تقارير و تحقيقات

اغتصاب براءة الأطفال في الدقهلية.. وأستاذ علم النفس يوضح الأسباب

نورا سعد وسامح الألفي

بدموع أم مكلومة، ولوعة قلب أب، وصرخات أهالي مدفونة، تنعي محافظة الدقهلية، أطفالها الأبرياء من وحوش المجتمع ومفترسي البراءة، من شياطين تمثلت في زي إنسان، أقصد هؤلاء خاطفي الأطفال ومغتصبيهم دون رحمة.. ليدعوا ورائهم تسائلًا، بأي ذنب قتلو؟!

انتشر في الآونة الأخيرة عدة حالات خطف للأطفال منها ما كان غرضه المساومة والإبتزاز للحصول على المال أو لخلافات عائلية، أو ظاهرة العصر” المتاجرة بالأعضاء البشرية” أو أي سبب آخر يترك في نفوسنا الحزن والأسى، ولذعة القلب.

ولكن ما أثير في الأيام الأخيرة من حالات اختطاف للأطفال بغرض تجارة الأعضاء والأخرى الإغتصاب كان من الصعب علينا وعلى المجتمع أن يصدقه ويتوقعه بل كان بمثابة الصدمة الكبرى للمجتمع ككل.

بدء المجتمع يستشعر الخوف وزاد القلق في كل أسرة على فلذات أكبداهم وصورهم الصغيرة التي تمشي على الأرض وأصبحت كل أسرة في المجتمع تتساءل إلى متى؟! وإلى أين؟! وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه الآن ؟!

سهير وأروى وردتان صغيرتان لم يتجاوز عمرهما الخمس السنوات فوجعنا بخبر اغتيال برائتهما وإنتهاء ابتسامتهما وأصبحا مجرد هشتاجات على مواقع التواصل الإجتماعي
#حق_سهير_واروى_فين؟
#بأي_ذنب_قتلت؟

سهير بنت قرية الحواوشة التابعة لمركز المنصورة كانت تلعب أمام منزلها كعادتها كل يوم مع جيرانها من نفس عمرها، فتأخرت عن والدتها التي كانت في انتظارها فخرجت الأم لتبحث عنها ولكن دون جدوى ولا مجيب لصرخاتها، ولوعة قلب الأم على ابنتها ولم يكن هناك سبيل سوى أن تبلغ قسم الشرطة التابع للقرية، إلى أن سمعنا خبر مقتلها بعداختفائها بيوم واحد ووجودها عارية داخل شيكارة بلاستيكية بالقرب من منزلها.

أما أروى الطفلة الجميلة ذات ال5 سنوات أيضا اختطفت من قبل شابين من جيرانها وتم الاعتداء عليها جنسيا، وكانت لاتزال على قيد الحياة فانهالو عليها بكل وحشية مزقوا أحشائها حتى سرقوا أعضائها وبكل براءة كانت لا تزال تقاوم الموت، ولم يكتفوا بذلك فكتفوا يديها وقدميها بالأسلاك الكهربائية، شتى أنواع العذاب واجهتها الطفلة وهي على قيد الحياة، ثم ألقوا بها في العراء بقرية بشلا بميت غمر، حتى فارقت الحياة.

كان من الواجب علينا أن تكون هناك وقفة من موقعنا لنسلط الضوء على هذه القضية الكبيرة مااسبابها؟ وماالدافع وراء ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة ؟ ومن المسؤول ؟
وماهو دورنا ودور المجتمع ودور الحكومة في مواجهة وحل هذه الجريمة الكبرى..

التقت بوابة ” اليوم” بالدكتور “أحمد عبد الرؤوف” أستاذ علم النفس والاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة، الذي يرجع أسباب الإختطاف في الأطفال لعدة أسباب أهمها:
الكبت النفسي و الهوس الجنسي هو العامل الرئيسي في حوادث الاختطاف، موضحا أن أسباب ارتفاع نسبة جرائم خطف الأطفال وجرائم الإعتداء الجنسي على القصر ترجع في الأساس إلى عامل الكبت النفسي و الهوس الجنسي، و أرجع إلى أن المجتمع هو الذي ولد هذا المجرم منذ الصغر فقد يكون المجرم قد تم الإعتداء عليه في الصغر وهو ما يجعله يقضي كل حياته لا يفكر إلا في فكرة الاغتصاب مما يدفعه إلى التحول لمغتصب من الدرجة الأولى ليقنع ذاته بأنه قد انتقم لنفسه على ما جرى له في صغره.

وأضاف الدكتور أن الإقبال الكبير على مشاهدة المواقع الإباحية والعيش في ظل مجتمع فاسد يجعل الإنسان ينساق إلى شهواته وإشباع غرائزه بأي طريقة قد تجره إلى القتل و الخطف لتحقيق الرغبة الجنسية التي تولد معها رغبة في العنف.

وأضاف أستاذ علم النفس، أنه من الأسباب الأخرى لحدوث هذه الجرائم تناول العقارات و المواد المخدرة بأنواعها التي تذهب العقل وتجعل الإنسان خارج السيطرة على كل تصرفاته ولا يستطيع أن يميز الخبيث من الطيب.

ويؤكد على أن المجتمع شريك في صقل شخصية الفرد إذ أن
الأسرة هي المسؤول الأول في تكوين شخصية الفرد بحيث يولد الفرد صفحة بيضاء و أسرته ومجتمعه يكتب فيها ما يشاء ولعل هذا هو الشيء الذي تؤكده الإحصائيات التي تقدر بأن أغلبية المجرمين يصب عليهم تأثير المجتمع و العائلة لاقتراف عملياتهم الإجرامية و يبقى الاحتمال الأخير الذي ينجم عن الصدفة أو الإجرام الغير مكتسب يعني بطريقة أخرى يقترف الجريمة و لم يكن يفكر فيها أبدا على عكس المجرمين الذين يؤثر فيهم المجتمع و يتأثر جيناتهم بالإجرام و حب الإجرام.

كما أكد أستاذ علم النفس أن الابتعاد عن الدين والعزوف عن الزواج هو السبب الرئيسي في تفاقم ظاهرة الإغتصاب و التحرش الجنسي ككل في المجتمع حيث أن الشباب في الوقت الحالي يقبل على المواقع الاباحاية بكثرة لاكتشاف الجنس الآخر بطريقة محرمة بعيدة عن ما حلله الله في الزواج الحلال المباح الذي يربي الإنسان و يشبع الغريزة الإنسانية في إطار مقدس والإبتعاد عن الهدف الأول من الزواج هو جعل خلفاء على وجه الأرض لعبادة الله سبحانه وتعالى و أيضا لتحصين نفس الإنسان عن ما حرمه الله من الزنا، كما أكد الدكتور ان الشباب حاليا يرى بعينيه الجنس الآخر في المواقع الإباحية فأصبح يتخيل كل فتاة على شكل بطلات الأفلام الإباحية و هو ما نمى ظاهرة الغريزة الحيوانية لدى الشباب الذي يحاول تفريغها بأي طريقة ممكنة حتى و لو كانت الخطف و القتل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى