيس الفرنسية وراح ضحيته ثلاثة أشخاص.. لإلصاق التهم بالدين الإسلامي الحنيف، وكسب تعاطف العالم للتضامن مع هذا التحريض.

روج النظام الفرنسي أن الحادث وقع على يد مسلم، وأن بلاده في حالة حرب مع أيدولوجية الإسلاميين المتشددين ليواصل حملته في تشويه الدين.. أوهموا العالم كله بأن فرنسا بحجم أجهزتها الأمنية والاستخبارتية الضخمة والعالمية، فشلت في إحباط المخططات الإرهابية المتوقعة ضد بلادها.. دبروا مخططهم لإنقاذ اقتصادهم من السقوط.. ليبقي السؤال: هل أنقذت فرنسا اقتصادها بهذا الحادث؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى