غير مصنف

في ساعة صفا.. جريمة إمبابة بدأت بجلسة فضفضة وانتهت بقتل الجدة

محمود عبدالسلام

استيقظ أهالي حارة عبدالمجيد علي، المتفرع من شارع الطنايني، بمنطقة إمبابة، في شمال محافظة الجيزة، وسط صمت يقطعه على فترات متباعدة صوت “سارينة دورية شرطية” تجوب المنطقة المكتظة بالسكان، التي انتابهم حالة من الخوف والهلع، وقيادات أمنية تتوافد للتحقيق في الحادث الغامض، الذي أسفر عن مقتل مسنة، داخل شقتها، ولا شيء يتردد في المنطقة سوى “الحاجة حميدة ماتت”.

مسرح الجريمة
مسرح الجريمة

تحقيقات مكثفة والاستماع للشهود، وفحص لكاميرات المراقبة المحيطة بمسرح الجريمة، كل تلك الإجراءات بدأت على الفور لمحاولة الوصول إلى الجاني، لم يترك رجال المباحث بابا قد يقودهم إلى الجاني إلا وطرقوه حتى أمسكوا طرف الخياط الذي كان بمثابة مفتاح حل “الجريمة”، أحد الأشخاص، ومعه سيدة منتقبة واخرى تحمل طفلة صغيرة وقفوا أمام العقار- في ساعة متأخرة من الليل وصعدوا إلى العقار وخرجوا مهرولين بعد نصف ساعة تقريبًا.

خيط رفيع كان أمام أجهزة الأمن والمباحث، وهو فحص الأشخاص الذين دخلوا تلك المنطقة طيلة الفترات الماضية، وبسؤال عدد الأهالي أكدوا أن المتهمين أقارب حفيدة الضحية، وبالتحري عنهم توصلت الأجهزة الأمنية أن المتهمين شقيق زوج حفيدة الضحية، وصديقته وطليقته وطفلته.

مسرح الجريمة
مسرح الجريمة

ساعات معدودة حتى تم القبض على المشتبه بهم الذين كشفوا عن تفاصيل الواقعة، وبمواجهتهم أقروا بارتكاب الجريمة عقب علمهم بثراء المجني عليها الأمر الذي دفعهم للتفكير في سرقتها، ورووا تفاصيل الواقعة والتي جائت على النحو التالي:

يوم الواقعة جلست الفتاة العشرينية رفقة شقيق زوجها، أمسك الرجل الثلاثيني يستمع لرواية السيدة، وهو مشعل لفافته، وراح ينفث دخانها وبجانبه صديقته وطليقته وطفتله التي تبلغ من العمر 11 عامًا، داخل شقة في نفس العقار الذي تسكن به الضحية، لترسم آماله المبعثرة، وتوسوس له كالشيطان أنه لا مفر من حل، في الحصول على أموال العجوز، “هتروح تهجم عليها ولا من شاف ولا مين دري”، فلا مانع من “العنف” إذا قامت بالصراخ وقت السرقة، “هي معاها فلوس ودهب كتير”.

مسرح الجريمة
مسرح الجريمة

بعد جلستهم بـ24 ساعة أخذ المتهمين يخططا للسرقة “إزاي هندخل ومحدش ياخد باله في المنطقة”، فقاموا بمراقبة تحركات المنطقة، ورصد مواعيد غلق المحلات في الشارع، حتى حددا يوم الجريمة الأحد 29 نوفمبر، وقبل ساعة من خطتهم تمركزوا أمام باب العقار محل الواقعة، حتى هرولت سيدة منتقبة رفقة طفلة وشخص ليس من قاطني المنطقة، ودخلوا العقار، بحسب رواية الشهود.

لم تكن الصغيرة ابنة المتهم أتت معهم في جريمتهم صدفة، وإنما كان استكمالا لمخططهم، مستغلين الطفلة للطرق على الباب ومن ثم اطمئنان الضحية “حميدة 80 سنة” لهم.

ما إن فتحت السيدة العجوز باب شقتها ضربها المتهم في وجهها بـ”البوكس” فطرحها أرضا ثم كتم أنفاسها واستولى على 4 قطع ذهبية (3 غوايش – سلسلة بعليقة). وفروا هاربين.

مسرح الجريمة
مسرح الجريمة

تحقيقات النيابة العامة كشفت أن العقل المدبر والمتهمة الرئيسية في الجريمة هي حفيدة الضحية، والتي تقيم في الطابق الأخير بذات العقار محل الواقعة. استغلت علمها بثراء المجني عليها واحتفاظها بأموال ومصوغات ذهبية فخططت لجريمتها.

وأشارت التحريات إلى أن السيدة المتهمة استعانت بشقيق زوجها وصديقته إضافة إلى طليقته وطفلته التي تبلغ من العمر 11 سنة، وعقب تقنين الإجراءات، تمكنت مباحث إمبابة، من ضبط المتهمين واقتيادهم إلى ديوان القسم، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء طارق مرزوق إلى النيابة العامة للتحقيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى