غير مصنف

أحمد طه الفرغلي يكتب: العيد القومي لأسيوط سطور عن ثورة بنى عدى

كتب: احمد طه الفرغلي

_علماء بنى عدى الازهريون ودورهم الوطنى فى مقاومة الاحتلال الفرنسي

_مواقف خالدة للشيخ احمد الدرديرى قائد ثورة الحسينية

الشيخ على الصعيدى لعلى بك الكبير اتق النار وعذاب جهنم

بنى عدى هى تتنتسب الى قبيلة عدى وانهم قريشيون ينسبون الى قريش الذى هو الجد العاشر فى عامود النسب النبوة الشريف ولا شك اذا تم لبنى عدى كونها عربية قرشية ازدادت كما لا وعظما وشرفت بهذا النسب العظيم للعربية والقرشية من المزايا والخصائص ما ليس لغيرها ولذا جاء القرأن عربيا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين قرشيا عربيا

يقول المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى فى كتابة الحركة القومية: وصل الجنرال دافو الى جرجا ثم الى طنطا وتابع مسيرته الى اسيوط فوصلها يوم الثلاثاء ١٢ من ذى القعده سنه ١٢١٣ه‍ – ١٦من ابريل سنه ١٧٩٩ وهناك رأى ان الثورة قد امتدت الى اسيوط  وسرت اليها فلول الاهالى والعرب الذين انهزموا فى جرجا وانسحبوا شمالا جميعهم الى اهالى القرى التى فى طريقهم حتى وصلوا قريبا من أسيوط ومعهم نحو مائتين من المماليك فأخذوا يحرضون الناس على الثورة ويستحثوهم لقتال الفرنسيين وكانت خطتهم محاكمة التدابير واسعة المدى كما اعترف بذلك (ديزية)فى تقريره الذى رفعه الى نابليون واتخذ الثوار بنى عدى مراكز للثورة وهى بلدة كبيرة واقفة على طرف الصحراء التى كان مراد بك لاجئا اليها

وكانت لهذه البلدة اهمية كبيرة بالنسبه لموقعها وعدد سكانها وثروتها وشهرتها وأهلها من قديم الزمان بالقوة وشدة البأس فقد كانوا فى عهد المماليك يقومون ظلمهم فاتخذها الثوار مركزا لهم

اجتمع بها ثلاثة الاف من الاهالى المسلمين وانضم اليهم اربعمائة وخمسون من فرسان العرب المصريين وثلاثمائة من المماليك فكانت هذه القوة لا يستهان بها فسار ( الجنرال دافو)بجنوده قاصدا بنى عدى للاستيلاء عليها وقامت الثورة فيها فلما وصل يوم الخميس ١٤ من ذى القعدة سنه ١٢١٣ه‍ ١٨أبريل سنه ١٧٩٩م القى اهلها جميعا يحملون السلاح ويتحفظون للوثيقة والقتال وكان المماليك لايزالون فى الصحراء بعيدا عن بنى عدى فعهد الجنرال دافو الى الكولونيل  باحتلال فما به تحصنت طلائع الاهالى فتمكن من اجلائهم عنها فارتدوا الى البلدة فتعقبهم الكولونيل بينيون ولما اقترب من البلدة اطلق الاهالى الرصاص على الجنود من المنازل فاصيب الكولونيل بينون برصاصه ارادته قتيلا فعهد الجنرال دافو الى الكولونيل راباس بقيادة الحملة بدلا منه فاستمر الجنود بقيادته يدافعون وهنا حضر المماليك لنجدتهم ولكن لم يكن الكولونيل راباس يتحول اليهم لمنع اتصالهم بالاهالى حتى ارتدوا لاول وهلة وانسحبوا الى الصحراء الى الواحة التى قدموا منها وتركوا الاهالى وحدهم يتلقون هجمات الجيش الفرنسي فاشتبك الفريقان فى معركة خافية دارت رحاها فى بنى عدى وفى بيوتها التى حصنها الاهالى وجعلوا منها شبه قلاع كان الرصاص ينهال على الجنود منها فلقى الجيش الفرنسي منها ببنى عدى من المقاومة مالم يلق مثله فى كثير من البلاد

استمر القتال الى الليل وانتهت المعركة بغلبة النيران الفرنسيه على مقاومة الاهالى ذلك ان الفرنسين لما عجزوا عن الاستيلاء  على بنى عدى لجأوا الى وسيلة الحريق التى اتبعوها فى ابنوب وغيرها فاضربوا النار فى نواحى البلدة وبهذا الوسيلة الدنيئة تغلب الجيش الفرنسي على مقاومة بنى عدى واحتلها الجنود  واهجموا فى اهلها قتلا ونهيا ويستخلص من ما قاله الرافعى عن اهل بنى عدى ويتجلى بوضوح دور علماء الازهر وشعب بنى عدى الذين كان معظمهم من العلماء الازهريون الذين درسول بالازهر ولهم مواقف فى مقاومة الظلم والاستعمار ومنهم الشيخ احمد الدردير وغيره من علماء الازهر الافذاء منهم الامام الكبير الشيخ على الصعيدى العدوى وتلميذه الاكبر ابو البركات الولى الكامل سيدى احمد الدردير والعالم الدولى الكامل سيدى احمد الدردير والعالم الولى الكامل سيدى صالح السباعى وشيخنا حسن الهوارى

وعن الشيخ احمد الدردير الزعيم الازهرى يقول الجبرتى جمادى الاولى سنه ١٢٠٠ه‍ تارس دايريق ١٧٨٦ عن احداث ثورة الحسينية والتى ذكرها ايضا على باشا مبارك فى الخطط التوفيقيه الجزء التاسع صفحة ٩٤

فلقد قاد علماء الازهر اواخر القرن الثامن عشر الثورات والانتفاضات ضد حكم المماليك

ومن هذه الثورات (ثورة الحسينية الاولى ) حيث ان اهالى الحسينية قد ناروا بسبب مظالم حيث بك المعروف الشعب اليهودى وحضروا الى الجامع الازهر والتف حولهم اعداد كبيرة من لعامة وذهبوا الى الشيخ احمد الدردير الذى اعلن انضمامه الى الثوار وقام الثوار بتصعيد الموقف فاغلقوا ابواب الازهر وصعدوا على منارته لاعلان مطالبهم فاستجاب لهم الكثير من التجار والسوقه وعندنا علم زعماء المماليك بانباء الثوره توجهوا الى الشيخ الدردير واعتذروا له

وطلبوا قائمة بالمنهوبات من اى محل تكون وجعلوا الاخراء على الاعتراف بجرائمهم فى حق الشعب المصرى

ويقول الاستاذ الدكتور محمد رجب البيوجى فى كتابه الازهر بين السياسة وحرية الفكر بين صفحة ٣٠ الى صفحة ٣٥

وقد ذكر الجبرتى ايضا فى احداث شهر جمادى الاولى من سنة ١١٩١ه‍ فى الجزء الثانى من تاريخ الجبرتى صفحة ٨ ان بعض الاوقاف الخاصة بطلب العلم بلازهر من فريق المغاربة الذين تركوا بلادهم وسعتهم مصر باوقافها  ومساجدها ودورها وعلمائها بعض هذه الاوقاف كانت هدف اعتداء ظالم من احد الامراء الكبار ويدعى يوسف بك فاضطر المستحقون ان يلجئوا الى القضاء محكم لهم بما يستحقون وعز على الامير الظالم ان يتمثل السجن جزاء مطالبته بالحق

وفوجئ الطلاب بما فصل الامير من شر فاتجهوا الى استاذهم الدردير فلم يظن ان الامير جاد فى تهديده وكتب اليه خطابا رقيقا يسأله ان يترك الطالب دون اعتنال

يصل الى الايد على يدى طالبين من طلابه حتى هاج وامر بالقبض على الطالبين

الذين يحملان الرسالة وزجرهما زجا عنيفا وفاه بما يليق

قال الجبرتى ووصل الخبر الى الشيخ الدردير و اهل الجامع فاجتمعوا فى الصباح

وابطلوا الاذان والدروس والصلوات واوجندوا ابواب الجامع وجلس المشايخ بالقبله القديمة واطلع الصغار على المهارات يكثرون الصباح والدعاء على الاجراء واغلق اهل الاسواق متاجرهم اضطر الاجزاء الى ان يحسموا الشر حين

رأوا علماء الازهر يلتقون حول الدردير ويقودون حركة مقاومة ناجحه فارسلوا  الى يوسف بك فاطلق المسجونين ونادوا بالامان وبعد الخصوم ققامت معركة دموية ضاعت فيها ارواح من الفريقين وانتشر الشر وزاد الهرج فتزعم الدردير ثورة الانتاج ووقف وراءه التجار وطوائف البلد فخاف الامراء ان تصل الانباء الى السلطان وان يعجل الانتقام واجتمعوا للتشاور فارسلوا كبرائهم الى الشيخ السادات

فحذرهم من مواجهة العلماء بمن يرسله الى الثائرين وانتهت الى انتصار الشيخ الدردير وفى هذه الفتره من تاريخ مصر لم يكن استطاعته احد ان يقف هذا الموقف الا المخلصون الذين قادوا الامة ضد الظلم والاستعباد والقهر والجبروت والاستعمار

امثال الشيخ احمد الدردير الذى كان لايخشى الله والذى كان يقف ضد الظلم والاضطهاد انه احد علماء الازهر الافذاذ واحد ابناء بنى عدى المخلصون الذين لم يثوروا والانقطاع ارزاختهم او المصلحة شخصيه وظلت مواقف الشيخ الدردير النضاليه ونصرة الحق ثابته لم تتزعزع فى مقاومة الابطال من ابناء بنى عدى والعلماء الازهريون الافذاذ بكل ما اوتوا من قوة الايمان الصادق فى مقاومة الفرنسيون المعتدون

انها مواقف سطرها التاريخ لتكون نبراسا يهدى الوطنيون من ابناء مصر المخلصون ولم تكن هذه المواقف هى الوحيدة فى نضال الدردير المشرف الذى كان القدوه والمثل لشرفاء بنى عدى وانما هناك مواقف وطبية صادقة ضد الظلم واهله والتى منها موقف الدردير فى ثورة الحسينية الذى اشار اليه الجبرتى فى حوادث جمادى الاولى سنه ١٢٠٠ه‍ _مارس وابريل سنه١٧٨٦

ضد الوالى الظالم المستنقل حسين

والتاريخ النضالى لثوار مصر ممتلئ بالنماذج المشرفة والتى كانت من المواقف التى لا ينساها التاريخ من مواقف وطنية خالدة لوطنيون احرار من ابناء بنى عدى فقد كان الشيخ على الصعيدى المولود سنة١١١٢ه‍ معاصرت لعلى بك الكبير ومحمد بك ابو الدهب فكان ياخذ شكاوى الناس ويذهب بها اليها فلا يردان له طلبا وقال الشيخ الصعيدى مرة لأبي الذهب لا تضجر ولا تأسف على شئ بقوتك بغير حق فى الدنيا فإن الدنيا فانية وكلنا نموت ويوم القيامة يسألنا عن تأخرنا عن نصحك وها نحن قد نصحناك وخرجنا من العهدة وكان اذا امتنع الامير عن اجابة طلبه صرخ فيه قائلا لأتق النار وعذاب جهنم ثم يمسك يده ويقول له انا خائف على هذه اليد من النار ان التاريخ يفخر بما قدمه علماء ورجال بنى عدى المخلصون الاوفياء الوطنيون دفاعا عن المظلومين وضد الاستعمار

ويشهد المؤرخ الفذ عبد الرحمن الجبرتى ويحدثنا عن ذلك فلقد قاد علماء بنى عدى الثورات ضد المماليك والانجليز والفرنسيين وظلوا مخلصون لوطنهم ان الدهر لا يهابون الا الله ولا يخشون سطوه الظالمون المعتدون وقد صدق شيخ الاسلام ابن حجر الهشيمى حين قال(ليس على وجه الارض بقعه جمعت من علماء الامة وصلحائها والجهد فى طلب العلم وتعلمه فى ذلك الليل والنهار مثل بحيث اجمعوا على انه لم يقع منذ ازمان والى الان انه خلى من علم او ذكر ساعة من الليل او النهار وكانت العلماء الازهر

انهم كانوا قاده علم وصلاح ونضال وجهاد ووقفوا فى وجه الظلم والطغيان مدافعين عن الحق

وعلماء الازهر الابطال الذين قادوا الثورة ضد الفرنسيون سيظل خالدا ونبراسا وقدوه لابناء بنى عدى ان ماضيهم وحاضرهم ودورهم الوطنى فى الدفاع عن الشعب والوطن وسيظل خالدا مسجلا فى تاريخ الوطنية الصادقة المخلصة لشعب مصر وصدق على باشا مبارك عندما قال عن بنى عدى وعلمائها الابطال

(فهى مع كونها بلدة ريفية منبع العلماء من عدة اجيال الى الان)صفحة ٩٧جزء تاسع

كما قال ايضا صفحة٩٤ وهى ايضا مشهوره بالعلماء من قديم الزمان والجامع الازهر دائما لا يخلو منهم ولا ينقص المجاورن منهم عن نحن الثلاثين ومنهم شيخ رواق الصعايدة غالبا ومنهم المدرسون والمؤلفون قديما وحديثا لقد تخرج علماء الازهر من ابناء بنى عدى لا يحملون الا كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وقد علموا ان الوقوف ضد الظلم والدفاع عن الاوطان وان الشهادة فى سبيل ذلك اعظم التمنيات والتضحيات وهى السبيل الى جنه عرضها السموات و الارض اعدت للمتقين وحقا لقد تخرج علماء الازهر من ابناء بنى عدى الذين تصدوا للاستعمار الفرنسي من الجامع الازهر الذى هو اول بيت وضع للناس بالقاهرة كما قال الشيخ ابو بكر الشنوانى _ ان علماء بنى عدى الازهريون تولوا الامر عن الشعب المظلوم والدفاع عن حقوقه وارضه وبارواحهم  للدفاع عنها بكل غال فى سبيل ان تظل بلادهم حره قوية مستقبله لا يدنسها غاضب او مستعمر وصدق الله العظيم .

اذا يقول والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى