تقارير و تحقيقات

“المونيتور”: مصر تعزز علاقاتها مع أفريقيا عبر الأقمار الصناعية الجديدة

عماد نصير

أطلقت شركة سبيس إكس الأمريكية المصنعة للنقل الفضائي والفضاء بنجاح، في مساء يوم 8 يونيو، القمر الصناعي المصري للاتصالات السلكية واللاسلكية نايل سات 301، وذلك من محطة كيب كانافيرال للقوة الفضائية في فلوريدا، بحسب تقرير نشره موقع “المونيتور”، ومن المقرر أن يحل القمر الصناعي الجديد محل نايل سات 201، الذي من المتوقع أن ينتهي الاعتماد عليه في عام 2028م.

وسيعمل القمر الصناعي نايل سات 301 على توسيع نطاق تغطيته ليشمل دول جنوب أفريقيا ودول حوض النيل، بهدف تحسين التواصل مع شعوب القارة الأفريقية، وفقا لما قاله عمرو إمام، مدير مشروع نايل سات 301، ل”المونيتور” عبر الهاتف.

وقال إمام إن هذه الخطوة تتماشى مع مساعي القيادة السياسية المصرية لتعميق العلاقات المصرية الأفريقية، اعمادً على القمر الصناعي نايل سات 301 الذي يضم 38 جهاز إرسال واستقبال، مقارنة ب 26 في نايل سات 201، ويضم كل جهاز إرسال واستقبال 10 قنوات تلفزيونية، وبذلك يضمن القمر الصناعي الجديد تغطية أوسع لخدمة الإنترنت في المناطق النائية في مصر، للمساعدة في تطوير مشاريع البنية التحتية والمجتمعات الحضرية الجديدة، وحقول النفط في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا حقل ظهر للغاز.

حقوق مصر المائية

يأتي الإطلاق في وقت لا تزال فيه العلاقات بين مصر وإثيوبيا متوترة بسبب أزمة سد النهضة الإثيوبي الكبير. وبينما تسعى مصر إلى التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا يضمن حقوقها في مياه النيل، تصر إثيوبيا على ملء خزان السد دون اتفاق.

وقال إمام إن القمر الصناعي الجديد سيمكن مصر من التنافس على النفوذ وتعزيز وجودها في أفريقيا، وتحديدا في القرن الأفريقي، الذي يعد سوقا جديدا لأقمار النايل سات المصرية.

وأشار إلى أنه سيتم إنشاء قنوات مصرية جديدة موجهة للأفارقة في المستقبل كجزء من القمر الصناعي الجديد بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين مصر وأفريقيا.

الإذاعات المصرية

يعد توسع مصر الإعلامي في أفريقيا ليس بالأمر الجديد. ففي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، تم إنشاء محطات إذاعية تستهدف القارة الأفريقية بهدف دعم حركات التحرر الوطني في أفريقيا.

وبعد وفاة عبد الناصر، تراجع دور الإذاعات المصرية في أفريقيا لأنها لم يتم تطويرها أو تحديثها، وتم إغلاق سبع محطات إذاعية تستهدف القارة الأفريقية منذ عام 2006. هذا فيما تستمر 10 محطات إذاعية أخرى تستهدف أفريقيا في العمل حوالي أربع ساعات يوميا، وهي فترة قصيرة لا تعكس الدور الذي تطمح مصر إلى القيام به في أفريقيا.

على مدى السنوات الماضية، عملت الحكومة المصرية على تعزيز رسالتها الإعلامية إلى القارة الأفريقية. وكانت اللجنة البرلمانية للشئون الأفريقية كشفت في فبراير 2020 عن استراتيجية رسالة إعلامية مصرية تركز على أفريقيا. وأشارت الاستراتيجية إلى التغطية النادرة للصحف المصرية للأنشطة الثقافية والبيئية في أفريقيا دون وضع آليات واضحة لتنفيذها.

سياسة مصر في أفريقيا

في هذا السياق يقول الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي بجامعة القاهرة محمد عبد الكريم لـ”المونيتور” : إن النايل سات 301 هو امتداد لجهود إنشاء محطات إذاعية تستهدف أفريقيا، مضيفاً أن الهيئة الوطنية للإعلام لديها كوادر مؤهلة يجب استغلالها لإنشاء قناة إقليمية مصرية تستهدف أفريقيا. مؤكداً أن هذه الخطوة ستمثل استثمارا مصريا كبيرا في القارة.

وشدد عبد الكريم على أن مصر بحاجة إلى معالجة سياساتها السابقة تجاه أفريقيا، والتي أدت إلى تراجع دورها في القارة. ولن يتم ذلك إلا من خلال إنشاء قناة مهنية لأفريقيا تتمثل مهمتها في تعزيز الروابط الفكرية والثقافية بين مصر وبقية الدول الأفريقية، خاصة وأن القاهرة بحاجة إلى الدفاع عن حقها في مياه النيل وسط أزمة سد النهضة ومواجهة الفكرة التي تداولتها وسائل الإعلام الغربية والتي بموجبها تعارض مصر المصالح الإثيوبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى