تحتفل الكنيسة اليوم ببدء صوم يونان النبي لمده ثلاثة ايام وهو يسبق دوما الصوم الكبير باسبوعين وينطبق عليه قانون الصوم من حيث كثره المطانيات ( سجود) والصوم الانقطاعي واقامة القداس متأخرا ولكن هذا العام يأتي يوم الثلاثاء ليحمل تذكار عيد دخول السيد المسيح الهيكل وهو طفل لذلك يقام قداس يونان مبكرا وبدون صوم انقطاعى.. واسم يونان معناه (حمامة) وهو من بلده (جت حافر) اسمها الحالي ( المشهد) وبها قبر يونان النبي ودعاه الرب للتبشير في مدينة نينوى (العظيمة) كما لقبها السفر 4 مرات ولكن شرورها واثامها عظمت رغم انها كانت مدينة قوية وانتصرت في حروبها قديما على مملكتي اسرائيل ويهوذا ولذلك فان يونان النبي رفض القيام بهذه الارسالية صونا لكرامته وشماتة في هذه المدينه لعل الرب يهلكها رغم ايمانه بلطفه ورحمته لذلك هرب يونان الى اقصى الغرب (اسبانيا) من وجه الرب وهذا ليس عجبا لان جميع الانبياء قديما ظهروا في اسرائيل فقط ولذلك ظنوا ان الله محدود داخل هذه المملكة فقط لذلك قال يعقوب النبي عندما راى السلم يربط بين الارض والسماء( تك 28) (ان الرب في هذا المكان وانا لم اعلم )وهكذا أستقل يونان السفينة هاربا من الله ولكن هياج البحر والبحارة اجبرته على الاعتراف بذنبه وان هروبه من الرب هو السبب فطلب منهم القائه في البحر ليهدأ ولينقذ البحارة الوثنيون وهذا عجبا يا يونان فانت رفضت ارساليه الرب لك لانقاذ نينوى العظيمه وبها الاف مؤلفة من البشر والحيوانات وتشفق على قلة من بحارةالسفينه!!! و أعد الرب الحوت الضخم والذي ينتشر في عالم البحار العديد من انواعه مثل الحوت الازرق وغيره والذي يتراوح طوله من 20 الى 30 متر وراسه ربع طول جسده وجاء في كتاب يونان النبي والحوت (كنيسة مارجرجس سبورتنج ) ذكر حادث شهير اهتز له العالم عندما سقط احد البحارة من الاسطول البريطاني في القنال الانجليزي وابتلعه حوت ضخم فاستغرق البحارة 48 ساعة كاملة حتى تمكنوا من قتل الحوت بالمدافع وتعجبوا عندما فتحوا جوفه ليجدوا زميلهم على قيد الحياة واطلقوا عليه (يونان القرن العشرين) واخيرا نتأمل في حنان الله على اهل نينوى (لما رأى اعمالهم بعد التوبه العملية فمنحهم الحياة وفرصة جديدة للكف عن الشر).
القس مكاريوس فهيم قليني
ماجستير فى اللاهوت
عضو دائم باتحاد الكتاب
