تقارير و تحقيقات

ورثناها عن «الأرمن».. حكايات من أقدم ورش صناعة «الفيرفورجيه» بالإسكندرية

واحدة من أقدم الصناعات اليدوية الموجودة في مصر يطلق عليها “الفيرفورجيه”، ويقصد بها أطقم الأنتريه المصنوعة من الحديد وتأخذ أشكال جذابه وألوان براقة تذهل الناظرين، فمنذ منتصف العشرينات من القرن الماضي وحتى الآن يعمل بها عدد لا بأس به من سكان الإسكندرية.

فتعلمها شعب المحافظة من حملة الجنسية الأرمنية “الأرمن” الذين كانوا يعيشون في الإسكندرية آنذاك، وكلمة “فيرفورجيه” في مضمونها مشتقة من الكلمة الفرنسية “forgeron” وتعني حداد، وكان يطلق على من يعمل بهذه المهنة “حداد أرمن” التي تم تحريفها عقب ذلك إلى “حداد أرمه”.

الفيرفورجيه

محررة «اليوم» توجهت إلى أحد أقدم صانعي الفيرفورجيه بالإسكندرية وتحديدًا في منطقة المنشية، فعندما تقترب من المحل تجد الكراسي ذهبيه اللون التي تجذب انظار المارة من شدة جمالها، وتجد الحاج “احمد يوسف” جالسا على مكتبه ليباشر عمله ويحافظ على مهنة والده ومهنته التي يعمل بها منذ حوالي خمسين عامًا، وعلمها لأبنائه ليحفظوها من الاندثار.

الحاج “احمد” بدأ حديثه قائلًا: “انه يعمل مع والده منذ ان كان عمره 13 عام اي منذ حوالي 50 عام وما زال حتى الان يعمل بيديه في ورشته وسط “الصنايعية فهذه مهنته التي يحبها ويطور فيها دائما، وهذه المهنه تعلمها من “الخواجات الارمن” وكانت تسمى حينها حداد ارمن وسماها الاسكندرانيه حداد ارمه وجاءت كلمه فيرفورجيه من احد الاجانب الذي قال لنا انتم تصنعون فورفورجيه ، حيث تتنوع انواع الحداده فهناك حداد باب وشباك، وحداد نار، وحداد كريتال وحداد ارمه”.

الفيرفورجيه

وأضاف: “كنا نصنع الكراسي والترابيزات و”القلسون” به مرآه وبرواز الى عام 2000، ثم اتجهنا نحو صناعة كراسي قاعات الافراح والترابيزات رجل “الروكينز “.

ودخل الحاج احمد ورشته التي يقضي بها تقريبا نصف يومه وبدأ يعمل بيديه وهو يروي لـ “اليوم” كيف يصنع الكراسي بالتعاون مع “الصنايعية” حيث قال: “نستخدم الحديد العلب 2*2 ونستعمل الصاج 1,5 و 2 مم، وبداية العمل بتكون عندما نأخذ التصميم الخاص “بحشوة” الكرسي ويوضع على ماكينة الليزر التي تخرج لنا التصميم عقب تقطيعه”.

ويستكمل: “نأخذ هذا التصميم الى الورشة هنا ونقوم بتقطيع الحديد بالمقاسات التي نريدها بالشكل البيضاوي او المربع بوضعه على “الدسك” وهو اله قطع الحديد، ثم يتم “لفه” على “الثناية” وهي اله يدويه قاموا صنعتها لمساعدتي في العمل ثم نقوم بتجميعه ولحامه بماكينة اللحام وصنفرته وعمل المعجون اللازم وبرده وتنظيفه وعقب ذلك يتم تطهيره ثم يذهب الى الفرن ليأخذ “البويه” بمادة تسمى “بودرا استاتك” باللون الذهبي او الأبيض حسب الطلب”.

وأوضح صاحب الورشة أنه يستعمل معدات بسيطة في عمله مثل “الشاكوش، البنز ، المفاتيح”، “القرط ويقرط ويلم بها الحديد، الدسك، الصاروخ، اسطوانات صنفرة، معجون، ماكينة اللحام، المنجلة، الثناية”.

واستطرد: “منذ عام 1990 الى عام 2011 ونحن كنا نصدر للخارج وكان معظم عملنا مع الأجانب لكن عقب ثورة يناير 2011 توقف التصدير ، وطورنا عملنا في مجال كراسي قاعات الافراح، ونصنع أيضًا عربه سندريلا التي يجلس بها العريس والعروسة، وعربة دراكولا المغلقة أيضا، وهذه العربات تطلبها قاعات الافراح”.

ويتابع الحاج أحمد حديثه: “ان المائة كرسي يتم انجازهم في أسبوع واحد وكذلك المائة ترابيزة اما عربة سندريلا فتأخذ عمل 25 يوما، وسعر الصاج ارتفع فقد وصل سعر الطن إلى 23 الف جنيه والحديد أيضا سعره ارتفع جدا ودقيقه الليزر الذي يستخدمه في عمله وصل سعرها الى 15 جنيه”.

يختتم: “أما منذ بداية جائحة كورونا وإغلاق قاعات الافراح فقد توقف العمل فترة وطويلة وادى ذلك الى خفض عدد العاملين في الورشة وكنا بنشتغل شغل بسيط لقاعات الافراح المفتوحة “open air” ومع عودة عمل القاعات الحمد لله عاد العمل الى طبيعته، في بعض الأحيان نقوم بالتقسيط لقاعات الافراح لكي تستمر عجلة الإنتاج”.

قطع الحديد على الدسك
لف الحديد على الثناية
لحام الحديد
تجميع ولحام ظهر الكرسي في القاعدة
برد الكرسي
تنظيف الكرسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى