اقتصاد

لتخفيف الضغط على الدولار: مصر تتجه لربط النظام المصرفي المحلي مع نظيره الروسي

كتبت هبة عوض: 

تسعي الحكومة إلى إيجاد طرق للتعامل التجاري مع البنوك الروسية بعيداً عن نظام «سويفت» العالمي – عقب استبعاد الأخيرة من التعامل خلال النظام المالي العالمي – بما يضمن استمرار التبادل التجاري ويسمح للمواطنين بإجراء التعاملات الرقمية المختلفة.

ووفق الإطار السابق، يعمل البنك المركزي خلال الوقت الراهن على ربط الشبكة المحلية «ميزة» مع شبكة الدفع الروسية «مير»، بما يسمح للدولتين بإجراء التعاملات التجارية بعيداً عن نظام سويفت المالي العالمي، لاسيما بعد تعليق أكبر شركات الصراف الآلي الغربية  أعمالهما في روسيا.

جاءت الخطوة المصرية في أعقاب تعامل الإمارات وتركيا مع البنوك الروسية وفق لنظام «مير»، إذ اتجهت الإمارات لدمج نظام الدفع الروسي في البنية التحتية لنظم المدفوعات الخاص بها، فيما اتجهت معظم الفنادق في تركيا بإجراء التعاملات الرقمية عبر البطاقات الروسية.

تخلي مصر عن التعامل بالدولار مع روسيا يقود الأذهان إلى تساؤل حول انعكاسات الأمر على الاقتصاد الداخلي، إذ أن الحصار الغربي بات أمر واقع على روسيا، غير أن الدافع لتخلي مصر عن الدولار في تعاملاتها التجارية مع روسيا لا يعود بالنفع على الاقتصاد الروسي فحسب بل والمحلي أيضاً، لاسيما وأنه يخفف من ضغط الطلب على الدولار في ظل شح العملات الصعبة.

صناعة السياحة تعد المستفيد الأول داخل مصر، نظراً لأن الحصار المالي الغربي فرض قيود على السياح الروس – أكبر الأسواق السياحية لمصر – لاسيما عقب تعليق أكبر شركات الصراف الآلي الغربية  أعمالهما في روسيا، لذا فإن قدرة السياح الروس على استخدام بطاقتهم ربما يجعل مصر المقصد الأول ويعزز من فرصها أمام منافسيها في الشرق الأوسط. 

المصالح المتبادلة بين مصر وروسيا لا تتوقف عند السياحة، إذ تستورد مصر من روسيا العديد من السلع بعضها استراتيجية، لذا فإن تعزيز مخزون العملة الروسي من عائدات السياحة يمكن أن يعاد تدويره لشراء السلع المهمة من الداخل الروسي مثل القمح وزيت عباد الشمس، والذي تعد روسيا من أكبر مصدري تلك السلع.

إلى ذلك، يعد ربط النظام المصرفي المصري بنظيره الروسي خطة دفع متبادلة تعظم مكاسب كل منهما، وتضمن دفع التعاون الاقتصادي، فضلاً عن إيجاد سلة عملات مختلفة للتبادل التجاري تخفف من الضغط على الدولار في ظل ارتفاع أسعاره عالمياً نتيجة سياسات التشديد النقدية التي تتبها الولايات المتحدة الأمريكية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى