مقالات

أحمد عبدالرحيم يكتب: كوفيد 19 … وتغير وجه العالم

لقد أعتادت الأوبئه تشكيل العالم كما لم تفعل الحروب من قبل يوماً. إنهار النظام الإقطاعي البريطاني عندما غير طاعون عام 1350م الظروف الاقتصادية والديموغرافية.

وتم تدمير إمبراطورية الآزتك في العام 1520م بسبب عدوي الجدري التي جلبها العبيد .ذلك في الماضي البعيد ؛ اما في الماضي القريب فقد قتلت الانفلونزا الإسبانية قرابة ال50 مليون إنسان ما بين عامي 1918-1919م حيث كان العالم اقل ترابطاً وتعقيداً وعولمة وفي مطلع ثلاثنيات القرن الماضي حيث كان العالم مقبل علي كساد في مناحي شتي تبع ذلك ظهور النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا واحد الأسباب البعيدة للحرب العالمية الثانية التي أسس علي إثرها النظام العالمي الجديد حينئذا مكون من الآمم المتحدة ومجلس أمن من خمس دول شرقا حيث الإتحاد السوفيتي والصين وغربا حيث أمريكا ودول أوروبا الكبرى هذه الدول مجتمعة تحكم العالم اقتصاديا وايدولوجيا.

بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي أتجه العالم غربا نحو أمريكا ودول أوروبا حيث الطريقة الأفضل للتعامل مع الأحداث حتي أتى كوفيد 19 ليقول سترون جميعاً.

وأقبل كوفيد 19 علي شعوب العالم الواحد تلو الآخر فجعل دول ومنظمات وأفكار تندفع نحو الأشياء ذات القيمة ولو مؤقتا وتغير وجه الصراع علي الذهب والنفط والغاز الي صراع علي الكمامات واقنعة التنفس الطبية تعاملت كل من أمريكا وأوروبا بكثير من الفضول وقليل من الحذر في مواجهته وأن الصين وحدها هي التي سوف تدفع ضريبة الفيرس حتي سار القشه التي قد تقسم ظهر القارة العجوز وسبب في إنهيار إقتصاد أمريكا بعد قرار إغلاق متأخر كثيرا وتغيرت الأدوار علي نحو غريب ومتسارع.

الصين من أكبر ضحية لأكبر منقذ وأمريكا وأوروبا من أكبر متفرج لأكبر ضحية.

في تصريح متلفز للرئيس الصربي الكسندر فوتشيتش يقول ” التضامن العالمي غير موجود ؛ التضامن الأوروبي غير موجود ؛ لقد كان ذلك قصة خرافية مكتوبة على الورق. ولدينا الكثير من الأمل بالطرف الوحيد الذي يمكنه أن يساعدنا في هذه الظروف الصعبه جمهورية الصين الشعبية ” ازمة كوفيد 19 أشد وطأة من الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 فهي تؤثر على كل شخص وتغلق كل شيء.

أوروبا العجوزة صادراتها تراجعت وتعيش واقع يقول أن كل دولة تضمد جراحها بنفسها وانتشار الوباء يقوي الدولة ويعزز القومية مع ظهور فكرة الحدود الوطنية إتحاد أوروبي علي مشارف التفكك.

أمريكا آلتي تنهار اقتصاديا سريعا وتسجل أعلي معدل بطالة هو الأعلى في تاريخها وسط اتهامات للصين بتضليل العالم ونشر معلومات كاذبه.

ولا شك أن الصين آذت العالم كله بإخفاء الحقائق عن الفيروس طيلة شهرين؛ واخفاء الحقائق ثمة الأنظمة الديكتاتورية؛ لكن الصين فعلياً تقوم بتزويد العالم بإحتياجاته الطبية فهي لن تعيد قرن القطيعة مع العالم ما بين عامي.

1949-1842م فهي ماضية في تصنيع كل شيء وتصديره للعالم بإمكاناتها الهائلة وعيون الدول المأزومة والسائرة نحو التأزم تتجه الي بكين كقائد لديه تجربته القابلة للتصدير.

علي الرغم من انتقاد الغرب لسياسات النظام الصيني في المحافل الدولية الا أن ديمقراطيات الغرب وعلي رأسها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا طلبت منها المساعدة وأصبحت الصين المصنع الطبي للعالم. وتلعب علي وتر دبلوماسية كوفيد 19 بإرسال المساعدات والفرق الطبية والمضي قدما نحو قيادة العالم في هذه الأزمة في ظل تخبط واضح للامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنطمة الصحة العالمية فلم يدعو أحد لإصدار بيان بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء الأرض. أو قرار موحد ضد جائحة كوفيد 19.

كل الشكر والاحترام للنظام الصحي العالمي ممثل في منظمة الصحة العالمية ولكن ماذا بعد. هذه المنظمات الدولية لا تمتلك القدرات الفعلية للتصدي للجائحه . في الحقيقة الأفضل أن تنتهي هذه الفقرة بالتساؤلات.

مما يؤكد بما لا يدع مجال للشك أنها عبارة عن ديكور دولي لطيف ليس إلا. كوفيد 19 إجتاح العالم لفترة حتما ستنتهي لكنها كفيلة بتغيير الكثير مستقبلاً فالبشر سيبقون وكما هو الحال دائما سيكتب المنتصرون قصة هزيمة كوفيد 19 .

المنتصر هو البشرية مع تغييرات كثيرة في الاقتصاد والسياسة والاجتماع الإنساني حتي يصل الي أعراف الشعوب وتقاليدها. لكن هل نتغير آلان نحو تعاون أكبر بين البشرية. الفيروس لا يميزنا كأعداء له فعلينا ألا نتمايز في مواجهته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى